استقرار أسعار الذهب العالمية والأنظار صوب قرار «الفيدرالي»    خبراء: السيسي يبيع أكبر محطتين للكهرباء بخسارة تتجاوز 140 مليون دولار    رئيس وزراء بيلاروسيا: زيارتي لمصر خطوة جادة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    مي عبدالحميد: ارتفاع سعر الوحدة السكنية أهم المعوقات التي نواجهها    رئيس الوزراء: مصر قدمت حزمة من الحوافز والتيسيرات لتحسين مناخ الأعمال    وسط انهيار القطاع الصحي.. ارتفاع حصيلة شهداء العدوان على غزة إلى 34 ألفا و535    مقتل شخص وإصابة 7 في غارة جوية روسية على خاركيف    للعام الخامس على التوالي.. بنك مصر يرعى الاتحاد المصري للتنس استمراراً لدوره في دعم الرياضة المصرية    هيئة الأرصاد الجوية تكشف عن حالة الطقس غدا.. انخفاض في درجات الحرارة    أحمد السقا يروج لفيلم السرب قبل طرحه في دور العرض غدا    مجلس جامعة بني سويف يهنئ الإخوة الأقباط بمناسبة عيد القيامة المجيد    مدبولي: العلاقات الوثيقة بين مصر وبيلاروسيا تمتد في جميع المجالات    قوات الاحتلال تغلق مداخل المسجد الأقصى بعد واقعة استشهاد شاب في القدس    رئيس جامعة المنيا يفتتح فعاليات المنتدى الأول لتكنولوجيا السياحة والضيافة    رئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمال    وزير التعليم يتفقد المعرض السنوي لطلاب مدارس القاهرة (صور)    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    الدفاع المدني بغزة: تقديرات بوجود أكثر من 10 آلاف شهيد تحت أنقاض البنايات    رئيس الوزراء الفلسطيني: لا دولة بدون قطاع غزة    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    "دمرها ومش عاجبه".. حسين لبيب يوجه رسالة نارية لمجلس مرتضى منصور    القيعي: يجب تعديل نظام المسابقات.. وعبارة "مصلحة المنتخب" حق يراد به أمور أخرى    عضو إدارة الأهلي: دوري الأبطال ليس هدفنا الوحيد.. ونفقد الكثير من قوتنا بدون جمهورنا    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم الثلاثاء    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    ضبط 8 أطنان لحوم ودواجن وأسماك فاسدة بالمنوفية وتحرير 32 محضراً خلال شهر    أول بيان من «الداخلية» عن أكاذيب الإخوان بشأن «انتهاكات سجن القناطر»    وفد شركات السياحة المصرية بالسعودية يكشف تفاصيل الاستعداد لموسم الحج    تدوير 4 معتقلين بالشرقية وتجديد حبس أحمد عرابي ومروة عرفة ومحمد سعد وعمر الدهمة    خطوات ل فحص السيارة المستعملة قبل شراءها ؟    طرح فيلم "أسود ملون" في السينمات السعودية .. الخميس المقبل    مستشار زاهي حواس يكشف سبب عدم وجود أنبياء الله في الآثار المصرية حتى الآن (تفاصيل)    رئيس جامعة المنيا يفتتح معرض سوق الفن بكلية الفنون    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    كيف علقت "الصحة" على اعتراف "أسترازينيكا" بوجود أضرار مميتة للقاحها؟    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    ما هو الدعاء الذي نهى عنه النبي؟.. «وكيل الأوقاف» يوضح    رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورنا يحسم الجدل بشأن حدوث جلطات بعد تلقي اللقاح    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    أقدس أيام السنة.. كيف تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بأسبوع آلام السيد المسيح؟    «الثقافة» تطلق النسخة السابعة من مسابقة «أنا المصري» للأغنية الوطنية    وزير الإسكان: نعمل على الاستثمار في العامل البشري والكوادر الشبابية    طلاب النقل الثانوى الأزهرى يؤدون امتحانات التفسير والفلسفة والأحياء اليوم    اليوم.. "الصحفيين" تفتتح مركز التدريب بعد تطويره    اليوم.. الحُكم على 5 مُتهمين بإزهاق روح سائق في الطريق العام    إمام: شعبية الأهلي والزمالك متساوية..ومحمد صلاح أسطورة مصر الوحيدة    كينيا تلغي عقد مشروع طريق سريع مدعوم من البنك الأفريقي للتنمية    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    خليل شمام: نهائى أفريقيا خارج التوقعات.. والأهلى لديه أفضلية صغيرة عن الترجى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«شارلى إيبدو» والقتل باسم نبى الرحمة
