طرحت الدعوة السلفية أول كتاب لها فى سلسلة كتب مواجهة «داعش» والفكر التكفيرى، وذلك فى إطار حملة أطلقتها لمواجهة انتشار أفكار هذا «التنظيم»، فيما حذرت جبهة النصرة، فرع «القاعدة» فى سوريا، المواطنين من مبايعة أبوبكر البغدادى زعيم «داعش». وحمل الكتاب عنوان («داعش» من غياهب الجب إلى واجهة السلطة) للدكتور خالد آل رحيم، القيادى بالدعوة، وشمل عرضاً لشبهات فكرهم التكفيرى المنحرف، وما به من بدع وضلالات، ورفض استباحتهم الدماء المعصومة والمال والعرض، لكل من يخالفهم، كذلك الحديث حول إيذاء المسلمين، ولو كان بالترويع، لأن ذلك لا يمت إلى الإسلام بصلة، ورفض قتل النصارى، واستشهد بحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم: «من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برىء من القاتل، ولو كان المقتول كافراً»، مؤكداً أن هذه هى ضوابط وقواعد الشريعة الإسلامية. وتعرّض الكتاب لممارسات «داعش» فى سيناء، وأشار إلى أن هذا «التنظيم» يسعى لإنهاك الدولة، وتدمير أموال المسلمين، وأنهم سفهاء الأحلام، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، فهم حكموا على الناس العامة والمسلمين بأنهم «عدو الله» سبحانه وتعالى، لكن ذلك إثم، لأن النبى الكريم قال «من قال لأخيه يا كافر أو عدو الله وليس كذلك حار عليه»، كما ضم الكتاب باباً حول إهدار دماء جنود الجيش والشرطة واستهدافهم، واصفاً ذلك ب«الجهل الكبير». كذلك كشف الكتاب عن سعى هذه التنظيمات لتشتيت عقول الشباب ودفعهم إلى العنف والصدام، واستباحة المحرّمات والإفساد فى الأرض بالحرق والتخريب وسفك الدماء، بزعم الجهاد فى سبيل الله وعدم السكوت عن الباطل، مؤكداً أن هناك من يثير مشاعرهم، ويغلفون دعاواهم بغلاف الثورة على الحكام لاسترداد الحقوق والثأر للشهداء، فيدفعونهم إلى المهالك ويجلبون عليهم وعلى الأمة أعظم المفاسد، مضيفاً: «تلك الجماعات زادت فى الغلو، فسارعوا إلى التكفير وليس لديهم ضوابط فى هذا الباب، فلا يوجد استيفاء للشروط وانتفاء للموانع، ويبادرون إلى القتل دون تثبّت، فلحقوا بالخوارج فى منهجهم، فهم يكفرون بأمور مباحة فى الشرع، بزعم أنها موالاة للكفار، وهم متفقون على تكفير جميع أفراد الجيوش والشرطة فى الدول العربية والإسلامية، إعمالاً لفقه تنظيم القاعدة، وكذا الحكومات بأسرها، فهم مبتدعون على طريقة الخوارج». فى سياق متصل، نشرت اللجنة الإعلامية لجبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة فى سوريا، مساء أمس الأول، كتاباً مرفقاً بأسطوانة مدمجة يحذر المواطنين فى سوريا والعراق، من مبايعة أبوبكر البغدادى زعيم «داعش»، وشمل الكتاب، وعنوانه: «الدولة الإسلامية خلافة الاستبداد والفساد»، الذى وصف بالإصدار الأهم على الساحة الجهادية، شمل عدداً كبيراً من بيانات مشايخ «القاعدة» من بينهم أيمن الظواهرى، زعيم «التنظيم»، وأبومحمد المقدسى، زعيم السلفية الجهادية فى الأردن، وضم كل من هاجم أو انتقد «داعش»، خلال الفترة الأخيرة، وكيف أسهم هذا «التنظيم» فى تفريق ساحة «الجهاد»، على حد قولهم، واصفاً عناصره بالخوارج، ويعد الكتاب هو الهجوم الأكبر من قبَل «النصرة»، أو بالأحرى «القاعدة» على تنظيم «داعش»، منذ بدء الخلاف بين الطرفين. كما عرض الكتاب موقف طارق عبدالحليم وهانى السباعى، الجهاديين المصريين المقيمين فى لندن وكندا، وموقفهما الرافض أفكار «داعش»، والبيان الذى نشراه فى وقت سابق، مهاجمين «التنظيم»، ومعتبرين عناصره وقياداته من «الخوارج الجدد». وقال تنظيم جبهة النصرة، فى مقدمة الكتاب: «لا بد للأمة المسلمة اليوم أن تقف على حقيقة ما يجرى فى أرض الشام من تسلط وبغى وعدوان جماعة الدولة على المسلمين فى الشام عموماً والمجاهدين خصوصاً، واعتداءات لا تتكرر فى التاريخ إلا قليلاً بمثل هذه البشاعة، ويقف الكثيرون موقفاً حائراً متردداً من هذه الجماعة، خاصة ممن يتأثر بإعلامهم الكاذب الأفاك، ولذلك قررنا فى (اللجنة الإعلامية لجبهة النصرة فى المنطقة الشرقية) من سوريا، أن نقوم بهذه المهمة، لأن هذه المنطقة حملت على عاتقها كشف حقيقة هؤلاء الغلاة المتسترين بزى الدين وفضحهم، وجمعنا كل ما يثبت كذبهم، بالأحداث وبيانات العلماء بشكل مرتب وموثق؛ يصل بالقارئ إلى الحقيقة». واختتم «التنظيم» مقدمة الكتاب: «مشروع جماعة الدولة خطير جداً على كل المستويات، إذ إنه مشروع متسلح بفكر أسود، ولا بد مواجهته بالأسلحة نفسها».