منذ ما يزيد عن 133 عامًا، شن العمال بمدينة شيكاغو الأمريكية حربًا ضد معاناتهم للمطالبة بالحصول على حقوقهم الإنسانية المشروعة من عدد ساعات العمل والأجر المقابل، ومن ثم انتشرت تلك النزاعات في عدد من الدول الأوربية، وراح ضحيتها العديد من الأرواح النقية ممن سعت إلى العدل، فاعتبروا علامة فارقة في التاريخ النضالي بالعالم، لذلك خصص يوم 1 مايو من كل عام للاحتفال ب"عيد العمال". وترصد "الوطن" بالفيديو، احتفالات الرؤساء ب"عيدالعمال"، بدءا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مرورًا بالسادات، ومبارك، محمد مرسي، وعدلي منصور، وصولًا لاحتفال الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمناسبة اليوم. 1-الرئيس عبدالفتاح السيسي: يحتفل كل رئيس بعيد العمال على طريقته الخاصة، ولكون العمال في مصر يحتلون مكانةً كبيرة أصبح لكل عام احتفالية، خاصة عقب ثورة يناير، فاليوم شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، احتفالية عيدالعمال بمقر أكاديمية الشرطة، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وعدد كبير من قيادات الدولة، وجبالى المراغي رئيس اتحاد العمال. وألقى السيسي، خلال الاحتفال خطابًا يشمل تهنئة العمال بعيدهم، ويوضح المشاريع التي تستهدفها الدولة لتوفير فرص عمل للعمال، خاصة مشروعي محور قناة السويس وألف مصنع، إضافة إلى رؤية الدولة لإعادة تطوير وهيكلة المصانع، وكرم نحو 10 من قدامى النقابيين والشباب بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى، واثنين من قدامى العاملين بوزارة القوى العاملة بمنحهما نوط الامتياز. فيما قدم العمال أمام الرئيس، وثيقة شرف، تعهدوا فيها ببذل المزيد من الجهد لزيادة الإنتاج والنهوض بالاقتصاد القومي، ويسلمونه درعًا تم تصميمه خصيصًا للرئيس، عليه صورته وشعار "كلنا مصر". 2-المستشار عدلي منصور: وفي العام الماضي، أثناء تولي المستشار عدلي منصور رئاسة الجمهورية، احتفل بعيد العمال، في 30 إبريل 2014، بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر، كما قام بتكريم 10 من قدامى النقابيين العماليين بمنحهم أوسمة عمل من الطبقة الأولى، و2 من العاملين السابقين بوزارة القوى العاملة والهجرة بمنحهما نواط الامتياز من الطبقة الأولى لدورهم في دفع جهود العمل والإنتاج. وأكد أن الدولة ستدعم القطاع العام ولن تبيع أصوله، حتى يتحول هذا القطاع إلى داعم للاقتصاد ومساهم في الدخل القومي المصري، مشيرًا إلى ما شهدته مصر في الخمسينيات والستينيات من تدشين لصناعات الثقيلة، بالتعاون الاتحاد السوفيتي، إلا أنه لم يقر بأي تعهد حول تطبيق علاوة مادية للعاملين بالدولة. 3-الرئيس المعزول محمد مرسي: بينما احتفل الرئيس المعزول محمد مرسي، بهذا اليوم كأول عيد عمال في عهده بقصر القبة الرئاسي، بدلًا من قاعة المؤتمرات، داعيًا شخصيات لا تمثل العمال فعليًا، متجاهلًا دعوة النقابات المستقلة، كرم فيه 10 من قدامى النقابيين بمنحهم وسام العمل من الطبقة الأولى واثنين من قدامى العاملين بوزارة القوى العاملة والهجرة بمنحهم نوط الامتياز، كما قام بزيارة مجمع الحديد والصلب في حلوان، مشيرًا في خطابه إلى رغبته في استكمال مجهود الرئيس جمال عبدالناصر. 4-الرئيس محمد حسني مبارك: إلا أنه منذ 5 سنوات، ظل الاحتفال بعيد العمال حكرًا على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، طوال 30 عامًا، التي تنوعت بين قاعتي الأزهر والمؤتمرات في مدينة نصر وسط حضور للقيادات العمالية وكبار رجال الدولة من قادة الجيش والوزراء والأزهر، في إجراءات أمنية مشددة، كما كان متبعًا الإعلان عن العلاوة في أثناء الاحتفالات، حيث كان يتردد في احتفال كل عام عبارة "المنحة يا ريس" المصحوبة بهتافات مؤيدة للرئيس ومحتفية به. وطالما أكد مبارك في خطاباته على أهمية العمال وإنهم أساس التقدم، معربًا عن تطلعه لدورهم في المرحلة المقبلة، والنهوض بشركات القطاع العام والخاص، وقال في آخر خطاباته قبل ثورة 25 بناير "سوف تجدوني دائمًا لجانبكم". 5-الرئيس محمد أنور السادات: سار الرئيس الراحل محمد أنور السادات على نهج عبدالناصر في نهجه مع العمال، وهو ما ظهر في كلمته بأول احتفالاته "كلنا عبدالناصر"، فأقام الاحتفالات بالأماكن العمالية الشهيرة بوجود العمال بها، ليؤكد على ما حدث بها من إنجازات خاصة بعد تطويرها، مثل سفاجا والمؤسسة العمالية بشبرا الخيمة وحلوان و15 مايو، واعتاد في خطاباته استخدام كلمات هدف إلى رفع الروح المعنوية للجنود من خلال نقل دورهم القيادى فى حرب 73 ببناء الجسور الجوية المستخدمة فى العبور. 6-الرئيس جمال عبدالناصر: مثلّ الاحتفال بعيد العمال لدي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أهمية خاصة، حيث كان يهدف من خلاله رفع الروح المعنوية لدي العمال المصريون ومناقشة أهم التطورات في القضايا العربية، من خلال خطاباته في المدن العمالية الشهيرة، كشبرا الخيمة والمحلة الكبرى وغيرها من المدن الصناعية الكبرى. ولم يغفل عبدالناصر، عن الإشارة إلى الجيش المصري في خطاباته، حيث كان يسعى إلى تقوية عزيمة الجيش المصري، خاصة عقب هزيمة 67، وقال في أحد احتفالاته "في اليوم الذي تحتفل به الإنسانية كلها في الغرب والشرق على السواء، وفي كل بقعة من العالم المتحضر، الذي يعرف للعمل قداسته، ويعرف للعمال دورهم الطليعي في بناء الأوطان، يسعدني أن أكون معكم هنا في هذه القلعة العظيمة من قلاع الصناعة المصرية".