سعر الفراخ البيضاء.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الجمعة 17 مايو 2024    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة من غزة    شقيقة زعيم كوريا الشمالية: نظرية صفقة الأسلحة مع روسيا هي الأكثر سخافة    كندا تفرض عقوبات على مستوطنين إسرائيليين بسبب انتهاكات    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    فاروق جعفر: مباراة الزمالك أمام نهضة بركان لن تكون سهلة    عاجل - "احترسوا من الجو".. حالة الطقس اليوم ودرجات الحرارة في محافظة جنوب سيناء    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    كيفية معالجة الشجار بين الاطفال بحكمة    أضرار السكريات،على الأطفال    نجم الأهلي السابق يتوقع طريقة لعب كولر أمام الترجي    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    36 ثانية مُرعبة على الطريق".. ضبط ميكانيكي يستعرض بدراجة نارية بدون إطار أمامي بالدقهلية-(فيديو)    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم (فيديو)    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    «مش هيقدر يعمل أكتر من كدة».. كيف علّقت إلهام شاهين على اعتزال عادل إمام ؟    يوسف زيدان يفجر مفاجأة بشأن "تكوين": هناك خلافات بين الأعضاء    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    فاروق جعفر: واثق في قدرة لاعبي الزمالك على التتويج بالكونفدرالية.. والمباراة لن تكون سهلة    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    الوادى الجديد: استمرار رفع درجة الاستعداد جراء عواصف ترابية شديدة    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الوطن" تكشف في تحقيق استقصائي: حلويات بحوافر وجلود الحيوانات النافقة
«الجيلاتين» المستخدم فى الحلويات يصنع من الحيوانات النافقة
نشر في الوطن يوم 15 - 02 - 2015

فى تحقيق استقصائى، أقل ما توصف النتائج التى توصل إليها ب«الكارثية»، أجرت «الوطن» تحليلاً لعينات من مادة «الجيلاتين»، التى يستخدمها واحد من أكبر المصانع السرية لإنتاج الحلويات، بمختلف أنواعها، فى أكبر مركز بحثى حكومى، ليؤكد تحليل العينات أنها غير مطابقة للمواصفات القياسية المصرية، وتحتوى على مواد سامة وقاتلة، أخطرها «الرصاص» المسرطن، والزرنيخ والكاديوم، أحد أهم مسببات سرطان الكبد، والفشل الكلوى، وضمور خلايا المخ والتخلف العقلى فى الأطفال، فضلاً عن وجود أربعة أنواع من البكتيريا القاتلة من نوع «E-Coli - Salshline - Kelbsiella Pneumonine SPP - Serratia Ficaria.. .. ، وفقا للتحاليل البيولوجية للعينات، وهى تسبب سرطان الرئة وتسمم الدم المفاجئ، وغيرها من الكوارث، خصوصاً إذا ما عرفنا أن تلك الأنواع من البكتيريا وسلالاتها لا تتأثر بالمضادات الحيوية!، أما الطامة الكبرى التى قد تجعلك تمتنع عن شراء الحلويات للأبد فهى أن هذا «الجيلاتين» مُصنع من جلود الحمير النافقة، وأمعائها وحوافرها المُتحللة!، ومن جلود بعض الأبقار والجاموس والخنازير المريضة، ويباع هذا الجيلاتين لأكبر مصانع ومحال الحلويات فى مصر، وليس فقط لمحال الحلويات الرخيصة.
«الوطن» تنفرد بتجربة عملية بالصوت والصورة لاختراق المخابئ السرية لتصنيع «الجيلاتين»، كما تقدم تجربة حية لتصنيع الحلويات من هذه المادة المسمومة بالصوت والصورة أيضاً، بعد إضافة «المُحسنات والألوان الصناعية وعسل الجلوكوز لها لإخفاء الرائحة الكريهة وطعم الأمعاء والحوافر المُتحللة»، فاللعب كله فى عملية «تسييح هذه الجيلاتينة» قبل تصنيعها كحلويات، كما يقول مصدرنا الذى تحتفظ «الوطن» ببياناته كاملة حفاظاً على حياته، لتخرج فى النهاية قطعة الجاتوه أو البسبوسة التى تأكلها لا فرق بها أبداً ما بين محل حلوانى شهير أو متواضع! طالما الجشع يحكم النفوس بعد أن مات الضمير بلا رجعة، وأصبح جلياً لنا وجود سبب إضافى لامتلاء مستشفياتنا بمرضى السرطان والفشل الكلوى وسرطان الكبد، بل والموت المفاجئ بلا سبب واضح فى مصر.
