بعد الهدوء الحذر الذي خيَّم على الشوارع في يوم دعوات الإخوان بمظاهرات 28 نوفمبر لما أسموه "الثورة الإسلامية"، قرر مجموعة من طلاب الإخوان بالصف الثانوي أن تمنحه بعضًا من التشويق والإثارة واخفاء فشل أنصار جماعتهم الإرهابية وراءها، معلقين على كوبري الفاروق بالمعادي لافتة تحمل "انتفاضة الشباب المسلم"، في تصعيد جديد ضد براءة "مبارك" في "قضية القرن". وقف "علي"- شاب إخواني- يتابع مشهد تعليق زملائه اللافتة من بعيد، في حراستهم من أي هجوم أمني لما يفعلونه، "اللي معملنهوش في 28 هنعمله النهاردة، إحنا منزلناش إمبارح عشان يبقى تمويه عشان كنا متأكدين إن 29 هي اللي فيها كل البلاوي، وبراءة مبارك دي كارثة ومش هنسكت عليها"، تنظر عيناه يمينًا ويسارًا مترقبًا من حوله، "إحنا نزلنا والدنيا فاضية بدري عشان نعلقها قبل ما الشارع يبقى زحمة، وقررنا أول ما الحكم يطلع ولو براءة هنولعها ويحصل اللي يحصل". توعَّد "علي" بالاستمرار في إثارة الرعب والشغب، لحين انتصارهم وخروج الرئيس المعزول "مرسي" من السجن: "زي ما خرَّجوا مبارك من قضية قتل المتظاهرين براءة، يطلَّعوا ريسنا مرسي كمان براءة، لأنه شرعيًا مرسي الرئيس الحالي للبلاد وبقى رئيس بالصندوق باختيار الشعب كله، ولو مخرجش براءة هنخربها"، لم يفصح الشاب ولا زملاؤه عن فعاليتهم لإثارة الرعب، بل أكد أنها ستكون مفاجئة: "هنعلَّق انتفاضة الشباب المسلم في كل مكان، هتلقونا في كل حته طالعين ومش هنسيب حقنا، رجعوا الشرعية مصر إسلامية". التهديدات وتعليق طلاب الإخوان لافتة "انتفاضة الشباب المسلم" على الكوبري، لم تحرِّك ساكنًا في محمد المنشاوي، أحد سكان المعادي، مقررًا الإبلاغ عن أي مشهد رعب يقع أمامه من أنصار الإخوان، "طلاب مش طلاب هبلغ عنهم، أول ما خرجت ولقيتهم على الكوبري بيعلقوا اللافتة بلغت البوليس لقيتهم مشيوا، ما هما آخرهم كبير وصغير يعمل العملة ويجري وبعد ما عدا 28 نوفمبر بسلام ده أكبر دليل إنهم ولا حاجة وأي كلام".