«بيومى على» أو «بيبو» كما يحب أن يطلقوا عليه وكما اعتاد اسمه، هو طالب فى سن ال21 بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة القاهرة، اعتاد يوميا الذهاب للجامعة بميكروباص ككثيرين غيره من الطلاب والمواطنين، يبدأ الحكاية من وقوفه منتظرا على كوبرى بلدته العياط، ينتظر ويواجه أفكاره اليومية عن زحمة الطريق المعتادة والمنتظرة وقلة المواصلات بنوع من الصبر، يتسلى أحيانا فى الانتظار بمجالسة أصدقائه حتى يأتى الفرج ويجد نفسه داخل السيارة التى تنقله إلى حيث هو ذاهب. طبعا بمجرد أن يأتى الميكروباص يبدأ الهجوم على المقاعد الخالية «وانت بقى وحظك» وفجأة يجد بيبو نفسه بجوار سائق الميكروباص، وهو آخر مكان يفكر أحد فى الجلوس فيه، لكنه المتاح والممكن مع البعض، وتسير السيارة وتبدأ المناوشات على أغانى الكاسيت بين السائق والركاب بمن فيهم بيبو ضحية الميكروباص الذى ينظر من خلال الشباك باعثا برسالة لكل من يراهم منتظرين ميكروباصا فى الطريق تقول بوضوح «ماتركبش جنب السواق عشان هتلم الأجرة». «أديك فى الجركن تركن» ده عنوان أول أغنيات اليوم التى تنطلق من الميكروباص وسط استسلام عموم الركاب لهذا الصوت النشاز والكلمات اللى مش ممكن تكون عادية، هى خير جملة عبَّرت عن كلمات السائق التى لا تتوقف هى والأغنية لبيبو الذى أخذ يستمع وهو فى قرارة نفسه يريد أن يوقف فم السائق عن الثرثرة مثلما يقف موتور العربية عن الدوران، يقول بيبو «السواق بيحكيلى عن البنزين والكارته والكمين اللى مالى البلد ومشاكل كتيرة كأنى مش من هنا أو جاى سائح، دا غير الكاست اللى شغال أغانى حدّث ولا حرج، وكمان لما ركبت جنبه عرفت أن سيجارة السواق دى من الضروريات فإوعى تقوله اطفيها!». بيبو لا ترهقه مشاكل الدراسة ومنغصات الحياة اليومية مثل الإرهاق الذى يلقاه على يد سائقى الميكروباص فهو مثلا وهو جالس إلى جوار السائق وعندما يتحدث فى الموبايل أو يبحث فيه عن شىء فالأمر طبيعى جدا -حسب قوله- أن تجد عين السائق تبحث معك عن نفس الشىء وكأن الموبايل ملكية عامة أو أنه خريطة ترسم له الطريق أمامه. «أنت مسيّر مش مخيّر» طالما أصبحت زبونا عند سائق الميكروباص وكنت جزءا من حمولة النقل التى يحملها، ويكمل قائلا «أما بقى وانت فى الكرسى اللى جنبه فكون إنك تمد إيدك للميكروباص اللى جنبك عشان تجيب منه فكة للسواق ده واجبك ومش محتاج عليه شكر لأنك مش بتخاطر طبعا بحياتك ولا حاجة!!»، وأخيرا عليك التصرف بحنكة تامة وأنت تستعد للنزول، يقول بيبو «السواق بيقول أنا مش هاقف.. والميكروباص بيفضل ماشى ولما سيادتك تيجى تنزل بيهدّى بس.. وانت ولياقتك بقى».