نشر في الوطن يوم 17 - 01 - 2015

يشترك المؤمن والمنافق فى النطق بالشهادتين وإقام الصلاة (أهل القبلة) وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت، ويزايد المنافق على المؤمن بالعصبية فى الخطاب الدينى والتظاهر بالشعائر والشعارات والمظاهر التى يعمد إليها ليستر قلبه المريض ويزين معدنه القبيح الذى يشتهى كل صور الإجرام والفجور ابتداء من الكذب على الله ورسوله، ومروراً بسفك الدماء واستحلال الأعراض، وانتهاء بالقذف أو بالسب للمؤمنين والمسالمين بحده الأدنى عنده، الذى لا يقل عن شنيع القول. وكل ذلك تحت غطاء الدين الذى يجيد المنافقون تلبيسه وبالتعبير المعاصر مكيجته بالقص واللزق والترقيع الصناعى، كما نكشفه فيما زعموه مؤخراً لتغطية غدرهم وغيلتهم الإرهابية يوم الأربعاء 7 يناير 2015م الموافق 16 ربيع الأول 1436ه فى مقر صحيفة «شارلى إيبدو» بباريس عاصمة فرنسا، وتحويله إلى مذبحة دموية مؤسفة بغدر خسيس، وتبرير هذا الإرهاب بأنه انتقام أو قصاص لرسول الرحمة ونبى الإنسانية دون تفويض منه ولغير المسيئين له وإنما لزملاء أبرياء لهم؛ لكون تلك الصحيفة كانت قد نشرت رسوماً مسيئة للرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم من قبل فى زمن سابق. وليس غريباً على هؤلاء المنافقين الأفاقين أن يتجاهلوا نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة الآمرة بالعدل حتى مع الأعداء، والناهية عن الغدر حتى مع الخصوم، والداعية إلى التسامح والعفو والدفع بالأحسن حتى يصير من كان عدواً بالأمس كأنه اليوم والغد ولىُّ حميم. وإنما الغريب العجيب هو ما يقع الآن على صفحات الإنترنت من إعجاب عديمى فقه الدين بهذا الفتك الإرهابى الذى تبرأ الرسول صلى الله عليه وسلم منه ونهى عنه، وهم يقدمونه له فى ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم على أنه هدية الذكرى العطرة، ويستدلون على ذلك بمرويات مقطوعة من سياقها مستغلين أمية أكثر المسلمين وأنهم لن يتتبعوهم فى دراسة تلك المرويات، حتى تتحول تلك الكثرة من حيث لا تدرى إلى كتائب إرهابية كما يحلم المنافقون.
ومع أن مخطط المنافقين كبير على حجم كراهيتهم لدين الله الرحيم، وطويل المدى على قدر بقاء دين الله القويم إلا أن المسئولية الدينية توجب على الفقهاء والمفسرين والشراح بذل طاقتهم وجهدهم فى إزالة تلبيس المنافقين وإماطة أذاهم عن الدين إعذاراً إلى الله تعالى، وإن كان الأمل فى صلاحهم بعيداً، كما قال سبحانه: «وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ» (الأعراف: 164). وأوجز بيانى الإعذارى لهؤلاء المنافقين والمغرورين بهم فى الرسائل الخمس الآتية:
أولاً: أن الله تعالى لم يفوض حكومة ولا سلطة من خلقه فى إلزام الناس بعبادته ومتابعتهم فى طاعته، وهذا معنى أن يكون الدين لله الذى أمر به فى قوله سبحانه: «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ» (الأنفال: 39). ومقتضى جعل الدين لله أن يكون لكل إنسان فيه مثل ما لصاحبه، فلا وصاية لأحد على أحد بشأن الدين، كما قال تعالى: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ» (البقرة: 256)، وقال تعالى: «مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ» (المائدة: 99)، وقال تعالى: «فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ» (الغاشية: 21-22)، وقال تعالى: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» (الكهف: 29)، وقال تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» (يونس: 99).
