ارتبط عبدالحليم بعلاقات قوية مع العديد من الكتاب والصحفيين، كان من أهمهم إحسان عبدالقدوس ومصطفى أمين ومحمد التابعى وغيرهم، وكانت تجمع بينه وبين ذلك الجيل من الصحفيين علاقة يصفها الكاتب الساخر فؤاد معوض ب«القوية».. ويقول «معوض»، الشهير ب«فرفور»: إن عبدالحليم كان يحمل مشاعر إنسانية رائعة: «تشعر وأنت معه إنه صديقك اللى ترمى بين إيديه همومك ومشاكلك». ويواصل «معوض»: «أكثر ما كان يثير غضب عبدالحليم من الصحفيين هو مقارنة الصحافة له ببعض المطربين الموجودين حديثاً على الساحة، مثل هانى شاكر فى أوائل السبعينات، فكان يحب دائماً أن يكون متفرداً ولا يقارَن بأحد». ويقول الكاتب صلاح عيسى: «عبدالحليم كان جزءاً مهماً من الثقافة المصرية والرأى العام فى ذلك الوقت ومناخ مصر العام، فكان فناناً متجدداً ومتحرراً، جاء بعد ثورة يوليو 52، حتى لمع اسمه، فكانت بداية علاقته بالصحافة، داخل مبنى روزاليوسف، التى بنى من خلالها علاقة قوية بالكاتب الراحل إحسان عبدالقدوس». ويروى «عيسى» أن العلاقة بين عبدالحليم والكاتب موسى صبرى كانت قوية، لكنها ساءت خلال عام 1956، عندما سجل عبدالحليم أغنية من أجل الدعاية الانتخابية فى البرلمان للكاتب موسى صبرى، لكن عبدالحليم فوجئ أن الصاغ مجدى حسانين، أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، هو المنافس لموسى صبرى؛ فطلب عبدالحليم عدم إذاعة الأغنية حتى لا تتأثر علاقته القوية بالمجلس، وهذه الأزمة أثارت مشكلة بين عبدالحليم و«أخبار اليوم»، وعملت بعدها أخبار اليوم على تقديم مطرب جديد هو كمال حسنى، وقاموا بعمل الدعاية له، لكنه لم يستطع منافسة عبدالحليم فى ذلك الوقت. ويضيف «عيسى»: «جزء من جماهيرية عبدالحليم هو وجوده على الساحة كصوت جديد، جذب اهتمام الكثيرين، حتى جمعته علاقة قوية بالصحافة والصحفيين، الذين كانوا يمثلون له فى كثير من الأوقات أصدقاءه الواقفين بجواره، والناصحين له، ومن ضمنهم الكاتب والمؤلف كامل الشناوى، الذى غنى له عبدالحليم الكثير من الأغانى». ويشير «عيسى» إلى أن المشكلة التى كان يقع فيها عبدالحليم مع الصحافة، هى اقترابه من السلطة، والعلاقة القوية التى كانت تجمعه بالمشير عبدالحكيم عامر، وأيضاً بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان «عبدالحليم» أول من توسط لدى عبدالناصر أثناء القبض على الكاتب مصطفى أمين عام 1965، عندما تم اتهام «أمين» فى قضية تخابر. فى كتاب «مسائل شخصية»، كتب الصحفى الراحل مصطفى أمين فصلاً بعنوان «زيارة لقلب عبدالحليم حافظ» يحكى فيه ذكرياته معه عن الحب والمرض والشهرة وغيرها فيقول: «دخل مكتبى فى أخبار اليوم شاب صغير رقيق متواضع وقال أنا عبدالحليم حافظ، كان حجمه الصغير يخفى عمره، وقال: جئت لأطلب مشورتك.. ماذا أفعل لأنجح؟ قلت لا تقلد أحداً كن عبدالحليم حافظ فقط فكل من قلدوا عبدالوهاب ماتوا». تصور «أمين»، كما يقول، أنه قدم ل«عبدالحليم» أعظم نصيحة، لكنه اكتشف أنها أصبحت مصيبة، حين تعاقد معه المتعهد صديق أحمد على على أن يغنى ثلاثين ليلة بالمسرح القومى بالإسكندرية، ووقف يغنى «يا حلو يا أسمر، وصافينى مرة»، وإذا بالجمهور يصيح طالباً أغانى عبدالوهاب، ورموه بالبيض والطماطم.