"عايزين يحرموني من الدنيا الحلوة ديا، عايزين يبعدوني ومش صابرين عليا".. الصبوحة "العاشقة الغلبانة" في حب الحياة، عاشت حياتها "ع البساطة" مستعجبة من استعجال موتها بشائعات طالتها منذ عبورها سن الخمسين، بروحها فتاة تغنى "على الحب" ونحن "نقعد نستمع"، مع تمايل الشعر الفاقع لونه منسابًا أو غجريًا، حتى في حزنها يظل جمهورها يداعبها ب"يا دلع دلَّع"، ويواسيها في الشائعات ب"روح على مهلك". حب الناس لها "لف بحور ياما"، بعد أن غنت "الشحرورة" على مسارح عالمية أخرى، كأرناغري في نيويورك ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا و قاعة ألبرت هول بلندن، وشاركت في الكثير من المهرجانات. لم تكتف بذلك، حتى أصبحت ثاني فنانة عربية بعد أم كلثوم تقف على خشبة مسرح الأولمبيا في باريس في منتصف سبعينات القرن الماضي، مع فرقة روميو لحود الاستعراضية. رغم أنها "قابلت كتير وشافت كتير" ظلت تبحث عن "حبيبها الأمير"، في زيجاتها التسع المعلنة، القادر على عشقها في "القرب والبعد" ويكون "زي العسل" على قلبه هواه، ظلت بداخلها أحلام الطفلة الشقية جانيت جرجس الفغالي، التي تزوجت في عمر ال19 من نجيب شماس والد ابنها، حتى الانفصال لتتزوج من أنور منسي الذي أنجبت منه ابنتها هويدا، وبعد طلاقها بساعات تزوجت من الفنان رشدي أباظة، ثم المذيع أحمد فراج، والنائب السابق يوسف (جو) حمود، والفنان الراحل وسيم طبارة، والفنان فادي لبنان، و"ملك جمال لبنان"عمر محيو، وآخرهم جوزيف غريب، تعددت الزيجات وماتت الشحرورة وهى "ما بدها قصور ولا جاه بس بدها عاشق تهواه، يغمر قلبها بحب كبير". ذهبت دون أن "تعدي وتسلم" على أحبابها، مخلفة رصيد من أدوار البطولة في أكثر من 83 فيلم مصري ولبناني، وأكثر من 27 مسرحية، وأطربت بصوتها العذب الرنان جمهورها العربي بأكثر من 3000 أغنية، ولم تتوقف عن الشدو إلى حين أقعدها المرض قبل سنوات قليلة، بعد شهرتها بغناء المواويل والميجانا والعتابا والأغنيات البلدية الفولكلورية ومن ثم الأغنية المصرية، وغنت لكبار الملحنين مثل محمد عبد الوهاب وزكي ناصيف والأخوين رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي. "جو حمودي" أكثر زوج أحببته و"فادي" كان الأطول عمرًا في زيجاتها ظلت معه 17 عاما، لا تخشى الاعتراف بأنه تركها بعد حب فتاة أخرى، و"رشدي أباظة" ظل يبعث لها حتى موته وردة حمراء كل يوم، وكان الوحيد "اللائق لها"، وهى التي لم يفهمها أحد حتى ولدها "الطبيب النفسي"، ليكن حب الوطن أساسها يليه حب الميكروفون. "بس أما ودعكم ما تزعلوا، قولوا راحت مطرح كتير حلو" .. رسالتها الأخيرة التي وجههتها لجموهرها عبر برنامج "آخر من يعلم" على قناة MBC في 2010. مثلما طلت شمس الصبوحة في نوفمبر 1927 غابت الدلوعة صباح نوفمبر 2014 عن عمر ناهز 87 عاما، في موطنها لبنان تاركة "سلامتها" لمصر التي استقرت فيها منذ عام 1943 لسنوات طويلة، منذ أن أثارت انتباه المنتجة السينمائية الشهيرة، آسيا داغر، التي عمدت إلى فتحت لها أبواب القاهرة، حتى حصلت على الجنسية المصرية.