البداية لم تكن سهلة أو آمنة بالمرة، فعلى مدار أكثر من شهرين كاملين كانت الرحلة شاقة وخطرة أيضاً، فالعالم السرى لتصنيع الجيلاتين القاتل فى مصر لا يعرفه إلا «الحلوانية الكبار» وموردو مادة الجيلاتين إلى أصحاب المصانع الكبيرة، وغير مسموح لأحد باختراقه وإلا كان مصيره مجهولاً، فهى صناعة تدر الملايين على أصحابها وربما تفوق فى أرباحها تجارة المخدرات!
البداية كانت فى منطقتى «سور مجرى العيون»، و«الجيارة» فى منطقة مصر القديمة، حيث أشهر مدابغ الجلود الحيوانية. المكان رائحته كريهة لا تطاق. روث البهائم والمجارى «الطافحة» وأكوام القمامة ترتفع لما يقارب منتصف الساق. قنوات المياه المتسخة ترسم جغرافية المكان، وأخرى يتسرب منها كل ما يخرج من البالوعات المفتوحة ومياه الصرف الصحى تضيف على المشهد بشاعة لا يمكن أن توصف، تلال من الجلود المُعدة للدبغ ملقاة على عتبات الشمس للتجفيف. أكوام من القمامة تتراص على جانبى الطريق المؤدى إلى ذلك المخبأ السرى تتراكم معها مخلفات «المصارين والأمعاء الحيوانية» مجهولة المصدر. أطنان من أجولة الجير والملح لتمليح الجلود وتنظيفها وما يقابلها أيضاً من أطنان من الديدان المتساقطة من عمليات التمليح تلك فى مشهد دراماتيكى يبعث على الغثيان حد الموت. عربات الكارو تتصدر المشهد بقوة لنقل الجلود ما بعد عملية السلخ وما بعد عملية التنظيف. الدماء تملأ المكان ما بين الطازج والمتجلط، ومن الطبيعى جداً أن ترى تلالاً من المصارين والأمعاء أو «الفرت» بلغة أهل المكان لمئات الحيوانات والبعض منها لحيوانات نافقة، «كما عرفنا من مصادرنا»، لتمر من أمامك ملقية عليك سلاماً برائحة التعفن والقىء!
الهدف الأساسى لنا هو شراء «جلاتينة - كما يسميها الحلوانية» أو المادة الجيلاتينية التى يتم يقوم على أساسها صناعة كافة أنواع الحلويات.. الطبيعى والبديهى والآدمى أيضاً أن تكون هذه المادة الجيلاتينية مصنعة وفقاً لشروط الصحة العامة، ومن مواد طبيعية لها مواصفات قياسية محددة سيتم الكشف عنها لاحقاً، لكن الصدمة هنا أنه يتم تصنيع «جلاتين» آخر ... لا يمت للجيلاتين الذى من المفترض أن يدخل فى صناعة الحلويات إلا بالاسم فقط!! حيث سيكشف التحقيق أن هذا الجيلاتين مصنع بكل بساطة وكارثية من جلود وحوافر ومخلفات الحمير النافقة فى المصارف والترع أو حتى المذبوحة بشكل غير مشروع!!! وأن هذا الجيلاتين يتم لاحقاً بيعه لأشهر محلات الحلويات فى مصر ليتم استخدامه فى تصنيع الحلويات التى تنتجها مصانعهم!
بعد السير لمسافة طويلة ومن شارع إلى شارع.. ومن ممر إلى ممر ومن «حارة إلى حارة» تكتشف أنها بلد بداخل البلد.. وصلنا إلى المكان المطلوب.. مصنع «عم ... »، حيث يحيط بالمكان «البودى جاردات» مفتولو العضلات وعلامات الشر تملأ وجوههم، يملأون المكان بشكل غير طبيعى وبعضهم يحمل السلاح!، فيما أصر كل شخص منهم على أن يتفحصنا بعين الريبة والشك!! فى البداية رفض صاحب المصنع السرى، والذى هو عبارة عن سرداب معتم وتفوح منه روائح العفن والمصارين والأحشاء المُتحللة المترامية فى كل اتجاه أن يعترف أنه يقوم بتصنيع تلك «الجيلاتينة» المخصوصة للبيع لمحلات الحلويات، حينما سألناه عنها وطلب منا الرحيل.
