تعد "لعبة البارود"إحدى الألعاب المفضلة للأطفال في قرى محافظة قنا،وخاصة في الإجازات الدراسية، لما تحدثه من صوت يشبه طلقة البندقية الآلية أثناء خروجها بل تقارب صوت القنبلة في الصوت، وتعتمد على قطع صغيرة من "البارود". وقال الطفل عبدالرحمن محمود 12 عامًا، إن تلك اللعبة تتكون من قطعة ماسورة صرف صحي قطرها 2 بوصة، بأطوال لا تقل عن 50 سم، ولا تزيد عن 90 سم، توضع في قاعدة مكونة من علبة كيروسين فارغة، أو علبة سمنة صغيرة، على إحدى جانبيها ثقب صغير، وتحكم جيدًا بين القاعدة والماسورة، بشريط لحام، ثم قطعة من البارود، وأعواد من الكبريت لإشعالها . وتابع الطفل، يوضع البارود داخل القاعدة، وترج بشكل كافي لمدة أقل من الدقيقة، ثم يشعل عودًا من الكبريت، على الثقب، فتحدث صوتًا عاليًا يشبه صوت البندقية، موضحًا أن الأطفال أصدقائه يفضلوا تلك اللعبة لتوافر كتل البارود الصغيرة في دكاكين "البقالة"، بأسعار رخيصة تتراوح بين جنيه واحد حتى جنيهان. وأضاف، أنهم يتسابقون في إحداث أكبر صوت، ويحكم اللعبة مجموعة من أصدقائهم الأكبر سنًا، ويحصل على مكافئة مالية قدرها 5 جنيهات. وطالب شعبان محمود أحد المواطنين، الدولة بحظر بيع "البارود" في الدكاكين الصغيرة، وتجفيف منابعه، مؤكدًا أنه يولد العنف في نفوس الأطفال، ويساعدهم على ممارسته، في مجتمع صعيدي يعم السلاح أركانه، لافتًا إلى أنه رد فعل طبيعي، لما يشاهده الطفل عندما يطلق والده أو غيره الطلقات النارية من بندقيته في الهواء أو في فتنة قبلية أو في الخلافات الثأرية، مطالبًا رواد المجتمع بمناقشة تلك المشكلة بمشاركة الأسر لمنع انتشار تلك الممارسات.