وأما الأمر بنصر الله الوارد فى قوله تعالى: «إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» (محمد: 7)، فهو أمر بالانتصار لكرامة الإنسان وحرماته التى فوضنا الله تعالى فى حمايتها بالعدل، ورعايتها فى الأرض مع الأخذ بالأسباب، كما قال تعالى: «فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ» (البقرة: 194)، وقوله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ» (الأنفال: 60)، وقوله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة: 195). ويدل على هذا أن الله تعالى ينصر السلطة العادلة ولو كان أهلها غير مؤمنين به كما قال تعالى: «وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ» (هود: 117). والمصلح قد يكون غير مؤمن، ولهذا لم يقل وأهلها صالحون. كما أن الله تعالى يهزم السلطة الظالمة ولو كان أهلها مؤمنين به، فهذا نظام فرعون بسلطانه قد أبقاه الله يوم كان يعدل بين المصريين، وعندما انحرفت سلطة فرعون بانحيازها له على حساب الشعب بقتل أطفاله الذكور حتى لا يخرج أحدهم ليسقط فرعون، بحسب تقارير العرافة، أهلكه الله؛ كما قال تعالى: «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِى الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِى الْأَرْضِ وَنُرِى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ» (القصص: 5-6). وهذه مملكة «قارون» التجارية والمالية أبقاها الله يوم أن كانت إدارتها تنحاز للعاملين بها والمتعاملين معها، فلما بغت عليهم أهلكها الله، ولم يشفع لها إيمان صاحبها أو قرابته من سيدنا موسى، فقد كان «قارون» ابن عمه ومن أوائل من آمن به، إلا أنه لما بغى على قومه أهلكه الله ببغيه، كما قال تعالى: «إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ» (القصص: 76) إلى أن قال سبحانه: «فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ» (القصص: 81).
ثانياً: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفوض أحداً من المؤمنين برسالته أو غيرهم فى الانتقام له أو القصاص لعرضه بعد موته والتحاقه بالرفيق الأعلى؛ حتى لا يكون لمخلوق عليه صلى الله عليه وسلم فضل أو يد، ومن هنا أبى الله تعالى إلا أن يكفله ويكفيه؛ كما قال سبحانه: «إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ» (الحجر: 95)، وقال تعالى: «وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» (المائدة: 67). ثم إن أحداً من البشر لا يعرف مقام النبى صلى الله عليه وسلم رفيع المستوى كما قال تعالى: «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ» (الشرح: 4)، ومن يجهل هذا المقام العالى لا يستطيع القصاص له؛ لأنه لن يقدره حقه، ولذلك أبى الله تعالى فى الصلاة على نبيه التى أمرنا بها إلا أن يصلى هو سبحانه عليه من دون خلقه، فمع قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب: 56). إلا أننا لا نصلى عليه صلى الله عليه وسلم حقيقة وإنما نطلب من الله أن يصلى عليه لعجزنا عن إيفائه حقه من الصلاة، كما أخرج الشيخان عن أبى حميد الساعدى أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلى عليك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد». فإذا كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم عاجزة عن الصلاة على نبيها لعلو مقامه عن إدراكهم فكيف بفئة تزعم إمكانها القصاص ممن أساء إليه صلى الله عليه وسلم؟ إن هؤلاء الزاعمين هم الأشد إساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لهوان مقامه عندهم بالإضافة إلى افتئاتهم عليه بالتصرف باسمه دون تفويض منه صلى الله عليه وسلم.
وأما أمر الله تعالى بنصرة نبيه كما قال سبحانه: «إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ» (التوبة: 40). فهو أمر بحمايته فى حياته كحياة كل الناس المسالمين باعتبار الحياة حقاً إنسانياً عاماً، بدليل سياق الآية الوارد فى الهجرة إلى المدينة المنورة لغدر مشركى مكة به صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: أن دين الإسلام ورسوله كلاهما جاء رحمة للعالمين دون التفرقة بين هؤلاء العالمين بسبب الدين أو اللغة أو الجنس أو العرق أو حتى النوع من الجن والإنس، كما قال تعالى: «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» (الأنفال: 54)، وقال تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ» (الأنبياء: 107)، وأخرج الدارمى بسند صحيح مرسل عن أبى صالح قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يناديهم: «يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة».
