قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يناضل من أجل إحياء الاقتصاد، الذي ظل راكدًا منذ ثورة 25 يناير، وما أعقبها من سنوات الاضطرابات العنيفة، مضيفة أن السيسي اتخذ خطوات فاعلة في خفض الدعم الذي تجنبته الحكومات السابقة لتجنب إثارة غضب المصريين. وقال كبير الاقتصاديين في البنك الدولي شانتايانان ديفارجان، إن مصر أمامها طريق طويل لإصلاح اقتصادها قبل استعادة ثقة المستثمرين الأجانب، موضحًا، في حواره للوكالة أثناء تواجده في القاهرة، أن الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية في يوليو الماضي لخفض دعم الطاقة، رائعة، منوهًا في الوقت ذاته بالأخذ في الاعتبار أن سعر البنزين في مصر لا يزال يمثل ربع السعر العالمي. وتابع "ديفارجان"، أن عجز الميزانية في العام المالي الماضي وصل إلى 12.6% من الناتج المحلي، وربع الإنفاق يتم تخصيصه عادة للدعم الذي يذهب جزء كبير منه للطاقة، لافتًا إلى أنه "ينبغي أن يقترن خفض الدعم بتوسيع شبكة الأمان للفقراء، لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتجنب عدم الاستقرار". وطالب الحكومة المصرية، بتقديم علامات على التزامها باستعادة الاستقرار للمستثمرين المشاركين في المؤتمر الاقتصادي المزمع عقده في مارس المقبل، ومنها المزيد من خطوات خفض الدعم، إضافة إلى زيادة مصر حجم المنافسة في القطاع الخاص، منوهًا أن عددًا قليلًا من الشركات الكبيرة والتي ترتبط ببعض سياسيًا، تهيمن على ذلك القطاع، ما يخنق الفرصة على الآخرين، قائلًا: "عندما يكون شخص ما في السلطة ولديه اتصالات سياسية، من المؤكد أنه يحصل على معاملة تفضيلية". وقال خالد الطيب، عضو مجلس إدارة شركة بايونيرز القابضة للاستثمارات المالية، إن الظروف التي تمر بها مصر، لا تسمح أبدًا برفع الدعم نهائيًا عن الطاقة، محذرًا من الرفع الكلي للدعم لأنه يعرض الاقتصاد لتقلبات عنيفة تصل إلى حدود الكارثة، حسب وصفه.
