قال الشيخ أحمد تركي مدير عام تدريب الأئمة بوزارة الاوقاف سابقاً، أمين الشؤون الدينية بحزب حماة الوطن، إن الفرق الدينية الإسلامية عملت عبر تاريخ الإسلام على زرع مفاهيم ومصطلحات تتلاءم مع أيديولوجيتها الخاصة، وأن هذا النهج ليس مقتصرا على جماعة الإخوان فحسب، بل اتبعته جميع الفرق الخارجة عن العموم الإسلامي، مثل الشيعة والخوارج، الذين حاولوا تشكيل المفاهيم والقيم وفق رؤاهم الخاصة. ما فتوى «الصائل»؟ أوضح الشيخ أحمد تركي مدير عام تدريب الأئمة بوزارة الاوقاف سابقا في تصريحات ل«الوطن»، أن التصريح الذي أدلى به محمد منتصر المتحدث باسم جماعة الإخوان السابق، اتخاذه بإجازة الاشتباك مع الشرطة وكل معارض له في يناير عام 2013، يثبت منهجية الجماعة المتطرفة، حيث يرى أفراد الجماعة أنهم يمثلون الدولة بذاتهم، وبالتالي يجب على الدولة أن تتبنى مفاهيمهم وتغيّر وفقها. تعريف فتوى الصائل أكد مدير عام تدريب الأئمة بوزارة الأوقاف سابقا، أن مصر تمثل دولة منذ آلاف السنين، وأن مصيرها ومصير أفرادها محفوف بالأمانة والمسؤولية التي يفرضها القرآن الكريم، الذي ذكر مصر في أكثر من ثلاثين آية، كما زارها الأنبياء وتعاملوا معها كدولة. وشرح تركي ما جاء عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: «فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ» قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: «قَاتِلْهُ»، مؤكدا أنه يُقصد به أن النبي قال قاتله في إطار المجتمع البدوي، عندما كان لا يوجد دولة، أما الآن مفهوم الدولة متغير، حيث أن الدولة تمثل وتدافع عن جميع مواطنيها، وتحمي حقوقهم عبر مؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية، وأن أي جماعة تخرج عن هذا النظام وتعترض عليه تُعتبر صائلة وباغية، وهو ما شهدته التاريخ الإسلامي عبر العصور. إرهاب جماعة الإخوان وأشار إلى أن أن جماعة الإخوان، كغيرها من الفرق الدينية، تبعت نهجا مماثلا عبر تاريخ الإسلام، محاولة تطبيق أفكارها الهدامة ومفاهيمها في إطار الدولة، وهو ما يعد تحدياً للمؤسسات والأنظمة القائمة، قائلا: «لا شك أن هذه الجماعة إذا خرجت عن هذا النظام، وإذا اعتدت على هذا النظام، فهؤلاء هم الذين يسمون بالصائلين، ويسمون أيضا بالبغاة وهذا حدث كثيرا في التاريخ الإسلامي، وحدث مؤخرا مع جماعة الإخوان، إذن فهم يقلبون الموازين، يعتبرون أن الجماعة هي الدولة، وبالتالي الدولة هي الصائل». واختتم حديثه قائلا: «الحقيقة وفق القرآن الكريم، وفق سنة النبي عليه الصلاة والسلام، أن دفع الصائل يعني أن الدولة هي التي تدفع الصائل، وأن الدولة هي التي تدفع المعتدين والمخربين وغير ذلك، فالشاهد هنا أن جماعة الإخوان كبقية الفرق الدينية التي ظلت وأظلت طيلة التاريخ الإسلامي انتهجت هذا النهج».