ويترتب على القول برحمة الإسلام ورسوله أخذ الناس بالعفو والرفق، كما قال تعالى: «وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ» (آل عمران: 159). وأخرج البخارى عن عائشة أن يهوداً أتوا النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم. فقالت عائشة: عليكم السام ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال صلى الله عليه وسلم: «مهلاً يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش». وفى رواية: «إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله». قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: «أو لم تسمعى ما قلت؟ رددت عليهم فيستجاب لى فيهم ولا يستجاب لهم فى».
وأخرج مسلم عن عائشة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطى على الرفق ما لا يعطى على ما سواه». وأخرج مسلم عن جرير بن عبدالله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من يحرم الرفق يحرم الخير». وصدق الله حيث يقول: «وَلَا تَسْتَوِى الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِى حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» (فصلت: 34 - 35).
رابعاً: أن الأحاديث التى استشهد بها الإرهابيون الغادرون قد قطعوها عن سياقها كعادة المنافقين فى التحريف وإخراج الكلام عن مواضعه لعدم طهارة قلوبهم؛ كما أخبرنا القرآن الكريم فى قوله سبحانه: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْى وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ» (المائدة: 41).
أما الأحاديث التى استدلوا بها على تبرير إرهابهم الشنيع واقتطعوها من سياقها فأشهرها حديث جابر فى صحيح البخارى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله»، فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله أتحب أن أقتله؟ قال: «نعم»، فاحتال محمد بن مسلمة حتى قتله.
وحديث أخرجه أبوداود بسند فيه مقال، وضعفه الألبانى، عن على بن أبى طالب أن يهودية كانت تشتم النبى صلى الله عليه وسلم فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها. وحديث أخرجه أبوداود وصححه الألبانى عن ابن عباس أن رجلاً أعمى كانت له أم ولد تشتم النبى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهى، ويزجرها فلا تنزجر. فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع فى النبى صلى الله عليه وسلم وتشتمه فأخذ المعول (سيف قصير) فوضعه فى بطنها واتكأ عليها فقتلها، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلاً فعل ما فعل لى عليه حق إلا قام»، فقام الأعمى فقال: يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهى وأزجرها فلا تنزجر ولى منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بى رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المعول فوضعته فى بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «ألا اشهدوا أن دمها هدراً».
وأخرج النسائى عن أبى برزة الأسلمى قال: «أغلظ رجل لأبى بكر الصديق، فقلت: أقتله؟ فانتهرنى وقال: ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وكان العلماء والفقهاء قد تناولوا تلك الأحاديث ونحوها بالدراسة والتحقيق وأبانوا سياقها المنطقى وأوضاعها الصحيحة التى لا تخرجها عن مقاصد الدين الإصلاحية الكريمة، وسماته الإرفاقية الرحيمة. وأوجز هذا البيان فى النقاط الآتية:
1- حديث جابر فى البخارى بشأن قتل كعب بن الأشرف غيلة لأنه سب الرسول صلى الله عليه وسلم وهجاه على يد محمد بن مسلمة. يرى الفقهاء والعلماء أن هذا افتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم بتقرير عقوبة القتل لسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وافتراء على الدين باتهامه بالخسة لإقراره الغيلة. والصواب أن الحكم بقتل كعب بن الأشرف كان لخيانته العهد المتفق عليه، ولم يكن لمجرد سبه الرسول صلى الله عليه وسلم أو هجائه له. وأن طريقة قتله من محمد بن مسلمة كانت بالمعاريض والتورية ولم تكن بالغيلة والغدر. ويدل على هذا التصويب أقوال أهل العلم الثقات، التى ننقل منها ما يلى:
- يقول الإمام البغوى فى «شرح السنة»: قد ذهب بعض من ضل فى رأيه وزل عن الحق أن قتل كعب بن الأشرف كان غدراً وفتكاً، فأبعد الله هذا القائل وقبح رأيه من قائل. ذهب عليه معنى الحديث والتبس عليه طريق الصواب. بل قد روى عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن»، وهو من يقتل من له أمان فجأة. قال الإمام البغوى: وكان كعب بن الأشرف ممن عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يعين عليه أحداً ولا يقاتله، ثم خلع الأمان ونقض العهد ولحق بمكة وجاء معلناً معاداة النبى صلى الله عليه وسلم يهجوه فى أشعاره ويسبه فاستحق القتل لذلك.
