ليلة من الرعب عاشها أهالى ضاحية السلام بمدينة العريش، على خلفية العملية الإرهابية التى شهدتها المدينة، واستهدفت مقر الكتيبة 101، والمقار الأمنية فى المنطقة، أمس الأول، حيث تسببت التفجيرات العنيفة فى تحطم نوافذ المساكن القريبة، وتصدع جدرانها، بالإضافة إلى إصابة الأطفال بالذعر من إطلاق النار المتواصل. وبحسب شهادات عدد من الأهالى ل«الوطن»، فإن التفجيرات الإرهابية أدت إلى شروخ فى جدران عدد من العمارات السكنية، مشيرين إلى أنهم هرعوا للبحث عن أطفالهم، الذين كانوا يلعبون فى الشوارع وقتها، رغم تساقط قذائف الهاون بالقرب منهم، ورد أجهزة الأمن بإطلاق كثيف للنيران، ومطالبتها لهم بالتزام منازلهم وعدم الخروج. وقال أحد أهالى الضاحية، الذى طلب عدم ذكر اسمه، «بعد صلاة العشاء، سمعنا صوت 3 انفجارات قوية، هزت العمارة التى نسكن فيها، وحطمت جميع نوافذ الشقة، ما أصاب الأطفال بالفزع، خاصة أن الانفجارات جعلتنا نشعر كما لو كنا فى حرب»، موضحاً «فى البداية سمعنا أصوات قذائف، وبعدها مباشرة سمعنا دوى 3 انفجارات، والتزمنا بيوتنا، بتعليمات من قوات الأمن». ومن جهته، قال محمد أبوتامر، «اهتزت العمارة بالكامل، وتعرض المبنى لشروخ، ناتجة عن شدة الانفجارات، وشاهدنا 3 صواريخ تسقط قرب مديرية الأمن، ثم تلاها 3 انفجارات، وتصاعدت النيران والأدخنة من مقر الكتيبة، وبدا المشهد أقرب إلى يوم القيامة»، مضيفاً «كان أطفالى يلعبون فى الشارع وقتها، فأسرعت للبحث عنهم، وفوجئت بالآباء يصرخون بحثاً عن أبنائهم أيضاً، فالمشهد كان مرعباً للجميع، لعنة الله على الإرهاب». وتدخل شاب فى العشرين من عمره فى الحديث قائلاً «كنت فى الشارع عند وقوع التفجيرات، وشاهدت قذيفتى هاون تسقطان على العمارة التى كنت أقف بجوارها، وسمعت صوت انفجار شديد، فهربت إلى المنزل، وسمعت انفجاراً آخر، وقعت بسببه على الأرض، التى شعرت بها تتحرك من تحتى، وواصلت رقادى عليها، فوقع انفجار آخر، ورأيت النيران تشتعل من داخل الكتيبة، وسط إطلاق نار كثيف من مديرية أمن شمال سيناء، كما سمعت صريخاً وعويلاً من العمارات السكنية». وأشار أحمد سعيد، أحد الأهالى، إلى أنه يسكن قرب الكتيبة، موضحاً «رأيت سيارة بفنطاس تتجه بسرعة ناحية الكتيبة، فأطلقت القوات المتمركزة أعلى متحف العريش النار بكثافة عليها، وبعد ثوان سمعت دوى الانفجار، وتصاعدت ألسنة اللهب فى السماء، ثم سمعت دوى سقوط صواريخ على مديرية الأمن، وإطلاق كثيف للنيران من كل مكان، كما سمعت صرخات المصابين داخل الكتيبة، التى تصاعدت منها ألسنة اللهب، قبل أن تخرج منها دبابات ومجنزرات، انتشرت فى المكان كله، وكان مساء مرعباً للأهالى، الذين يفكر الكثير منهم فى الرحيل عن المحافظة». وفى شهادتها، قالت مقرر المجلس القومى للمرأة فى شمال سيناء، حسناء الشريف، إن «الواجهة الزجاجية لمقر المجلس الملاصق للكتيبة تحطمت تماماً، بالإضافة إلى العديد من قطع الأثاث، ونفس الأمر حدث لواجهة مكتب مؤسسة الأهرام، التى تحطمت بالكامل، لأنه شديد القرب من موقع الانفجارات، إلا أن أحداً لم يصب بسوء». وذكر صاحب محل قريب من مديرية الأمن، نادر. م. ن، أن واجهة المحل تحطمت تماماً، كما تعرضت البضاعة للتلف، موضحاً أنه أغلق المحل قبل وقوع الانفجارات بوقت قليل، التزاماً منه بقرار حظر التجول، وأضاف «فور عودتى إلى المنزل وقعت الانفجارات، التى تسببت فى تحطيم واجهات جميع المحال المجاورة لمديرية الأمن والكتيبة، وهذا الحادث الإرهابى هو الثانى الذى تتعرض له ضاحية السلام، حيث تضم عدداً من المقار الأمنية، هى مديرية الأمن، والمخابرات العامة، والأمن الوطنى، وكتيبة الجيش 101». وكشف شاهد عيان، رفض ذكر اسمه، أن سيارتين «فيرنا» ملاكى اقتحمتا الكتيبة من الجهة الجنوبية، فأطلق أفراد الحراسة نيراناً كثيفة باتجاههما، إلا أنهما انفجرتا فور الوصول إلى السور، لافتاً إلى أنه شاهد 3 قذائف هاون تسقط على الكتيبة، أعقبها إطلاق نيران كثيف، ثم وقعت انفجارات قوية، تسببت فى تحطم جميع النوافذ الزجاجية.