عقارات منهارة، ومخلفات هدم، وأتربة تصيب الأطفال بالسعال، رجال ونساء يفترشون الأرض فوق المخلفات، معلنين رفضهم ترك منشأة ناصر، والانتقال إلى الشقق التى وفرتها محافظة القاهرة، وتقدر مساحة الواحدة ب35 متراً. أكثر من أسبوع مر على «أمل محمد»، فى الشارع مع أطفالها العشرة، الذين ينامون فوق أنقاض بيتهم المنهار، ترفض الذهاب إلى مدينة 6 أكتوبر، حيث الشقة الصغيرة التى فرضتها عليهم المحافظة، بعد أن هدمت البيت الذى تسكن فيه مع زوجها وأطفالها منذ 27 عاماً، يساعدها بعض جيرانها بإعطائها أغطية تحميها وأبناءها من البرد. «لو شقق أكتوبر تنفعنا، ونعرف نعيش فيها، ماكناش اتمرمطنا كده، ولا نمنا فى الشوارع، إحنا اتبهدلنا وبيتنا اتخرب»، قالتها «أمل» وهى تبكى، وأطفالها من حولها، مؤكدة أن الشقة مساحتها 35 متراً فقط، بينما يبلغ عدد أفراد الأسرة 12 فرداً، لا بيت ولا أثاث، هكذا وجدت «أمل» نفسها وأطفالها فى العراء: «رحت أعاين الشقة اللى خدتها فى أكتوبر، لقيتها فى حتة مقطوعة، وناس بلطجية طلبوا منى 300 جنيه فى الشهر، عشان يحمونى أنا وولادى، أجيب منين؟، خلينى هنا أحسن»، وتساءلت: «كيف نعيش فى غرفة واحدة بمنطقة غريبة، بعد أن كنا نعيش فى 7 غرف. أوضاع زينب محمد، لا تختلف كثيراً عن «أمل»، تقول: «ليه بيشردونى أنا وإخواتى، وهنجيب منين ثمن مواصلات رايح جاى من هنا لهناك كل يوم». وسط الفوضى التى عمت المنطقة العشوائية، تجلس «نجاح عيد» أعلى الجبل، تدفئ نفسها بأشعة الشمس، وتفكر بخوف فى مصيرها ومصير أطفالها، فزوجها توفى، تاركاً لها 13 ابناً، ولدان و11 بنتاً: «خايفة يمشونى من هنا». «شادى»، أحد شباب المنشية، الذى يعيش مع إخوته الخمسة يقول: «بتفرقونى أنا وإخواتى ليه؟، بتودوا 3 فى أكتوبر، و3 فى مدينة بدر. أما حامد محمد حامد، فأكد أن الحى هدم بيته، ووعده بشقة فى أكتوبر، لكن الوعد لم ينفذ: «أنا كنت ساكن فى بيت، وضحكوا علينا، رحت المحافظة أمضى على الشقة الجديدة غصب عنى، لأنى مش عايز أنقل، لقيتهم بيقولولى: مافيش حاجة باسمك، وارجع للحى تانى، وأرجع الحى يقولولى بعتنا للمحافظة».