لكن المصدر الذى كان معنا تحدث معه بلغة «الحلوانية»، التى يفهمها صاحب المصنع، وأنه يحتاجها لتصنيع «الكريز بالموس» وأنه يحتاج إلى 200 كيلو، بعد أن قال له إننا أصحاب مصنع حلويات جديد سيتم افتتاحه قريباً، ونريد تحقيق أكبر مكاسب مادية، خاصة أننا فى البدايات، حتى يطمئن إلى أننا لا نتبع أى جهة حكومية أو مدسوسون عليه من وزارة الصحة أو التموين أو المباحث، وقلنا له إننا نريد أن نشترى منه عينات مبدئية من الجيلاتين كبداية «طلبية ضخمة وتعاون مستمر فيما بعد»، وبعد فترة من التردد والصمت، نادى على أحد «صبيانه» لكى يأتى لنا بما نريد من عينات من الجيلاتين الذى يقوم بتصنيعه بعد أن سمح لنا بالدخول، والجلوس فى مكان محدد وألا نتجول فى المكان أبداً.
عينات الجيلاتين التى أحضرها «الصبى صابر» تتكون من 3 درجات.. درجة 1 يعنى الأنظف والأعلى جودة، درجة 2 يعنى المتوسطة، درجة 3 يعنى الأرخص والأقل جودة.. وسعر الدرجة الأولى 22 جنيهاً، المتوسطة 20 جنيهاً، أما الدرجة الثالثة 18 جنيهاً للكيلو الواحد، وهذه الأسعار كانت قابلة للتفاوض فيما بعد، حيث تمكنا من «الفصال» فى السعر، وحصلنا على أردأ الأنواع من الجيلاتين «المصنوعة من حوافر الحمير المتحللة وجلود الحمير» ليصبح بمبلغ 8 جنيهات فقط للكيلو!
عينة الجيلاتين عبارة عن لوح «رقاقة» من المادة الجيلاتينية يميل لونها إلى «البنى الفاتح»، ومن خلال التجربة عرفت أن «الجيلاتينة» 3 درجات، الأفتح لوناً هى درجة 1 ومصنعة من جلود الأبقار والأغمق قليلاً هى درجة 2 مصنعة من جلود الجاموس، أما درجة 3 فهى أكثرها سوءاً وأغمقها لوناً، فهى مصنعة من جلود وحوافر الحمير النافقة وأيضاً الخنازير كما عرفنا!!. بالمناسبة «بعض العينات كان بها ذباب وحشرات متحنطة فيها» !! كعلامة جودة! وكل الثلاث عينات فيها سموم قاتلة بحسب التقارير والمعامل الرسمية التى اعتمدت نتيجة العينات لاحقاً.
«العِرق صنعة»، هكذا قال لنا صاحب المصنع المشبوه وهو يتفاخر بأن كل مصانع الحلويات الكبيرة تأخذ منه الجيلاتين خاصة الأرخص نوعاً «علشان أبواب الرزق تكون أوسع»، كما يقول بكل أريحية من بين أسنانه الصفراء ورائحة العفونة التى تخرج من ملابسه بالتبعية!!
ثم يباغتنا صاحب المصنع المشبوه مفاجئاً فى سؤال ماكر: «لو أخدتم الجيلاتين ده هتعرفوا تشدوه؟»، يقصد تطويعه لعمل الحلويات فيما بعد بأسلوب معين؟ فيرد عليه المصدر «الحلوانى» قائلاً: أيوة طبعاً، أنا جايب أسنسات من بره مصر مخصوص - يقصد مواد إضافية كمُحسنات كيميائية، خاصة وألوان صناعية معينة! أما المصيبة الكبرى، فهى محاولة إقناع صاحب مصنع الجيلاتين المشبوه لنا بألا نغامر ونشترى جيلاتين من مكان آخر بسبب رخص الأسعار، وقال لنا بالنص: «هناك جيلاتينة يصل سعرها للجنيه للكيلو الواحد، لكنها لن تساعدك فى العمل أبداً، وممكن تخسر زبونك بعد كدة، لأنها بتاعة محال الحلويات الرخيصة».
