«يشيب له الولدان»، هكذا يمكن وصف المشهد أمام مسجد الحسين، الإغلاق هو سيد الموقف، فالشوارع الملاصقة للمسجد قد أُغلقت بالسدادات الحديدية، الداخل للمسجد يمر بعملية تفتيش دقيقة، لا تفوتها هفوات الأيام العادية، الحملة المكبرة التى قادها مدير أمن القاهرة ورئيس مباحث العاصمة كان هدفها الأول البحث عن «الشماريخ». قبل أيام احتفلت الشرطة مبكراً بعيدها السنوى، ثم استعدت جيداً لما يمكن أن يحدث فى 25 يناير، التهديدات هذه المرة لم تبلغ ذروتها بعد، يتبقى من الزمن ساعات، ربما تغير فيها وجه الأحداث المتصاعدة فى مصر، وربما يبقى الوضع على ما هو عليه، لكنه لن يعود لتجار الصنادقية والحسين كما كان «إحنا خسرنا فلوس ياما المرة دى والبضائع بتتصادر بملايين وكتير من التجار اتاخدوا جنايات»، الحملة الأخيرة لمباحث القاهرة استهدفت عدداً كبيراً من تجار الألعاب النارية والشماريخ بمنطقة الجمالية. «اتخرب بيوتنا» يقول أحد التجار الذى صودرت له حمولة سيارتين تبلغ قيمتها 4 ملايين جنيه: «طلعناهم من الجمارك بالعافية ودخلناهم فى السر عشان يتقفشوا مننا بسبب الإخوان.. حسبى الله ونعم الوكيل»، البضاعة التى تم التحفظ عليها فى شهر واحد تخطت قيمتها ملايين الجنيهات بحسب اللواء محمد قاسم، رئيس مباحث العاصمة: «إحنا بنشتغل السنة كلها مش عشان ذكرى الثورة»، تهريب الشماريخ والألعاب النارية أضحى من أكثر أنواع التجارة ربحاً فى السنوات الأخيرة، بحسب «قاسم»، الذى يؤكد أن التشديد الأمنى على تلك الألعاب لا يقترن بذكرى الثورة: «بنشتغل طول السنة وأعداد المضبوطات مهولة فى كل مرة»، الرقابة الضعيفة على الموانئ هى السبب، بحسب رئيس المباحث: «إحنا بنعمل اللى علينا بعد البضاعة ما بتدخل لكن مع الأسف مش شغلتنا إننا نراقب على الموانئ».