خلال الأعوام الأخيرة تفاقمت بشكل كبير ظاهرة التغيرات المناخية، والتي صاحبها ارتفاع في درجات حرارة الأرض بمعدلات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى حدوث ظواهر مناخية خطيرة في عدد من الدول، ومن ثم بدأ البعض ينادي بتغيير نمط الحياة العامة للأفراد، في محاولة لتخفيض ما يطلق عليه «البصمة الكربونية»، للأفراد في المجتمعات. ورغم اختلاف العلماء والباحثين حول جدوى تخفيض البصمة الكربونية للأفرد في الحد من ظاهرة التغيرات المناخية، حيث يرى البعض أن تخفيض البصمة الكربونية للأفرد ستساهم في الحد من انباعاثات غازات الاحتباس الحراري، في حين يرفض آخرون تحميل الأفراد وحدهم مسؤولية خفض البصمة الكربونية، وبين الرأيين يبحث الكثيرون عن معنى هذا المصطلح، وما الذي يشير إليه، وكيف يمكن تطبيقه على أرض الواقع. تعريف البصمة الكربونية يعني مفهوم البصمة الكربونية، بحسب منظمة الحصة العالمية، هو مؤشر يتم من خلال قياس تأثير الأنشطة التي يقوم بها الفرد على كمية ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري المتمثل في النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري، الذي يتم استخدامه في عمليات إنتاج الطاقة الكهربائية، أو حتى في وسائل النقل المختلفة. وتتعدد مستويات استخدام وقياس البصمة الكربونية، فمن خلالها يمكن قياس معدلات انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون سواء على مستوى الفرد، أو على مستوى المؤسسات، أو حىت على مستوى الدول بشكل عام. دور البصمة الكربونية يمكن من خلال البصمة الكربونية التعرف على نوع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، سواء كانت هذه الانبعاثات مباشرة ناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، أو كانت انبعاثات غير مباشرة ناتجة عن الدورة الطبيعية للمنتجات التي يتم استخدامها، بداية من الاستخراج وحتى التوزيع. طرق لتقليل البصمة الكربونية بحسب مركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة، يمكن الاعتماد على بعض التصرفات الحياتية من أجل تخفيض حجم البصمة الكربونية، وكانت من أهم هذه العادات: «الترشيد في استهلاك الكهرباء، التقليل من النفايات والعمل على زيادة معدلات إعادة التدوير، استخدام مصادر الطاقة البديلة، الاعتماد على وسائل النقل الجماعي».
