قال وزير الخارجية اليمنى، رياض ياسين، إن اليمن طالبت دول العالم، بما فيها الدول العربية، بالتدخل العسكرى العاجل فى بلاده لحل الأزمة الحالية ووقف انقلاب الحوثيين على الشرعية، وأكد أن نجاح الحوثيين فى السيطرة على اليمن سيكون خطيراً؛ لأنه سيضع العرب فى مواجهة إيران بسبب التأثير على أمن المنطقة والإقليم. وشدد «ياسين»، فى حواره مع «الوطن»، على أن الحوار الأممى، برعاية جمال بن عمر، فشل، وأعطى الحوثيين الغطاء الشرعى للانقلاب، وأكد أن الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، سبب انهيار الجيش اليمنى.. وإلى نص الحوار. ■ التقيت الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى، أمس، بشأن بحث الأوضاع فى اليمن. ما الذى دار فى اللقاء وما تم الاتفاق عليه؟ - تم تداول الأوضاع الأخيرة فى اليمن التى تتسارع بشكل خطير ومتلاحق أيضاً، ومحاولات الحوثيين للسيطرة على منطقة عدن، التى بقيت خارج سيطرتهم حتى الآن، بمساعدة إيران، وقلت له إنهم يريدون اقتلاع الشرعية وبشكل دموى، وأبلغته بالمحاولات التى تُجرى من قبَل الدول الآن، وأنه يجب التدخل العسكرى العاجل من كل دول العالم، والعرب خاصة، لحماية الشعب فى اليمن، وهذا ما طلبناه باختصار وسيكون. ■ ما الذى ستطرحه اليمن اليوم فى اجتماع وزراء الخارجية العرب الذى يسبق اجتماعات القادة والملوك؟ - بالتأكيد سنطرح رؤية اليمن فى حل الأزمة هناك، والعمل على تعزيز التعاون العربى والإقليمى لمواجهة المخاطر الحالية فى اليمن والتى تؤثر على جميع الدول المجاورة، خاصة دول الخليج، ونعلم أن دول الإقليم كلها تدعم شرعية الرئيس اليمنى هادى منصور. ■ ماذا عن جهود المبعوث الأممى إلى اليمن، جمال بن عمر، وما نتائجها فى الفترة الأخيرة؟ - الجهود الخاصة بالمبعوث الأممى، جمال بن عمر، فشلت، وكانت فاشلة منذ ثلاثة أو أربعة أشهر، بالتحديد منذ انقلاب جماعة الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء واستمرارهم فى إجراء الحوار وشرعنة الانقلاب، وللأسف الشديد، فالمظلة التى كان يعطيها المبعوث الأممى جمال بن عمر سهّلت من سيطرة الحوثيين على صنعاء، وطلبنا من البداية فى 21 سبتمبر بوقف هذا الحوار العبثى لأنه يشرعن الانقلاب ويعطيهم غطاءً سياسياً، رغم أنهم لا يستحقون هذا الحوار لأنهم يريدون السيطرة على البلاد بمساعدة إيران. ■ هل ستتجهون إلى الرياض مجدداً لبحث الوضع بعد تصريحات وزير الخارجية السعودى، الأمير سعود الفيصل، بالتدخل العاجل لوقف انقلاب الحوثيين؟ - كنا فى الرياض وسنعود للرياض مرة أخرى وننسق معها بشأن حل الأزمة فى أسرع وقت، وإذا كان الحوثيون يريدون الحوار فليتوقفوا عن كل الأعمال الهجومية التى يقومون بها حتى يتم إجراء الحوار الفعلى على أرض الواقع والاعتراف بشرعية الرئيس اليمنى. ■ ما القرارات التى تتوقعها اليمن من اجتماعات القمة العربية الحالية التى ترأسها مصر؟ - نتوقع قرارات عاجلة وسريعة للتدخل العربى والدولى السريع فى اليمن، ونريد أن تكون هناك قرارات عاجلة للقضاء على الانقلاب الحوثى الدائر الآن فى اليمن. ■ هل تتوقعون تدخلاً سعودياً قريباً فى اليمن بعد تصريحات الأمير سعود الفيصل؟ - اليمن حالة استثنائية فى الوضع الراهن، وإذا نجح الحوثيون فى السيطرة على اليمن ستكون الدول العربية فى مواجهة إيران وستكون الخاسرة، وهذا خطر استراتيجى كبير، وسيقلب المعادلة العربية كثيراً، وسيجعل اليمن بؤرة مستمرة للحرب الأهلية، ما يهدد الأمن القومى المصرى، التدخل العسكرى مطلوب الآن، ولا تكفى بيانات الإدانة والشجب، ونحن ننسق مع السعودية بشأن التدخل العسكرى، ولكن ليس هناك أى خطوات فعلية على الأرض. ■ هل تم تأكيد مشاركة الرئيس اليمنى عبدربه هادى منصور فى أعمال القمة؟ - نعم، بعد تسلم الدعوة من السفير المصرى بمنطقة عدن. ■ هل سيتقدم الرئيس اليمنى بمشروع قرار لدعم الشرعية، وهل سيطالب بالتدخل العسكرى؟ - الرئيس اليمنى أرسل طلباً إلى الأممالمتحدة، أمس، بالسماح لكل الدول العربية والأجنبية بالتدخل العسكرى تحت إطار البند السابع من بنود ميثاق الأممالمتحدة، وأعتقد أن الوقت ليس فى صالح الدول العربية، وهناك ميليشيات تريد أن تنهب اليمن وتسلمه لقمة سائغة لإيران، ونحن الآن فى حالة حرب، والميليشيات تريد السيطرة على اليمن بأكمله. ■ يتوقع البعض تنفيذ المبادرة الخليجية خلال الأيام المقبلة بدلاً من التدخل العسكرى، فهل ترى ذلك؟ - المبادرة الخليجية لن يتم تنفيذها إلا إذا استقرت الأوضاع فى اليمن وتخلى الحوثيون عن السلاح ودخلوا فى حوار حقيقى. ■ وهل سيطرح الرئيس منصور الدعوة للتدخل العسكرى العربى خلال المشاركة فى أعمال القمة العربية؟ - طرح للعرب دعوة من قبل عندما كنا فى الرياض ونأمل التجاوب معها لوقف سيطرة الحوثيين على اليمن وتسليمه لإيران. ■ يرى البعض أن دعوة العرب لحماية اليمن من الحوثيين بمثابة حرب إيرانية عربية، ما تعليقك؟ - نحن لا نعتبر دعوة الدول العربية لحماية اليمن من الحوثيين الشيعة بمثابة حرب إيرانية عربية، الدول العربية لا تعتدى على أو تتدخل فى الأراضى اليمنية، إنما الدعوة لحماية الأراضى العربية، وإيران ليس بمقدورها التدخل لحماية أرض اليمن. ■ من أول من بدأ طرح التدخل العسكرى فى اليمن بعد انقلاب الحوثيين؟ - الحكومة الشرقية فى اليمن هى التى طلبت التدخل العسكرى لحمايتها من الميليشيات المدعومة من إيران، ونحن نريد توقف هذه الميليشيات عن الانقلاب على الشرعية والسيطرة على البلاد، ولسنا بصدد مهاجمة طهران، إنما هم من استولوا على صنعاء والآن عدن، وهناك ضباط من سلاح الجو الإيرانى يقاتلون بجانب ميليشيات الحوثيين، فضلاً عن وجود عناصر من الحرس الثورى الإيرانى، وخط جوى مفتوح مع طهران، ويومياً تنقل طائرات إيرانية السلاح إلى الميليشيات الحوثية، فضلاً عن خبراء من دولة أوكرانيا. ■ ماذا عن رأى اليمن من السياسة الأمريكية تجاه الأزمة فى الوقت الراهن؟ - السياسة الأمريكية فى التعامل مع الأزمة اليمنية براجماتية تفكر دائماً فى مصالحها، وهم يعتقدون أن من يستطيع السيطرة العسكرية ويخدم مصالحهم بكل سهولة كافٍ، ولا يهم بالنسبة لهم ما يحدث. ■ وما تحليلك لانهيار الجيش اليمنى بهذا الشكل وعدم سيطرته على الوضع أمام جماعة الحوثيين؟ - مؤامرة من الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، الذى أوعز بالمال لكثير من ضباطه لتسليم المعسكرات التى كان فيها الكثير من الأسلحة والعتاد للحوثيين، وأن يعاونوهم أو أن يستسلموا لهم، وبذلك كان الطريق سهلاً لهم للتقدم إلى صنعاء والاحتلال، وبالتالى الحوثيون يقاتلون الآن بأسلحة الجيش اليمنى، والرئيس اليمنى السابق انقلب على المبادرة الخليجية والشعب اليمنى أجمع، وهو الآن يريد أن ينتقم ليس أكثر، والحوثيون يسيطرون الآن على مدينة صنعاء وبعض المؤسسات فيها، وبعد ذلك ذهبوا إلى تعز وسيطروا على المطار هناك وبعض الطرقات، للحوثيين تكتيك خاص للسيطرة على المناطق الحساسة فى البلاد، ويرفعون شعارات مثل الموت لإسرائيل فى الوقت الذى يقتلون فيه الشعب اليمنى.