"أيها المسلمون إحموا الشرعيين.. دول عايزين يسقطوا الرئيس المنتخب وعايزين يسقطوا الإسلام في مصر، ومش عايزين تقوم للإسلام قومة في مصر"، تلك كانت كلمات وجدي غنيم الداعية الإخواني، التي حرض بها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على استخدام العنف ضد المتظاهرين في ديسمبر 2012 أمام قصر الاتحادية. داخل مقر إقامته في بقعة ما في تركيا، يحرص وجدي غنيم، الداعية الإخواني الهارب، بذقنه البيضاء، وقامته القصيرة، وهو يقلب بريموت تلفازه، بحثًا عن القنوات التي ستنقل وقائع محاكمته، هو و14 آخرين من قيادات الإخوان، ربما يبتسم بسخرية وهو يستمع إلى حكم المحكمة بإدانته، فهو لا يزال بعيدًا عن يد العدالة في مصر، بعد أن وفرت له تركيا ملاذًا آمنًا من المسائلة القانونية. "غنيم" قسم الأمة وقت أحداث الاتحادية إلى ثلاث فئات، إما كفرة علمانيين ليبراليين، وإما مأجورين، وإما من يريدون سرقة الثورة من الغلابة، وهو ما ساقه المستشار إبراهيم صالح المحامي العام لنيابات غرب القاهرة، بين أدلته، أثناء مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد صبري يوسف، والذي أكد وقتها على أن غنيم تحدث عبر الفضائيات للشعب المصري وحرض على قتل المتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية. وجدى عبدالحميد محمد غنيم، هو الاسم الكامل للإخواني الهارب، وهو من مواليد 8 فبراير عام 1951، ولديه 7 أولاد، و13 حفيدًا، وسيرته الذاتية بحسب ما ورد في موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت، فهو حاصل على بكالوريوس تجارة شعبة إدارة الأعمال من كلية التجارة جامعة الإسكندرية في مايو عام 1973. في عام 1984، حصل غنيم على إجازة حفص من معهد قراءات الإسكندرية الأزهري بسموحة، ثم شهادة عالية القراءات من معهد قراءات الإسكندرية الأزهري بسموحة 1988، كما حصل على تمهيدي ماجستير من كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة عام 1988م، ثم ماجستير في الفقه من جامعة (Graduate Theological Foundation) إنديانا بالولايات المتحدةالأمريكية، ثم حصل على الدكتوراه من نفس الجامعة بعنوان "ربانية الشورى ووضعية الديمقراطية". من وقت لآخر، اعتاد المصريون أن يروا وجهه، أثناء تحريضه على العنف في مصر، ويطلق فتاويه التكفيرية من مقر إقامته القديم في قطر، قبل أن يذهب إلى تركيا، بعد شائعات تناولت أن قطر لا ترحب بإقامة وجدي غنيم على أرضها، ليظل الداعية الإخواني المحرض والمتهم في قضية أحداث الاتحادية هاربًا من العدالة.