وفيما يقدم لنا صاحب المصنع «الشاى الذى يشبه لون الدم الفاسد» كواجب ضيافة،! تشاء الأقدار أن يأتى للمخبأ السرى، ونحن جالسون، مندوب من أحد محلات الحلويات الشهيرة «تحتفظ الوطن باسمه»، والذى يبيع دستة الجاتوه بما يقارب 140 جنيهاً! للتعاقد على شحنة جديدة من الجيلاتين الذى ينتجه هذا المصنع أيضاً كدليل دامغ على حجم المصيبة التى يعيشها المصريون دون أن يعلموا!
المندوب طلب طلبية حجمها 8 أطنان من الجيلاتين «الحميرى» الذى يبلغ سعر الكيلو منها 8 جنيهات فقط، بينما كان يتفاخر صاحب الوكر بأن ذلك الشخص زبون قديم للمكان منذ سنوات للدلالة على أنه ذائع الصيت، وله زبائنه من مشاهير مصنعى الحلويات فى مصر، وأننا حتماً سنكسب مثلهم، فيما أخذ رأسى يدور من الصدمة فى محاولة لتذكر كم مرة اشتريت من هذا المحل تورتات وجاتوهات وحلويات شرقية على مدار السنوات الماضية لكى أستمتع بمذاقها وللمجاملة فى المناسبات العائلية وللأصدقاء!
خرجنا من المخبأ بسرعة البرق، لكى نتنفس هواءً به أكسجين بدلاً من رائحة الدم والعفن التى جلسنا فيها ما يقارب الساعة ونحن نحمل عينات وفيرة من كل نوع من أنواع الجيلاتين القاتل، بالإضافة إلى جيلاتين «بودرة» يتم تصديره لإحدى دول الخليج! يتم تصنيعه من ذات الحوافر والجلود، ولكن يتم إضافة بعض المُحسنات الكيمائية إليه حتى لا يتم اكتشافه فى المعامل!
نتائج التحاليل الكيميائية والبيولوجية للعينات كشفت عن أن جميعها غير مطابق للمواصفات القياسية المصرية الخاصة بالجيلاتين الغذائى المستخدم فى تصنيع المنتجات الغذائية، وتحتوى على نسب عالية جداً من الرصاص المسبب لضمور الجهاز العصبى بالجسم وتلف بخلايا المخ، الفشل الكبدى والكلوى والإصابة بالسرطان، فضلاً عن معادن أخرى ثقيلة كالزرنيخ والكادميوم، الكروم، النيكل، المنجنيز وغيرها.
حيث أثبتت التحاليل الكيميائية أن نسبة الرصاص «ثانى أخطر أنواع المعادن الثقيلة» عالية جداً فى عينات الجيلاتين، حيث تنص المواصفة القياسية المصرية على تحديد سقف مادة الرصاص بواقع 1.5 ppm «أى جزء فى المليون»، فى حين أنه وفقاً للتحاليل الكيمائية للعينات كانت نسبة الرصاص 18.32 أى ما يوازى 18 ضعفاً دفعة واحدة!
تقول الدكتورة نشوى المهدى، استشارى السموم الإكلينيكية بالمركز القومى للسموم، وزارة الصحة: نتائج التحليلات «مُفزعة».. فأخطر ما جاء فى التحاليل المعملية هو وجود مادة الرصاص بمقدار 18 ضعف المسموح به! فالرصاص له تأثير مباشر على خلايا الدماغ والجهاز المركزى العصبى، خاصة فى الأطفال حيث يتم امتصاص الرصاص فى الأطفال بنسبة أكبر من كبار السن!، المصيبة الكبرى أن الرصاص لا يخرج من الجسم بل «يتحوش» فى العظام! ولا يستطيع الجسم طرده، وتبدأ تأثيراته تظهر تباعاً وصولاً إلى الإصابة بالفشل الكلوى فى سن صغيرة كإحدى النتائج، أما التأثيرات المباشرة على المدى القصير فتكون النسيان، عدم التركيز، حالة وهن وضعف عام.
وتؤكد قائلة: إن الأم التى فى جسمها نسبة رصاص عالية ممكن جداً أن تنجب طفلاً متخلفاً عقلياً، لأن الرصاص يعبر عبر المشيمة إلى الجنين ويؤثر على جهازه العصبى! وهو ما يبرر زيادة نسبة إصابة الأطفال بالتخلف العقلى والإعاقة الذهنية، وهى نسبة مرتفعة فى مصر بالمناسبة! ونتيجة التحاليل كارثية بكل المقاييس، فنحن هنا نتكلم عن 18 ضعفاً مرة واحدة! فالذى لا يعرفه الكثيرون أيضاً أن الرصاص يسبب ضموراً للأجهزة التناسلية للرجال والنساء «الخصية فى الذكر والمبايض فى الإناث» ويسبب العقم!
