قال الشيخ عادل نصر، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، إن أعداء الإسلام وجدوا في جماعات التكفير والتفجير والعنف من الخوارج من أمثال "داعش" بغيتهم، فهم قتلوا المسلمين، ومزقوا ديار الإسلام، وشردوا أهلها، وشوهوا صورة الدين. وأوضح "نصر" - خلال مؤتمر الدعوة السلفية بالقاهرة الكبرى اليوم؛ لمحاربة الأفكار المنحرفة - أن خطر الفكر التكفيري بدأ في الأمة مبكرًا، وأن بدايته كانت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على يد ذي الخويصرة الذي اعترض على النبي، وقال له "اتقي الله واعدل"، فقال النبي: "ويحك ألستُ أحق أهل الأرض أن يتق الله" ثم انصرف، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج من ضئضئ هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم". وقال "نصر": إن "خروج أصحاب هذا الفكر كفرقة ضالة منحرفة ظهر في عهد على بن أبي طالب - رضى الله عنه - حيث اعترضوا عليه واتهموه أنه حكم الرجال في دين الله وقالوا: "إن الحكم إلا لله" فقال علي (كلمة حق أريد بها باطل)". وأوضح "نصر" أن هذا هو دأب أهل الباطل يدفعون الشعارات التي تدغدغ عواطف البسطاء من الناس، مؤكدًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر صفاتهم التي منها أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، وأنهم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، وأنهم يجتهدون في العبادة يحقرُ أحدكم صيامه إلى صيامهم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، ومع ذلك يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وأشار "نصر" إلى أن فتنتهم كانت عظيمة فقاتلهم علي - رضى الله عنه - يوم النهروان، بعد أن فند شبهاتهم هو وابن عباس - رضى الله عنه - فقال رجل ساعتها: "الحمد لله الذي قطع دابرهم"، فقال "علي" بفراسته ونظرته الثاقبة: "إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء"؛ يشير إلى أن خطرهم لن يتوقف وسيظهرون بين الحين والأخر لتصطلِ الأمة بنيرانهم. وتابع متحدث "الدعوة السلفية"، فها نحن اليوم نرى ذلك في "داعش" وأخواتها من جماعات التكفير التي لا تراعي للمسلم حرمة ولا يُعملون سلاحهم إلا في أهل الإسلام بل أهل السنة.