قال اللواء محمود منصور، قائد السرية الأولى بالكتيبة 163 صاعقة في الجيش الثالث الميداني، إن سريته بعد عبورها لخط بارليف تقدموا في اتجاه «تبة الدبابات» على عمق 1800 متر من الساتر الترابي. وأضاف منصور في حواره ل"الوطن"، أنهم اعتلوا التبة ووضعوا ألغامًا عليها، وتراجعوا للخلف، مؤكدًا: "تمكنا من أخذ مواقع قتالية مناسبة، ووجدنا موجة ترابية شديدة مقبلة مع 13 دبابة في الساعة الثانية و15 دقيقة، ليبدأوا إطلاق نيران مدافعهم و3 رشاشات لكل واحد منها 1600 طلقة، ولكننا صمدنا على أرضنا". وأوضح أن الدبابات بدأت تفتح نيرانها من مسافات بعيدة، والأسلحة الموجودة معنا من "الآر بي جي"، ورشاش بندقية لم يصل مداها إليهم، وحبسنا نيرانها حتى نستخدمها وقتما يكون لها تأثير، وأصيب عدد منا، وانفجرت بعض دباباتهم بعدما "داست" على الألغام التي وضعناها، ثم بدأوا في التراجع والتقدم بشكل ثابت، وحاولت إحدى فصائل اليسار الانحراف لتطوق سريتنا من الخلف، إلا أن قائد الفصيلة الملازم محمد عارف اتخذ وضعًا مناسبًا للتصدي لهم، وبعدها دخلنا في معركة طاحنة معهم استهلكنا فيها نحو 90% من الأسلحة الموجودة معنا. وأشار منصور إلى أن المعركة القتالية، أسفرت عن تدمير 8 دبابات بمن فيها وهروب 5 أخريات قبل غروب الشمس بنحو نصف ساعة وأصبت برصاصتين، وكان لدينا 11 مصابًا آخر، و3 شهداء من أصل 100 مقاتل، وبعدها خرجت الدبابات من المعركة، وبدأت قوات المشاة "القوات الرئيسية" في العبور، لنستكمل ذخيرتنا منهم، ونتحرك لمهمتنا التالية للسرية بعدما تركنا المصابين الذين لا يقدرون على الحركة لتلقي العلاج. وتابع: "قمنا بالإغارة على مربط مدفعية «عيون موسى»، وكانت قواتهم تغادر هربًا منه، إلا أننا استطعنا قتل اثنين وأسر مثلهما، سلمناهما للشرطة العسكرية، وانطلقنا من معركة عيون موسى إلى جبل «المر»، وكانت حينها معركة تطوير الهجوم للضغط على العدو حتى تتمكن القوات المسلحة السورية من صد هجوم عنيف موجه إليها بهدف سحب القوات الإسرائيلية باتجاهنا وتقليل الهجوم عليهم، وقمنا بتنفيذ كمين لكتيبة دبابات نفذناه ليلًا أسفر عن تدمير 9 دبابات من أصل 63 دبابة إسرائيلية، واستشهد منا مقاتل واحد". وأكد منصور أنهم خططوا للهجوم على القوات الإسرائيلية بالثغرة، لتدميرها بشكل كامل في شهر نوفمبر، وأضاف قائلًا: "جاء لنا اللواء نبيل شكري ووجد معنا على جبل عتاقة في حضور عدة سرايا من قوات الصاعقة، وقبل تحركنا للهجوم بنصف ساعة فقط، جاءت الأوامر بجهاز اللاسلكي لإيقاف الهجوم بعد اتفاق وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر مع الرئيس السادات على وقف إطلاق النار".