هاجمت "الجبهة السلفية" دولة قطر، متهمين إياها بالسعي لتمكين حركة 6 إبريل والولايات المتحدةالأمريكية ضد الإسلاميين في مصر. وقال الدكتور سعد فياض القيادي بالجبهة: "ترعى قطر سيناريو توافقي للحراك الثوري الحالي، حيث تهتم منذ عدة أشهر بإبراز حركات مثل 6 أبريل، وشخصيات مثل محمد كمال كرموز للثورة المصرية، مع مبالغة واضحة في التأكيد على هذا المعنى، وليس هذا فقط، بل ترعى مشروعًا لتقريب وجهات النظر بين هؤلاء وبين الإسلاميين القابلين لهذه الفكرة، وتم تسليم هذا الملف للمفكر عزمي بشارة". وتابع: "القيادات الثورية التي يتم استضافتها على شاشة القناة وتهاجم هذه الحركات بحدة يتم التوجيه بتقليل ظهورها على الشاشة، بينما التي تبالغ في التأكيد على أهمية التوافق يفرد لها الساعات، وبعض المبادرات التي جاءتنا من قيادات في قطر كانت تقترح التوافق على مجلس رئاسي يفوضه الدكتور مرسي، لا يشمل أحدًا من الإسلاميين كبادرة لحسن النية، وهذا السيناريو القطري للتوافق ليس بعيدًا عن الدعم الأمريكي، فبعض القيادات السياسية أخبرتني ذات مرة، أن السفارة الأمريكية تؤكد أن البيت الأبيض لا يعتبر أي حراك في الشارع ثورة مالم تكن 6 أبريل خاصة جزء منه. وأضاف: "هناك أطراف قوية تحاول رسم مسار الثورة من الخارج، وأن أمريكا ليست بعيدة عن ذلك، والمشكلة في دعوة أيمن نور المبكرة لتوافق لإسقاط السيسي في 25 يناير المقبل، حيث تبنى هذه الدعوة على رفع مطالب 25 يناير السابقة فقط، وهو ما يعني أمرين، التنازل عن مرسي وتقديم أيمن نور و6 أبريل لقيادة المشهد الثوري، وتحول الإسلاميين إلى مقاولي أنفار لهذه المسرحية، فحراك معركة الهوية كان مفصلي لوقف هذا التوافق القطري أو على الأقل إثبات مسار ثوري يستمر بسند سابق ضد الواقع القادم، ولذلك لم يكن إجهاضه هدفًا في ذاته وإنما التراجع عنه أو تفريغه مع التأكيد على أنه لا قيمة حقيقية للداعين إليه، واعتبارهم خارج مكونات الثورة، والمشكلة إذا ليست في التوافق كقيمة وإنما في أجندة مفروضة لهذا التوافق تتجاهل دماء وتضحيات الإسلاميين لعشرات الأشهر، وتطالبهم بتسليم ثورتهم للمندوب السامي الجديد، ويبقي أن أقول أن آخر ما سمعته من الدكتور محمد علي بشر، هو رفض تصحيح الانقلاب لنفسه، حسب زعمه وأن أي تغيير شكلي لا يحقق مطالب الثورة، فلا بديل عن استكمال المسار الثوري، ولا عودة للمسار الإصلاحي فرج الله عنه".