أرض خالية لا حركة فيها ولا نشاط. الهدوء يسود المكان الذى كان قبل أيام صاخباً بالباعة والزبائن. أكشاك مغلقة بأقفال حديدية ومناضد يعلوها التراب وكأنها لم تستخدم منذ فترة.. هذا هو حال سوق أرض الترجمان التى جمعت فيها محافظة القاهرة الباعة الجائلين لتعيد المظهر الحضارى لشوارع العاصمة. الباعة تركوا «الترجمان» وعادوا إلى الشوارع بحثاً عن زبون لا تقوده قدماه إلى أرض الترجمان المنعزلة عن وسط البلد بسور حديدى. «بنقعد هنا شوية وبننزل تانى الشارع، طيب هنعمل إيه، مفيش شغل، واللى بييجى بيقعد 10 دقايق ويمشى تانى»، قالها «مصطفى كامل»، بائع ملابس، أثناء خروجه من «الترجمان» فى الثانية عشرة صباحاً. «كان لازم نطلع برة، كلنا متجوزين وعندنا أسر، ومديونين، وكاتبين ورق على نفسنا» قالها «وليد»، أحد الباعة الذين نزلوا شارع طلعت حرب مرة أخرى، مؤكداً أن الترجمان لا يصلح للبيع والشراء. «الترجمان صعب، مفيش شغل خالص، كان لازم نطلع من المكان ده، بقالنا 6 شهور هناك ماحدش باع حتة»، قالها «أحمد على»، أحد الباعة الذين انطلقوا للشارع مرة أخرة، مؤكداً أن الحكومة لم تف بوعودها بنقلهم إلى منطقة «وابور التلج». «البياع المتجول مكانه وزبونه فى الشارع، ونزولنا الشارع بيعرضنا لمضايقات، لكن إحنا اتعودنا على كده، تيجى الحكومة نجرى، ولما تمشى نرجع تانى، خلاص اتعودنا عشان لقمة العيش»، قالها «مازن سيد»، مؤكداً أنه وغيره من الباعة يريدون مكاناً مزدحماً بالناس لتلقى بضاعتهم رواجاً. «طلعت حرب»، «قصر النيل»، «رمسيس» و«التحرير» وغيرها، شوارع انتشر فيها الباعة الجائلون، على أمل البحث عن زبون أو إجبار الحكومة على الانتهاء من مشروع سوق «وابور التلج». «البائع اللى بينزل الشارع مرة تانية، يعتبر خارج عن القانون»، قالها «خالد مصطفى»، المتحدث باسم محافظة القاهرة، مؤكداً أن شرطة المرافق تتعاون مع المحافظة، لتطبيق القانون على من يستغل الشارع من الباعة، وأضاف «مصطفى»، أن كثيراً من أصحاب المحال يتعاونون مع المحافظة بالإبلاغ عن الباعة الذين عادوا للشارع. وعن أرض «وابور الثلج» أكد «مصطفى»، أنها مشروع تابع لوزارة الاستثمار، وعند الانتهاء منه، ستأخذ المحافظة جزءاً من الأرض لبناء أربعة أدوار، ستخصصها للباعة الجائلين.