تاريخ طويل ومسيرة عريضة تحظى بهما الطريقة الحامدية الشاذلية منذ تأسيسها على يد الإمام سلامة الراضي في 1885، تاريخ بدأه الشيخ المؤسس، وأفاض عليه من علمه وبركاته الكثير، فخلّف ميراثاً عريضاً حمل أمانته من بعده خلفاؤه الأربعة. المطلع على مسيرة مؤسس «الحامدية الشاذلية» من مصادرها التاريخية الموثقة، لا شك يتحير فى انخراطه المبكر فى طريق التصوف واجتماعه بكثير من أهل الولاية والعرفان فى عصره. ولم يكد يغادر الشيخ سلامة عامه ال16 حتى كان فى موقع الشيخ المُربى وحوله مريدون ينهلون من علمه الوفير، ولمَ لا، وهو حفيد الحسنين، ويتصل نسبه من والده بالإمامين «الحسن والحسين»، وكان طبيعياً أن يتبلور هذا السلوك فى طريقة صوفية، شيَّد «الراضى» بنيانها على أساس شرعى، قوامه الكتاب والسُنة. وأحيا به منهج الصوفية وسننهم الحميدة للترقى فى مدارج العبادات ومعرفة الحق، وعلى نفس المنهج سار خلفاؤه من بعده حتى أصبح للطريقة اليوم شأن كبير ومريدون فى بلاد كثيرة. اليوم تحتفى الطريقة الحامدية الشاذلية بمولد مؤسسها، عند مقامه الشريف بمسجده فى بولاق أبوالعلا بالقاهرة. احتفاء يعيد للأذهان مسيرة الطريقة وسيرة المؤسس وكراماته العديدة، لكن تبقى الكرامة الأكبر له سيرته العامرة ودوام ذكره والسائرين على هديه الوسطى السمح. «الوطن» تواصل بهذا الملف عن الإمام سلامة الراضى سلسلة «الطريق إلى الله» التى كانت أولى حلقاتها عن الإمام صالح الجعفرى وطريقته «الجعفرية الأحمدية المحمدية»، وهى السلسلة المعنية بالغوص فى أعماق الطرق الصوفية واستعراض مسيرتها وسيرة مؤسسيها وشيوخها، والتعرف على مناهجهم الفكرية وسلوكهم الصوفى.