وتضيف قائلة: نتائج التحليلات تشير إلى ارتفاع نسبة الزرنيخ فى العينات، حيث جاءت نسبة عنصر الزرنيخ 1.4 فى عينة الجيلاتين «البودرة» بينما تنص المواصفة القياسية المصرية على ألا تزيد نسبة الزرنيخ عن ppm 1! وهو مسئول عن تدمير الشريط الوراثى DNA فى الجسم، ويسبب سرطان الرئة والمثانة على المدى الطويل، كما يوجد بالعينات معدن «الكادميوم» وهو أيضاً يسبب الفشل الكلوى!
فيما تستغرب الدكتورة نشوى، قائلة: هناك عناصر ومعادن أخرى ثقيلة فى عينات الجيلاتين لم تتكلم عنها المواصفة القياسية المصرية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية أن تكون المواصفة القياسية مواكبة للتطورات البيئية، لأنه يتضح بالأبحاث مضار جديدة لمعادن أخرى لم تتحدث عنها المواصفة، فمن اللافت للنظر أن هذه المواصفة آخر إصدار لها عام 2007!
وأشارت إلى أنه على سبيل المثال لا الحصر، الجيلاتين الذى تم تحليله، فيه كذلك معدنا الكروم والنيكل، وهما مادتان مباشرتان للإصابة بالسرطان! وهما لا يجب أن تتوافرا فى أى أطعمة نتناولها وهذه كارثة بكل المقاييس!
وبسؤالها عن متوسط تقديرى إذا ما أكل المواطن «قطع جاتوه أو بسبوسة مثلاً» بمعدل ثابت فى الأسبوع، فسيكون معرضاً للإصابة بالأمراض الخطيرة بشكل مباشر بعد كم من الوقت؟ أجابت قائلة: لا نستطيع أن نحدد المدة الزمنية اللازمة لذلك، خاصة إذا ما عرفنا أن هذه الملوثات الخطيرة ممكن أن يتعرض لها المواطن من مصادر أخرى، وليس فقط مما يأكل! سواء فى الجو، والتلوث المحيط به، التدخين، المياه، الخضراوات، الفواكه.. إذن هنا نتحدث عن اتحاد تراكمات ملوثات خطيرة من كل اتجاه سيكون أكل الحلويات المصنعة من هذا الجيلاتين عامل إضافياً فى إصابته بالأمراض الخطيرة! وهذا يختلف من قوة مناعة شخص لآخر، فهناك من تظهر عليه الأمراض الخطيرة بعد سنة، أو اثنتين أو خمس! لكن فى الغالب يكون الأطفال وكبار السن هم الأسرع تأثراً بسبب ضعف جهاز المناعة لديهم!
أما التحاليل البيولوجية للعينات الجيلاتينية فكانت تحمل كارثة من نوع آخر، حيث أثبتت أن العينات بها 4 أنواع من البكتيريا القاتلة:
Klebsiella Pneumonine SPP -
E-Coli
Salshline
Serratia Ficaria
حيث يشير الدكتور مصطفى حبيبة «خبير التغذية والإنتاج الحيوانى فى الأمم المتحدة والاستشارى العلمى للجامعة الفرنسية فى مصر» إلى أن التحليلات البيولوجية للعينات فيها «بلاوى زرقاء»، مؤكداً أن وجود هذه الأنواع من البكتيريا فى الجيلاتين، يعنى أن الحيوانات التى صُنعت من حوافرها وجلودها هذا الجيلاتين، كانت مصابة فى الأساس بهذه الأنواع من البكتيريا، والتى ستنتقل للإنسان فوراً حال أكلها! فى حين أن المواصفات القياسية المصرية تنص على عدم وجود أى نوع من أنواع البكتيريا فى الجيلاتين حتى تكون صالحة للاستخدام الآدمى!
وأضاف أن بكتيريا «الأشيريكة القولونية» E-Coli تسبب إسهالاً مُدمماً «فيه دم»، تقلصات شديدة فى المعدة، والمصيبة الكبرى أنه ليس لها علاج!! والمضادات الحيوية لا تُؤثر عليها وقد تسبب الوفاة فى حالات كثيرة لو نسبتها عالية فى الجسم! حيث تعيش هذه البكتيريا فى الأساس فى أحشاء الحيوانات، مثل الأبقار والجاموس والحمير وتنتقل عن طريق لحومها أو منتجات ملوثة بدمائهم!! وعن طريق السماد الملوث بروث هذه الحيوانات الحاملة لها أيضاً!! وتؤدى فى الحالات الشديدة إلى إسهال مدمم وتسبب تقلصات فى البطن شديدة مؤلمة جداً.
