اهتمت الصحف المصرية والعالمية، على مدار اليومين الماضيين، بالتلف الذي حدث بقناع توت عنخ آمون الذهبي، في المتحف المصري، أثناء محاولة ترميمه من ناحية اللحية، حيث استخدم القائمون على الترميم مادة "الإيبوكسي"، وهي مادة فعالة جدًا في الربط بين المعدن والحجر، إلا إنه تم وضع كميات كبيرة منها، ما أدى إلى ظهور المادة بصورة واضحة أمام أعين الزائرين. وكانت سائحة شاهدت ما حدث باللحية في أغسطس الماضي، وقدَّمت صورة لوكالة "آسوشيتد برس" الأمريكية، يظهر فيها موظف يضع اللحية بعد المادة اللاصقة، وقالت جاكي رودريجيز إن الأمر كله بدا "تهريجًا" وكان مربكًا؛ نظرًا لأن الإجراء حدث أمام حشد كبير وبدون استخدام الأدوات المناسبة، وفقًا لما نقلته صحيفة "تليجراف" البريطانية على لسان السائحة. وعقد ممدوح الدماطي، وزير الآثار، مؤتمرًا صحفيًا، مساء أمس، للرد على أخبار تناقلتها وسائل الإعلام عن تعرض القناع للخطر خلال ترميمه، حيث قال: "إن هناك خطأ في ترميم القناع، وستتم محاسبة المسؤول وإحالته إلى التحقيق، ويتمثل هذا الخطأ في استخدام مادة الإيبوكسي القوية أكثر من اللازم"، موضحًا أن هناك أكثر من مدرسة في الترميم الذي سيخضع له القناع مرة أخرى. وأضاف الوزير: "لا يوجد خطر على القناع أو اللحية"، موضحاً أن وسائل الإعلام تداولت صوراً فيها بعض التلاعب بتلوين مادة الإيبوكسي". كما كشف الخبير الألماني في ترميم المعادن الدكتور كريستان أكمان، الذي حضر المؤتمر الصحفي للكشف على القناع، عن "عدم وجود خطورة على قناع الملك توت عنخ آمون من آثار الترميم الخاطئة وسيمكن معالجتها"، وأضاف بوجود "خدش واحد على القناع" وأنه لم يتم تحديد فيما لو كان هذا الخدش قديماً أم حديثاً، وأضاف أن ينوي عقد اجتماع مع المرممين "لبحث كيفية معالجة هذا الخطأ في الترميم وإزالة تلك المادة بحرص شديد". ومن جانبه، قال بسام الشماع، خبير المصريات، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إن مدير المتحف المصري، أكد له عدم استخدام مادة الإيبوكسي في عملية ترميم قناع توت عنخ أمون، وهي مادة غير استرجاعية ولا تستطيع فكها لإعادة ترميمها مرة أخرى، مشيرًا إلى أن مدير المتحف تولى منصبه منذ 3 أشهر فقط، وربما حدثت عملية الترميم قبل توليه العمل بالمتحف. وأضاف "الشماع": "توجَّهت للمتحف الجمعة الماضي؛ لتحديد الموقف شخصيًا، ولاحظت وجود مادة بيضاء لامعة شبه شفافة أعلى ظهر الذقن المستعارة، كما لاحظت وجود بروز بسيط للمادة المستخدمة في الترميم، بالإضافة إلى وجود خط ذهبي لميع في آخر حرف الذقن الأصلية الموصلة بالذقن المستعارة". وأكد خبير المصريات أنه تواصل مع أحد الشباب العاملين في المتحف، الذي كشف خطأ ترميم القناع لأحد الصحف المصرية، حيث قال له: "إنه و4 أفراد آخرين يعملون في قسم الترميم بالمتحف المصري، اعترضوا على طريقة ترميم قناع توت عنخ أمون منذ حوالي 5 أشهر، ما أدى إلى نقلهم من العمل في المتحف إلى مكان آخر". وأشار "الشماع" إلى أن وزارة الآثار المصرية تعيش في حالة من الغموض والتكتيم، قائلًا: "تلك صفة الوزارة منذ القدم"، كما أكد أن أحد المتخصصين في المتحف قال له إن الشخص الذي قام بالترميم استخدم "مشرط" لإزالة الكمية الزائدة من مادة الإيبوكسي الموجودة على الذقن، ما سبب خدوشًا بها.