مشهد قصير «فلاش باك»، أعادنا به طه دسوقي أو «نديم أحمد أبو سريع» كما عرفه جمهور «حالة خاصة» على مدار 10 حلقات أو كما يحب أن يُعرف نفسه طوال المسلسل؛ إلى أول لقاء له مع «عم جميل» أو الموسيقار نبيل علي ماهر، الرجل العجوز الحكيم الذي يحب الكتب، ظهر فيه وكأنّه يودعه الوداع الأخير، يتسلّق الطفل اليتيم والمصاب بمرض التوحد سلم المكتبة بحثًا عن كتاب ملون أو «كتاب ألوان» مثلما ينطق، يقول الصغير إنّه بلا أصدقاء ويتمنى قراءة جميع الكتب المتراصة في «مكتبة عم جميل»، وفي نفس المكان يجلس الصديقان لآخر مرة يحتسيان «الشاي بلبن» قبل أن يغفو «جميل» إلى الأبد بعد 50 عامًا قضاها بين رفوف الكتب، وذلك في نهاية المسلسل الذي طرحته منصة «Watch It». «جميل» يترك «نديم» وحيدًا «أنا دلوقتي فهمت قصة حمار جحا، وفعلًا القصة مش مضحكة».. هكذا يُحدث «نديم» نفسه بعد وفاة «جميل»، يتذكر القصة التي رواها له «ماتت زوجة جحا فتلقى العزاء وذهب إلى عمله، وبعدها مات حماره فتأثر جدا وظل منعزلًا وحزينًا لمدة 3 أيام، الناس استغربت وسألته: يعني تزعل على الحمار ومراتك لأ؟، فرد جحا: الحمار ده صاحبي الوحيد»، هكذا تأثر «نديم» بموت صديقه الوحيد «جميل» ينظر إلى مكانه ويقول: «شكرا يا جميل إنّك علمتني حاجات كتير أوي، بس فيه حاجات أكتر شكلي كده هتعلمها لوحدي». لا يبرح «نديم» أبدًا مكتبة «جميل» بعد رحيله يجلس يلعب الشطرنج وحيدًا مع طيف صديقه الراحل، هنا يدخل أحدهم يريد كتابا، ويسأل عن «الراجل العجوز»، وحينما يعلم بموته يترحم عليه، وعندما يسأل عن سعر الكتاب، يخبره نديم أنه مجانًا ويطلب منه الدعاء لصديقه الراحل، فيقول المشتري: «برضو الراجل العجوز مكانش بيرضي ياخد مني فلوس»، في إسقاط لتأثر الصديقين بالعديد من الصفات في شخصيتهما. مين اللي اتعين في مكتب المحامية أماني نجار؟ قبل ذلك، تجلس أماني النجار -غادة عادل- المحامية الناجحة والمشهورة مع نديم في حوار صريح جدًا، بعدما كشفت تسلله ليلًا نحو مكتبها، تسأله عن سبب وجوده ولماذا يُمسك بأحد ملفاتها؟، ولماذا أخفى عنها أنّ محمد الوكيل أشهر موكيليها يكون عمه، ولماذا أخفى أيضًا زواجه من زميلته الفلسطينية؛ هنا يصرّ المحامي الشاب على عدم إفشاء سر زميلته «ندى» -التي كانت تسرق الملفات من أجل زميلها وحبيبها يوسف- فهكذا أخبرته والدته الراحلة، لكنه أيضًا يدافع عن نفسه وتصدقه المحامية رغم حيرتها من تكتمه، لتقرر تعيين اثنين من المتدربين لا يكون «نديم» بينهما، إذ تكون المفاجأة بتعيين «عز» الفنان حسن أبو الروس المحامي الوصولي الذي لا يرضى عن مستوى عيشته، كما يتمّ تعيين ابنة أهم موكلي المكتب «ندى» التي تؤدي دورها الفنانة لينا إيهاب. حسن أبو الروس يعرض الزواج على وئام مجدي توافق «عبير» التي تجسّد دورها الفنانة وئام مجدي المحامية الأقدم في مكتب أماني النجار، على الزواج بحسن أبو الروس بعد اعتذاره عن لسانه الحاد وتجاوزه معها، إذ تشعر إنّه صادق في اعتذاره وتجد أنّ مديرتها غادة عادل كانت محقة حين قالت عنه «لا يبطن الشر»، وبالفعل ينظمان حفل خطبتهما بحضور زملائهما في المكتب. تتأثر غادة عادل بوفاة جميل، تحكي لزوجها الملحن ياسر أو الفنان أحمد طارق، عن الوحدة التي سيشعر بها نديم لكنه لا يعيرها أي اهتمام، تتأكّد من علاقته ب«رام الله» الفتاة الفلسطينية التي تحاول الحصول على الإقامة، بعدما كشف سهوًا خلال حديثه معها عن معرفته بزواجها بنديم، تقرر الذهاب له في مقر عمله لتطلب الطلاق أخيرًا. نديم يلتقي عمه تجمع «ندى» زملاء المكتب في داخل منزلها، وتكون سببا في لقاء نديم مع والدها، يطلب الأخير من نديم الجلوس معه منفردًا، يسأله: ماذا يريد؟ المال أم الزواج من ابنته أم الانتقام؟