ويمكن أن تؤدى إلى حالة تسمى hus، أو متلازمة التحلل الدموى البولى. وهى قاتلة أحياناً ويكون الأطفال وكبار السن هم المهددين بالإصابة بها أكثر، وتؤدى إلى الفشل الكلوى وانخفاض فى عدد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية، والمصيبة أن تناول المضادات الحيوية والأدوية المضادة للإسهال يزيد من خطر هذا المرض! وليس العكس!!
أما بكتيريا «الكلبسلا Klebsiella Pneumonine SPP» فهى أيضاً تعيش فى الأمعاء الغليظة للإنسان ولا يحدث التأثير المرضى لها إلا عند خروجها من منطقة القولون، فتسبب التهابات خطيرة فى مناطق متعددة فى الجسم تؤدى للوفاة، كما أنها تسبب الالتهابات أخرى كالتهاب المسالك البولية وتجرثم الدم والتهاب السحايا والتهاب المرارة، كما تسبب الالتهاب الرئوى فى البداية وصولاً إلى سرطان الرئة بشكل مباشر!! كما تكون سبباً مجهولاً لخروج مخاط مُدمم، و40 - 50% من الحالات التى تصاب بهذه البكتيريا تموت لأنها لا تتأثر أيضاً بالعقاقير الطبية أو المضادات الحيوية خلال فترة العلاج! وهى لا تتأثر أيضاً بالحرارة مثلاً إذا ما تم التعامل مع مادة الجيلاتين المستخدمة بدرجة حرارة عالية!!
فى حين أن بكتيريا Serratia Ficaria مصيبتها أنها لا توجد فى الأساس إلا فى الدماء الملوثة بها! أى أن هذه العينة من الجيلاتين بها أيضاً فضلات دماء ملوثة بهذه البكتيريا القاتلة، حيث تصيب الجهاز التنفسى والمسالك البولية، وتتسبب فى التهاب السحايا، التهاب العين، تسمم الدم، حمى، رعشة، انسداد مزمن للقصبات الهوائية، سعال، ألم فى الصدر، ضيق تنفس فى حالة إصابة الجهاز التنفسى، أما فى حالة إصابة المسالك البولية فتتسبب فى كثرة التبول، حمى، ألم عند التبول، كما تتسبب فى وجود قىء، صداع، غيبوبة، حمى، وذهول فى حالة التهاب السحايا، بالإضافة إلى خرّاج البنكرياس والكبد والتهابات وإصابات فى الجلد وآلام بالأذن قد تؤدى إلى فقدان السمع! ومعظم سلالات هذه البكتيريا مضادة للمضادات الحيوية!
وبسؤاله عما إذا كان وجود هذه البكتيريا فى عينات الجيلاتين، يعنى أن «الحمير» التى تم استخراج الجيلاتين من جلودها وحوافرها كانت مصابة بها فى الأساس، أجاب قائلاً: طبعاً، واحتمال كبير تكون نفقت هذه الحيوانات أيضاً بسبب هذه البكتيريا، قبل أن يتم استخدام جلودها وحوافرها فى تصنيع الجيلاتين!!
وباستعراض نتائج تحاليل عينات الجيلاتين مقارنة بالمواصفة القياسية المصرية رقم 1233 / 2007 فإن عينات الجيلاتين أثبتت أن محلول العينات الساخن له رائحة «جلود الحيوانات» ويحتوى على شوائب عالقة ويظهر بالمحلول تغبيش! فى حين أنه طبقاً للمواصفة يجب أن يكون محلول العينات الساخن خالياً من أى رائحة، وعند النظر إليه لا يوجد به تغبيش!