- وقال ابن بطال فى «شرحه لصحيح البخارى»: إن قتل محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف لم يكن بالمعاريض، وقال بعضهم: كان قتله بوحى من السماء.
- وحكى السيوطى فى «الديباج على مسلم» عن المازرى قال: قتل كعب بن الأشرف لنقضه عهد النبى صلى الله عليه وسلم، وأعان عليه وهجاه وسبه عناناً، وعن النووى قال: إن محمد بن مسلمة قتل كعب بن الأشرف بالتعريض الجائز بل المستحب، ولم يقتله غيلة.
- وقال الخطابى فى «معالم السنن»: كان كعب بن الأشرف يهجو الرسول ويحرض عليه فعاهده ألا يعين عليه ولحق بمكة ثم نقض العهد وجاء معلناً بمعاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحق القتل لغدره ولنقضه العهد مع كفره.
- وقال ابن سعد فى «الطبقات الكبرى»: كان كعب بن الأشرف من يهود المدينة الذين عاهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم على النصر والنصرة، فلما كانت وقعة بدر التى انتصر فيها الرسول وأصحابه كبت وذل وقال: بطن الأرض خير من ظهرها اليوم، فخرج حتى قدم مكة فجعل يبكى قتلى قريش ويحرضهم بالشعر على النبى صلى الله عليه وسلم ثم قدم المدينة فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «اللهم اكفنى ابن الأشرف بما شئت» فى إعلانه الشر وقوله الأشعار. وقد وقع قتل كعب بن الأشرف يوم 14 ربيع الأول بعد خمسة وعشرين شهراً من هجرة النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعنى سنة 3ه. قلت: وهكذا اختار الإرهابيون يوم الأربعاء 16 ربيع الأول سنة 1436ه تاريخاً لجريمتهم، وقد فرقت معهم فى يومين؛ حتى يخيب الله غرورهم.
2- وأما حديث أبى داود عن على أن رجلاً خنق يهودية كانت تشتم النبى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فأبطل الرسول صلى الله عليه وسلم دمها، فقد قال الحافظ الضياء المقدسى فى «الأحاديث المختارة»: إسناده منقطع. وقال الألبانى فى «صحيح وضعيف سنن أبى داود»: ضعيف الإسناد. وعلى التسليم بصحته فهو فى معنى حديث ابن عباس التالى.
3- وأما حديث أبى داود عن ابن عباس أن رجلاً أعمى كانت له أم ولد تشتم النبى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فقتلها بمعوله وضعه فى بطنها، فأهدر النبى صلى الله عليه وسلم دمها. فيقول الباحث على الشحود فى «المتصل فى شرح الشروط العمرية»: يدل كلام الإمام أحمد على أن هذه القصة هى نفسها ما ورد فى حديث على، وعلى هذا التقدير تكون المقتولة يهودية.
قلت: وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد وادع يهود المدينة بعد هجرته إليها، على أن يكون لهم النصرة ومنهم النصرة، فمن خان العهد استحق جزاءه. ثم إن المرأة التى قتلها الأعمى كانت أم ولد يعنى كان يتسرى بها بملك اليمين، ولا يجوز القصاص من الحر إذا قتل مملوكه بالإجماع لعدم التكافؤ مع قوله تعالى: «الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ» (البقرة: 178)، ولأنه يملكها فالعوض المالى سيؤول إليه، لذلك كان دمها هدراً بحكم المتعارف عليه فى القضاء مجتمعياً.