، يحكي له عن أول لقاء له حين طرده هو ووالدته، يدخل نديم في وصلة ضحك بينما يُشعر «الوكيل» بالانزعاج، يسأله عن سبب ضحكه فيقول نديم «أنت خايف، ماما قالتلي اللي الناس مش بتحتاج منه حاجة بيخاف، وأنا مش عاوز منك حاجة عشان كده أنت خايف»، ويتركه ويغادر. كانت ندى قد قررت «ندى» الابتعاد عن «يوسف» - الفنان علي السبع- بعدما كشفت أنَّه يتودد لها من أجل والدها رجل الأعمال محمد الوكيل، لكنّه يعتذر لها ويخبرها أنّ علاقته بها غيّرت فيه الكثير، يحكي لها قصة وفاة والده، وكيف أصبح كل همّه المال بعدما كان الابن المدلل للرجل الثري، وهو ما أوقعه في فخ بيع ملفات أماني النجار، معترفًا لها بحبه، فتسامحه. مكتب نديم الجديد وأول قضية يقرر طه دسوقي تنفيذ وصية «جميل» وفتح مكتب محاماة خاص به، وبالفعل يبدأ البحث عن مكان ويجهزه وتساعده رام الله في ذلك، لكنه يشعر بالملل نتيجة عدم وجود موكلين، يفاجئه زملاءه في المكتب بزيارته، «أماني وعز وندى وعبير»، وكالعادة لا يفوت «عز» فرصة مضايقة «نديم» والمزاح معه، ليقول له:«المكتب تمام.. مش ناقص غير حاجة واحدة»، ليسأله نديم عنها، ويرد «عز» ضاحكا: «الموكلين»، ويواصل مزاحه قائلًا: «المكتب من غيرك ضلمة يا حبيب القلب»، ليحطم نديم الإفيه قائلا: «وبتشتغلوا في الضلمة ازاي؟». يشعر «نديم» بالملل لعدم وجود قضايا، لكن أماني النجار لا تتركه، وترفض المرافعة في أحد القضايا، وتقترح على موكلها اسم «نديم» كأحد أفضل المحامين، قائلة: «من دلوقتي أضمن لك البراءة»، وبالفعل ينجح نديم في كسب أول قضية له ومن أول جلسة. الحب يجمع نديم ورام الله «كل اللي نفسي فيه إن حاجات متحصلش، إن جميل ميتعبش، إنك متسافريش».. حديث دار بين نديم ورام الله، قررت بعده مواجهة خالد وياسر، ترفضهما، تعتذر للأول عن ترددها في إبلاغه بحقيقة مشاعرها، وترفض الآخر في صرامة، وتذهب لنديم وهي تشعر أنَّه الشخص المناسب لها وتقرر عدم الطلاق خاصة أنّه الوحيد الذي منحها ما تبحث عنه دون أن تشعر، ووافق على الزواج بها حتى تتمكن من استخراج تصريح الإقامة «أنت مش عادي، مش عادي في طيبتك وحنيتك وذكاءك، وأنا بحب أكل في معاد وأصحى في معاد زيك، وبحب فرقة المصريين زيك، وبحبك»، يخجل نديم من حديث رام الله معه، يقول إنّها المرة الأولى التي تخبره فيها فتاة بأنّها تحبه «يعني إحنا مش متجوزين دلوقتي كدا وكدا» ليجد الثنائي في النهاية طريقهما إلى الحب الحقيقي ويقرران البقاء معا. وصية «جميل» تدعو أماني النجار جميع من في مكتبها لحضور مسرحية ابنها «علي» في المدرسة، وخلال العرض يعجز عن استكمال دوره، يهرب إلى الخارج، هنا يسترجع نديم ذكريات طفولته ويذهب له، يروي له أنّه تعرّض لنفس الموقف في صغره ويخبره: «مش هقولك تعمل إيه عشان جميل قالي معملش كدا، بس هقولك احسب كل حاجة قبل ما تعملها ولو مش قدها متعملهاش، متعملش زي نكتة الحمار والغراب». نكتة الحمار والغراب حكاها جميل لنديم في آخر يوم له، خرجا يسيران معها ويتسامران، وقال له: «مرة حمار وغراب ركبوا طيارة، الغراب كل شوية يدوس على الزار والمضيفة تيجي تسأله عاوز حاجة، يقول لها لا أنا بدلع، وظل يكرر هذا الأمر، وقلده الحمار، لتقرر المضيفة رميهما من الطائرة، فيطير الغراب ويسقط الحمار، ويقول الغراب: يا حمار طالما مش بتعرف تطير متدلعش». يشارك نديم ابن غادة عادل في التخلص مما يزعجه حينما يخبره أنّ الحذاء ضيق، ويقرران خلع أحذيتهما، ليسدل المسلسل الستار على نهاية قصة حالة خاصة بأغنية «ابدأ من جديد» لفرقة المصريين «مهما كان حلمك بعيد.. مهما كان صعب عنيد، حتى في نهاية الطريق لسه بين إيديك الكون.. أسرار عايشة فيك.. الشمس الصبح بتناديك بتقولك لسه بين إيديك».