وهنا يقول الدكتور مصطفى حبيبة: «لازم الناس فى البداية أن تعرف ما هو الجيلاتين؟ هو عبارة عن مستخلص من جلود الحيوانات وبعض الأربطة والعظام لتخرج منها المادة البروتينية ومنها نوعان «شرائح» و«بودرة»، ومن المفترض أن تكون المواصفات المصرية تحرم أن يتم تصنيعه من جلود الخنازير أو الحمير، بمعنى أن المطابق منه يستخرج فقط من جلود «الأبقار، الجاموس، الغنم» فقط، لكن ما تشير إليه نتائج التحليلات للجيلاتين الذى حصلتم عليه محل التحقيق الصحفى لا علاقة لها بذلك أبداً، وتدل على أنه مستخرج من جلود الخنازير والحمير وتم تصنيعه فى المدابغ وسط المجارى ومخلفات الحيوانات النافقة والأمعاء و«المصارين» المستخرجة فى عمليات الدباغة والدماء الملوثة أيضاً!
ويقول: بكل أسف الكارثة الحقيقية التى لا يعرفها الكثيرون أن 80 -90% من الجيلاتين المصنوع فى مصر يتم استخراجه من جلود الخنازير والحمير! وبغض النظر عن حرمانية استخدامه من الناحية الشرعية، فالمصيبة الكبرى تكمن فيما يحمله هذا الجيلاتين من كوارث حقيقية تسبب كافة أنواع الأمراض، وهذا وضح تماماً فى نتائج التحاليل المعملية، ويتم تصنيعه بطريقة غاية فى الخطورة من خلال الحصول على مكوناته من أماكن ملوثة كالترع والمصارف من خلال متعهدين متخصصين لهذه العملية!
وهو ما يؤكد عليه من ناحية أخرى الدكتور لطفى شاور، رئيس مجازر السويس سابقاً: نعم يُصنع الجيلاتين من مستخلصات جلود الحمير وحوافرها الآن فى مصر، وفى الغالب يتم ذلك فى أماكن سرية ويمكن القول إنها مخابئ.. أو «مصانع بير السلم» كما هو دارج للعامة، وهى أماكن غير مُراقبة صحياً، أما من أين تأتى؟ فالحقيقة التى لا يعرفها أحد أنه يكون لهم متعهدون متخصصون على مستوى الجمهورية لإمدادهم بالمواد اللازمة لتصنيع الجيلاتين فى أماكنهم السرية!
ويضيف قائلاً: هؤلاء المتعهدون وصبيانهم يكونون مسئولين عن جمع كل مخلفات المجازر سواء الرسمية أو الخاصة «أفراد» أياً كان ما يقوم بذبحه هذا الجزار، بالإضافة إلى جمع بعض أجزاء الحيوانات النافقة فى الترع، وتحديداً «الجلود، القرون، الحوافر، الجباه» وفى الغالب تكون هذه الحيوانات النافقة هى الحمير والخنازير وأى حيوان نافق آخر، خاصة أن هذه المخلفات غير صالحة للاستخدام الآدمى وبالتالى لا يبحث عنها أحد لكى يستفيد منها، وأذكر أننى فوجئت بواقعة حدثت فى القاهرة من حوالى شهرين، حيث تم القبض على شقيقين يقومان باستخراج الحيوانات النافقة فى الترع والمصارف، ثم يأخذان حوافرها وجلودها ولحومها أيضاً ويبيعانها لهؤلاء المتعهدين!
ويؤكد قائلاً: ولا تتوقف المصيبة عن هذه الحيوانات النافقة فقط، بل إن أى حيوان مريض بالذات الحمار أو الخنزير، أو أى نوع من أنواع الماشية «بقر، جاموس، خرفان» يقوم مربيه بذبحه، فإن هؤلاء المتعهدين يقومون بأخذ مخلفاته أيضاً!! ويشير قائلاً: إن هذه المخابئ السرية المسمومة تقوم بالاتفاق مع هؤلاء المتعهدين على الكميات المطلوبة من هذه المخلفات الحيوانية، على أن يتم الدفع لقيمة هذه المخلفات كل 6 شهر، حيث يكون المصنع استطاع استخدامها فى تصنيع الجيلاتين القاتل وحصل على ثمنه من مصانع الحلويات التى تتعامل معه.
