اكتشف فريق من العلماء "كائنين" في حجم السناجب، يُرجَّح أنهما أقدم ثديات معروفة في التاريخ، وتشير الدراسة التي أجريت حول هذه المخلوقات، إلى قدرتها المذهلة على التأقلم مع محيطها الطبيعي في زمن هيمنة الديناصورات على الأرض. وتعجَّب العلماء من كيفية تأقلم هذه المخلوقات الصغيرة المكسوة بالفراء، وسط الديناصورات المفترسة، والزواحف الطائرة التي تحوم في الجو، حيث إن هذه الثدييات الأولى، أفلحت في أن تترك بصماتها في العصر الجوراسي. ووصف العلماء في بحث نُشر في دورية "ساينس" العلمية، أن هذه الحفريات التي اكتُشفت مؤخرًا في الصين لكائنين في حجم السناجب، تمثل أقدم ثدييات معروفة يمكنها تسلق الأشجار، وحفر جحورها، وتبين في الوقت ذاته أن الثدييات المبكرة كانت تتسم بالكثير من المميزات البيئية المتفردة. الكائن الأول اسمه العلمي "أجيلودوكودون سكانسوريوس"، وهو من آكلات اللحوم والعشب، التي تقتات على النبات والحيوان في آنٍ واحد، والتي عاشت قبل نحو "165 مليون عام"، وكان لديه كفوف ذات مخالب مقوسة بغرض التسلق. أما عن أبعاد أطرافه فهي تتشابه في خصائص الثدييات الأخرى التي تعيش وسط أغصان الأشجار، ويتصف هذا المخلوق أيضًا بأن المرفق والمعصم والكاحل يتميز بدرجة كبيرة من المرونة، التي تساعد على الحركة السريعة الرشيقة في التسلق. وأتاحت الأسنان الأمامية للثدي الشبيهة ب"الجاروف" له مضغ والتهام والتغذي على صمغ الأشجار وعصاراتها. أما المخلوق الآخر فهو من آكلي الحشرات واسمه العلمي "دوكوفوسور"، وهو شبيه بحيوان الخُلد، وعاش قبل نحو "160 مليون سنة"، ويتميز بكفوفه الشبيهة ب"الجاروف"، التي تتلاءم مع خاصية الحفر، كما أن أسنانه شبيهة بالثدييات القديمة التي تحفر جحورها. وأفادت الدراسات أن هذه "الدوكوفوسور" عادة ما كانت تبحث عن طعامها تحت الأرض، ولها أطراف منبسطة ممدودة تصلح تمامًا للحركة في جوف الأرض. وقال "جي تشي لو" عالم الأحياء القديمة بجامعة "شيكاجو"، إن "الدوكوفوسور" يشبه "الخلد الذهبي الإفريقي" المعروف حاليًا، إلى حد أن الباحثين يشكون في وجود جينات متشابهة بين النوعين على الرغم من أن الكائنين ينتميان لأفرع مختلفة في شجرة الثدييات ويفصل بينهما "160 مليون عام".