جمعهم شارع واحد، وقفت مجموعة منهم فى طرفه الأول والمجموعة الأخرى على طرفه الثانى، واحدة رفضت ورفعت لافتات التنديد بالأحكام القضائية أمام مسجد السيدة زينب، والأخرى وقفت تنتظر تنفيذ الإفراج عن متهمى موقعة الجمل أمام الباب الخلفى لمديرية أمن القاهرة. فى حراسة رجاله وعدد كبير من مؤيديه خرج د. فتحى سرور من مديرية الأمن فجراً -حسب شهود العيان من أهالى المنطقة- «بعد صلاة الفجر جه مرتضى منصور ودخل المديرية وبعد نص ساعة خرج ومعاه سرور ورجب حميدة وإيهاب العمدة» حسب «محمود» قهوجى فى المقهى المجاور لمديرية الأمن. مسيرة أخرى ارتفعت دقات طبولها أمام مسجد السيدة نفيسة لتنافس أصوات «الحضرة» المقامة فى ديوان الست، المسيرة يقودها د. أحمد حرارة وتجمع فيها أنصار التيار الشعبى من السيدة زينب والدرب الأحمر والزاوية وستكتمل بمسيرة أخرى آتية من المعادى وحلوان ليكملا معاً فى اتجاه ميدان التحرير بعد صلاة العصر فى المسجد الزينبى «كان اختيار مكان المسيرة سابقاً لحكم المحكمة لم يخطر فى بالنا أن تحدث اشتباكات مع أهالى المنطقة من مؤيدى سرور» يؤكده حرارة بقوله «مافيش حاجة اسمها أنصار حزب وطنى.. أهالى السيدة أكتر ناس اتكووا بنار عيالهم اللى ماتوا فى الثورة». لافتات رفعت فى ميدان السيدة زينب تطالب بحل الجمعية التأسيسة، والحد الأدنى للأجور، والقصاص للشهداء، ولكن توقعات ما حدث من اشتباكات فى التحرير لم تكن قد مرت فى بالهم «ماكنش ممكن نتصور إن ممكن يحصل اعتداءات عشان ناس نازلة تقول رأيها حتى لو مش على هوى الإخوان» قالها أحمد سمير ممثل التيار الشعبى فى الدرب الأحمر. «ده مبارك كان أرحم» جملة انفجرت كالقنبلة وسط المسيرة، قالتها المرأة الثلاثينة وانتظرت أن يؤيدها آخرون، لكن الرد عليها كان فى اتجاه آخر «آه والله كنا عايزين حمدين» فكادت الأمور أن تتطور بعد أن أصرت على رأيها وعددت محاسن النظام السابق «ما تسيبونا نقول رأينا بصراحة مش هى دى الديمقراطية».