هل يجوز صلاة العشاء بعد أذان الفجر؟، من الأسئلة الشائعة التي يبحث عنها المسلمون فيما يتعلق بقضاء الصلاة الفائتة، وإن كان في الأصل وجوب أداء الصلاة في مواقيتها المُحددة، وإن تأخرت إلى وقت الفجر هل يتم أداء الصلاة أم قضائها، وهو ما تستعرضه «الوطن» في هذا التقرير. أداء صلاة العشاء أوضح الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن وقت أداء صلاة العشاء ممتد من الآذان حتى ظهور الفجر، بحسب ما جاء في المذهب الشافعي. هل يجوز صلاة العشاء بعد الفجر وردًا على سؤال «هل يجوز صلاة العشاء بعد أذان الفجر؟»، قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إن الأصل في الصلاة أن تؤدى في أوقاتها وعدم تأخيرها بدون عذر. وأجاز عاشور، صلاة العشاء بعد أذان الفجر وقبل القضاء، قائلًا: «إذا فاتتني الصلاة بعذر أو بدون عذر، فإنه يجوز صلاتها بعد أذان الفجر بشرط عدم خروج وقتها، فيصلي القضاء أو صلاة العشاء، ثم الفجر». وأوضح أن حال قرب خروج وقت صلاة الفجر، وعدم الانتهاء من صلاة العشاء، فلا بد من صلاة الفجر حتى لا يخرج وقتها. الاختلاف حول نهاية وقت العشاء وبحسب لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فإن النصوص النبوية بينّت أوقات الصلوات بدءا وانتهاء، ومع ذلك نبهت إلى أن الأفضل في الصلاة أن تكون أول وقتها وفى الحديث «أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها». وأضافت: وقت صلاة العشاء يمتد من مغيب الشفق الأحمر بإجماع الفقهاء كما نقله ابن عبد البر وغيره. وأوضحت أنه حدث اختلاف بين الفقهاء، حول نهاية وقت العشاء والراجح المفتى من قول جمهور الفقهاء أن لآخر وقتها طلوع الفجر الصادق، فمتى صُليت العشاء قبل دخول وقت الفجر فإنها تقع أداء ولكنه خلاف الأولى ما لم تكن هناك ضرورة. وذكرت لجنة الفتوى: من الأسانيد التي دلت على ذلك، ما ورد في الحديث: «ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى»، رواه الترمذي، وهو دليل على أن وقت الصلاة يمتد حتى دخول وقت الصلاة التي تليها. والأولى أن لا يؤخرها عن ثلث الليل، وإن أخرها إلى نصف الليل جاز، وما بعد النصف وقت ضرورة، الحكم فيه حكم وقت الضرورة في صلاة العصر، على ما مضى شرحه وبيانه، ثم لا يزال الوقت ممتدًا حتى يطلع الفجر الثاني، بحسب ما قاله ابن قدامة في «المغنى».