4- وأما ما روى من حديث أبى بكر الصديق عندما رفض الإذن بقتل من سبه وقال: ليس هذا لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمعناه أنه ليس لأحد أن يأذن بقتل أحد بشأن السب إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بالضرورة أن يكون معناه اختصاص عقوبة القتل للسب لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5- أنه روى عن الإمام أبى حنيفة القول بعدم قتل من يسب النبى صلى الله عليه وسلم، وإنما يستحق التعزير بضوابطه؛ خلافاً للجمهور الذين قالوا بقتله فى الجملة. واستدل الإمام الطحاوى على قول أبى حنيفة بأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقتل اليهود الذين قالوا له: السام عليكم (كما أخرجه الشيخان عن عائشة). قال: ولأن ما عليه غير المسلم من الكفر بنبوته صلى الله عليه وسلم ورسالته أشد من السب. وقد مال الصنعانى صاحب «سبل السلام» (ت 1182) إلى قول أبى حنيفة هذا وقال: ويؤيده أن كفرهم به صلى الله عليه وسلم معناه أنه كذاب، وأى سب أفحش من هذا، وقد أقروا عليه. يقول الصنعانى: وأما القول بأن دماءهم إنما حقنت بالعهد وليس فى العهد أنهم يسبون النبى صلى الله عليه وسلم فمن سبه منهم انتقض عهده فيصير كافراً بلا عهد فيهدر دمه فقد يجاب عنه أن عهدهم تضمن إقرارهم على تكذيبهم له صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم سب. إلا أن يقال يخص من بين غيره من السب.
خامساً: أن القتل فى الإسلام يقوم على أصول أخلاقية، وهذا ما يميز الدين عن غيره، فكل من يقتل دون مراعاة تلك الأصول فهو محسوب على حزب الشيطان والدين منه براء. ومن أهم أصول القتل فى الإسلام ما يلى:
(1) الإنذار أو التحذير قبل القتال، فلا خيانة حتى للخائنين، ولا غدر حتى للظالمين، ولا غيلة حتى للمعادين. قال تعالى: «وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ» (الأنفال: 58). وأخرج أبوداود والترمذى والحاكم وصححه كما صححه الألبانى عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك»، وأخرج مسلم عن بريدة أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقول لأمرائه فى الجيوش: «اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهن».
وأخرج أبوداود بسند صححه الألبانى عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان قيد الفتك. لا يفتك مؤمن»، وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبى على التصحيح عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لا يفتك المؤمن. الإيمان قيد الفتك». قال ابن الأثير: الفتك هو القتل على غفلة وغرة، ومعنى الحديث أن الإيمان يمنع المؤمن أن يفتك بأحد، ويحميه أن يفتك به.
وقال المناوى: الفتك هو القتل بعد الأمان غدراً، والإيمان يمنع الفتك كما يمنع القيد من التصرف. وقوله فى الحديث «لا يفتك مؤمن» هو خبر بمعنى النهى؛ لأنه متضمن للمكر والخديعة. قال المناوى: وأما الفتك بكعب بن الأشرف وغيره فقد كان قبل النهى عن الفتك؛ لأنه وقع سنة 3 ه. وقد أخرج البخارى عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً». وأخرج أبوداود وصححه الألبانى عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دنية أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة».
(2) تحديد هدف القتل بما لا يتعدى المقاتلين دون غيرهم؛ لقوله تعالى: «وَقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا» (البقرة: 190). وقد استدل ابن تيمية فى «مجموع الفتاوى» بهذه الآية الكريمة على تحريم قتل غير المقاتلين، ونسب هذا القول لجمهور العلماء. قال: وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء والصبيان لكونهم مالاً، والأول هو الصواب لأن القتال هو لمن يقاتلنا، ويدل عليه ما أخرجه أحمد وأبوداود بإسناد صحيح عن رباح بن ربيع، أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة فرأى الناس مجتمعين على شىء، فسأل عن ذلك فقالوا امرأة قتيل، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما كانت هذه لتقاتل. قل لخالد لا يقتلن امرأة ولا عسيفاً». والعسيف هو الأجير، أى العامل المدنى.
(3) عدم التمثيل بالقتلى وعدم تخريب البيئة، فقد أخرج البيهقى فى «سننه الكبرى» عن صالح بن كيسان أن أبا بكر الصديق لما بعث يزيد بن أبى سفيان إلى الشام كان من وصيته: لا تقتلوا كبيراً هرماً ولا امرأة ولا وليداً، ولا تخربوا عمراناً، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقن نخلاً ولا تغرقنه، ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل، ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوى عزيز». وأخرج مسلم عن شداد بن أوس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شىء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته».
ويظل التساؤل للإرهابيين والمغرورين بهم باقياً: هل ستتعظون بكتاب الله الذى وصفه بقوله: «إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ» (ق: 37).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.