لاقت الجهود المصرية فى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزةالفلسطينى إشادات واسعة عربياً ودولياً، بعدما أعلنت مصر توجيه المساعدات الدولية لإغاثة سكان قطاع غزة لمطار العريش الدولى، والتأكيد على أن معبر رفح الحدودى بين مصر والقطاع مفتوح للعمل ولم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة، فيما طالبت «القاهرة» إسرائيل بتجنب استهداف الجانب الفلسطينى من المعبر. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن شكره للمشاركة المصرية البناءة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح وجعل مطار العريش متاحاً للمساعدة الحيوية. الهلال الأحمر التركي: لا سبيل لإيصال المساعدات إلا عبر مصر وأضاف، فى تصريحات صحفية نشرها الموقع الرسمى للأمم المتحدة: «تابعت عن كثب الأحداث المأساوية فى إسرائيل وغزة وهناك اتصال مستمر مع القادة فى المنطقة مع التركيز الفورى على العديد من الأولويات الرئيسية لتجنب انتشار الصراع». وناشد «جوتيريش» جميع الأطراف تجنب أى تصعيد آخر وانتشار للصراع، مؤكداً أنه يجب حماية المدنيين فى جميع الأوقات واحترام القانون الإنسانى الدولى والتمسك به. وشدد على ضرورة السماح بدخول الإمدادات الحيوية المنقذة للحياة، بما فى ذلك الوقود والغذاء والمياه، إلى غزة، ونحن بحاجة إلى وصول المساعدات الإنسانية بسرعة دون عوائق. وأضاف: «أشكر مصر على مشاركتها البناءة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح ولجعل مطار العريش متاحاً أمام المساعدة الحيوية، لا وقت لنضيعه، فكل لحظة لها أهميتها». وفى السياق نفسه، وجّه مدير المشروعات بالهلال الأحمر التركى الشكر لمصر على تسهيل إرسال المساعدات إلى قطاع غزة، موضحاً أنهم يحاولون تقديم الدعم الطبى والغذاء ووصول 60 طن مساعدات إنسانية. وأضاف: «نشكر مصر والمؤسسات المصرية والهلال الأحمر المصرى لتوفير تنسيق وإرسال المساعدات لقطاع غزة، مع الحصار المفروض عليها، فلا توجد وسيلة لإيصال المساعدات إلا من خلال مصر، ونشكر المؤسسات المصرية لقبول هذه المساعدات بالعريش، فالوضع يوماً بعد يوم سيكون أصعب». وقالت منظمة الصحة العالمية، فى بيان، أمس، إنه فى كل ساعة تظل فيها الإمدادات على الجانب المصرى من الحدود، سيموت المزيد من الفتيات والفتيان والنساء والرجال، خاصة الضعفاء أو المعاقين، فى حين أن الإمدادات التى يمكن أن تنقذهم أصبحت على بُعد أقل من 20 كيلومتراً. مصر توافق على طلب منظمة الصحة العالمية تسهيل إيصال الإمدادات الصحية وأكدت المنظمة أن المدير العام الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسى، يوم 9 أكتوبر، ووافق على طلب المنظمة تسهيل إيصال الإمدادات الصحية والإمدادات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، وتشمل الإمدادات ما يكفى من أدوية الصدمات والإمدادات الصحية لعلاج 1200 جريح و1500 مريض يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكرى ومشاكل فى الجهاز التنفسى، إضافة إلى الإمدادات الصحية الأساسية لتلبية احتياجات 300 ألف شخص، بما فى ذلك النساء الحوامل، وأكياس لعلاج الصدمات تحتوى على ما يكفى من الأدوية والإمدادات لعلاج 235 جريحاً، مع توقف المستشفيات فى غزة عن العمل أو اكتظاظها وتقييد الحركة بسبب القتال. وأضافت: «فُقدت بالفعل الكثير من الأرواح، وتنضم منظمة الصحة العالمية إلى الدعوات المطالبة بالفتح الفورى لمعبر إنسانى عبر حدود رفح إلى غزة، من أجل التوصيل الآمن للإمدادات المنقذة للحياة إلى المرافق الصحية، وتوصيل الوقود والمياه والغذاء وغيرها من المواد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ولحماية العاملين فى مجال الرعاية الصحية والمرضى والمدنيين، وستعمل منظمة الصحة العالمية مع جمعيتى الهلال الأحمر المصرى والفلسطينى لضمان نقل وتسليم الإمدادات عبر مصر وإلى غزة». من جانبه، أعرب رياض منصور، مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة، عن شكره لمصر لفتح مطار العريش الدولى أمام استقبال المساعدات الإنسانية المخصصة للفلسطينيين تمهيداً لإيصالها إلى قطاع غزة المحاصر. وقال «منصور»، فى مؤتمر صحفى للمجموعة العربية فى نيويورك، إن فلسطين تشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على دعمه للشعب الفلسطينى، مؤكداً أن سياسة التهجير الجماعى التى يتبعها الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين فى غزة هى وصمة عار للمجتمع الدولى، والفلسطينيون لن يسمحوا بإخلاء قطاع غزة من 2.3 مليون مواطن. ووجّه الناطق باسم وزارة الخارجية وشئون المغتربين الأردنية، الدكتور سفيان القضاة، الشكر لمصر على التعاون والتنسيق لتسهيل إيصال المساعدات الأردنية إلى قطاع غزة. وقال «القضاة»، طبقاً لبيان وزارة الخارجية الأردنية الخميس الماضى، إنه، وبالتنسيق مع مصر، سيتم نقل هذه المساعدات وإيصالها لغزة من خلال معبر رفح. وأعرب جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، الخميس الماضى، عن ترحيبه ودعمه دعوة مصر لتوصيل المساعدات الإنسانية الدولية التى تشتد حاجة قطاع غزة إليها عبر مطار العريش، وإعلانها أن معبر رفح سيظل مفتوحاً لتوصيل المساعدات الإنسانية وحالات الطوارئ إلى المتضررين من العدوان الإسرائيلى على القطاع.