من جانبه، أشار أحد مستوردى مادة الجيلاتين لسنوات طويلة فى مصر، الذى رفض ذكر اسمه ل«الوطن» إلى أن مادة الجيلاتين الغذائى المطابق للمواصفات العالمية والصالح للاستخدام الآدمى الذى نستورده يكون مستخلصاً من الجلد البقرى أو الخنازير والذى يجب أن يتم فحصه بيطرياً للتأكد من خلوه تماماً من أى أمراض قد تكون أصابت الحيوان قبل ذبحه ونحصل على شهادات مثبتة بذلك قبل استيراده، كما أنه يكون قد خضع لكل الفحوصات والتحاليل المعملية المعتمدة عالمياً للتأكد تماماً من أنه آمن وخالٍ من البكتيريا المرضية، وخاصة مرض «جنون البقر» وكذلك لا يحتوى على أى آثار للمضادات الحيوية مع وجود شهادات معتمدة تؤكد أن هذا الجيلاتين يحتوى على الحدود المسموح بها من العناصر المعدنية فى الجيلاتين الغذائى والذى يتم استيراده فى الغالب من أمريكا، ودخلت الصين على خط الاستيراد مؤخراً كمنافس قوى، رافضاً الإدلاء بأسماء الشركات والمصانع التى تتعامل معه باعتبارها من «أسرار الشغل».
وعن أسعار الجيلاتين المستورد، قال «المستورد»: يبدأ سعر الطن من 75 ألف جنيه ويصل إلى 120 ألف جنيه حسب جودة ودرجة نقاوة الجيلاتين المستورد، وهذا يعنى أن سعر الكيلو يقارب 100 - 200 جنيه بحسب سعر الدولار وإضافة الجمارك المطلوبة! فى حين أن سعر الجيلاتين الذى يُصنع بطريقة عشوائية فى مصانع بير السلم لا يزيد ثمن الكيلو منه على 8 جنيهات! فهل لنا أن نتخيل فرق السعر الرهيب؟ وأيضاً من أى مواد تم تصنيع هذه الجلود؟ أعتقد أن نتائج التحليلات الكيميائية والبيولوجية التى حصلتم عليها كفيلة بالرد!
حملنا جيلاتين الموت إلى واحد من أشهر الحلوانية فى مصر ليؤكد لنا أن هذه القطعة البلاستيكية التى تحمل كل أمراض الدنيا وأوبئتها يمكن بالفعل أن تتحول فى لمح البصر إلى أشهى صينية بسبوسة وأجمل قطعة جاتوه مزينة بالكريم شانتيه، وتورتة عيد ميلاد فاخرة! وقد كان!!
حيث يقول: سنقوم بتصنيع بعض أنواع الحلويات الشرقية والغربية كالبسبوسة، وغيرها من الجاتوهات، التورتات، الجيلى، والكريز الذى يستخدم لتزيين الحلويات من هذا الجيلاتين وبالمناسبة هذا الجيلاتين يستخدم أيضاً فى تصنيع حلوى مولد النبوى الشريف!! حيث يشير الحلوانى إلى أن أساس هذا الجيلاتين فى تصنيع الحلويات يعود إلى أنها تكون البديل الأهم للسكر! وهذا ما يوفر تماماً فى تكلفة تصنيع الحلويات «قمنا بالفعل بتصنيع كافة الأنواع بدون إضافة ملعقة سكر واحدة»!
وأثناء عملية التصنيع يشرح لنا الشيف الحلوانى: بكل بساطة هم يأخذون أى نوع جلود سواء كان البقر، الجاموس، الحمير، الخنازير سواء مريضة أو سليمة ويتم عرض هذه الجلود فى الشمس علشان «يطلع العفونة» اللى جواه!، ثم تضاف إليه مواد مُحسنة اسمها «محسنات الزيرو»، ويضاف إليها أيضاً أجزاء من «الفرت والجرم»، أمعاء ومصارين الحيوانات وحوافرها لإعطاء قوام متماسك أكثر وبروتين إضافى، ضاحكاً بسخرية وهو يقول: «بعدها يتم تصنيع الجيلاتين تمهيداً لبيعه لمصانع الحلويات»!
مشيراً إلى أن جلود الحمير وحوافرها هى أفضل ما يمكن أن يُصنع منه «عِرق عسل جلوكوز» مضبوط!! قائلاً: «عرق العسل» أساس تصنيع الحلويات وأساس شطارة كل حلوانى!، لازم يكون فيه جلاتين له كثافة «وهذا لا يتوفر إلا من جلود الحمير أو الخنازير وحوافرهما أيضاً، لأنها تعطى «الكثافة المطلوبة»، لأننى لو استخدمت السكر الطبيعى، فسأضطر إلى استخدام كميات كبيرة من السكر لإعطاء هذه الكثافة المطلوبة! وهذا طبعاً يفرق فى سعر التكلفة الإجمالية لتصنيع المنتج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.