استمرت شركات الكهرباء بمختلف المحافظات، أمس، فى سياسة تخفيف الأحمال، وشهدت المدن والقرى ظلاماً دامساً، صحبه انقطاع للمياه فى بعض المناطق، بعد توقف المحطات، وسادت حالة من السخط بين المواطنين، وطالب بعضهم برحيل الوزير لعدم قدرته على إدارة الأزمة، فيما أرجعت مصادر بالكهرباء الأزمة إلى أعمال الصيانة لمرافق تم استهدافها من قبل الإرهابيين. فى أسيوط، شهدت جميع أرجاء المحافظة انقطاع التيار الكهربائى ما يقارب 6 مرات يومياً لعدة ساعات تجاوزت فترة الانقطاع الواحدة 3 ساعات، وصحبها انقطاع للمياه بشكلٍ كامل، ما أدى إلى توقف الخدمات بالمحافظة وإصابتها بالشلل، وزاد من استياء الأهالى تزامن الأزمة مع بدء امتحانات الفصل الدراسى الثانى. وفى قرى مراكز أبوتيج وأسيوط والقوصية ومنفلوط أدى انقطاع التيار إلى تلف العديد من الأجهزة المنزلية، وأشار عمر فتحى، أحد أهالى قرية منقباد، إلى أنهم يستيقظون على انقطاع التيار وينامون فى الظلام الدامس، لافتاً إلى أن الكهرباء لا تأتى إلا لمدة ساعة أو ساعتين وتعاود الانقطاع، وأضاف أن المسئولين يبررون استمرار الأزمة مرة بصيانة الأسلاك وأخرى لتجديد المولدات أو إصلاح أعمال تخريبية، وتابع: «اعتدنا على شحن الكشافات انتظاراً لموعد انقطاع الكهرباء». وأكد مصدر بشركة مياه أسيوط، أن انقطاع المياه جاء بسبب انقطاع التيار الكهربائى وتوقف العمل بمحطات الكهرباء، نظراً لعدم وجود مولدات احتياطية، فى حين أوضح مصدر بالكهرباء أن عملاً تخريبياً نفذه إرهابيون استهدفوا من خلاله برج دوائر 500 بسمالوط، وراء انقطاع التيار، لافتاً إلى أن أعمال الإصلاح بدأت فى البرج منذ الخميس الماضى، وأوشكت على الانتهاء. وفى قنا، واصلت شركة توزيع الكهرباء سياسة تخفيف الأحمال فى كافة أنحاء المحافظة بالتناوب، ووصلت ساعات انقطاع التيار الكهربائى إلى 13 ساعة يومياً، منذ 4 أيام، وقال عاطف محمود عقير، صاحب محل أغذية، إن جميع السلع تلفت فى المجمدات بسبب طول فترة انقطاع التيار الكهربائى، فيما شهدت مكاتب البريد، والبنوك، زحاماً شديداً بسبب توقف أجهزة الحاسب الآلى، كما توقفت معظم المخابز عن العمل فى مدن المحافظة. وفى المنيا، تسبب استمرار الأزمة فى إصابة سيدة أرملة بحروق بعد احتراق غرفة بشقتها، إثر قيامها بإشعال شمعة سقطت من يدها عقب انقطاع التيار الكهربائى بحى شرق مدينة ملوى، جنوب المحافظة. وانتقلت قوات الحماية المدنية، وتم السيطرة على الحريق وإخماده ومنع امتداده، وبالفحص تبين نشوبه بشقة بالطابق الأرضى بعقار مكون من 3 طوابق تقطنه بدرية محمد عمر، 54 سنة، أرملة، وأسفر الحريق عن احتراق محتويات إحدى الغرف بالشقة، وإصابة السيدة بحروق بنسبة 10% بالوجه والكتف والساعد الأيسر، وتم نقلها للمستشفى العام بملوى. وفى الفيوم، اشتكى أهالى المدينة والقرى التابعة لمراكز المحافظة، من استمرار انقطاع التيار، لليوم الثالث على التوالى، واتهموا وزارة الكهرباء بالفشل فى حل الأزمة، حيث شهدت أحياء المشتل والجون الشرقى والفوال، ومساكن البنك وشارع البوستة، انقطاع الكهرباء عدة مرات، واستمر انقطاع التيار فى كل مرة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وسادت حالة من السخط بين المواطنين، الذين هاجموا وزير الكهرباء والحكومة على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك».