بدأت قوات الجيش، تحركاتها لإنشاء المنطقة العازلة على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، للقضاء على عمليات التهريب ومنع تسلل الإرهابيين، ودعت القوات، ظهر أمس، أهالى الشريط الحدودى لترك منازلهم مقابل منحهم تعويضات ضخمة. وقال مصدر أمنى إن القوات تحاورت مع أصحاب 820 منزلاً، ومئات المزارع ممتدة على ما يقرب من 910 أفدنة، تقع فى الشريط الحدودى، وطالبتهم بتركها مقابل تعويضات كبيرة، لإقامة منطقة عازلة بطول 13 ألفاً و500 متر، وبعرض 500 متر، على أن تتخللها قناة مائية بعمق وعرض يصلان إلى 30 متراً تقريباً، لمنع تسلل عناصر الإرهاب وتهريب السلاح من قطاع غزةلسيناء والعكس. وطمأن رئيس مدينة رفح، اللواء محمد السعدنى، المواطنين بتخصيص القوات المسلحة مبالغ ضخمة، لتعويضهم عن منازلهم وأراضيهم، مؤكداً أنه سيتم صرف التعويضات بشكل فورى، بمجرد إخلائهم منازلهم على الشريط الحدودى. وقال «السعدنى»، فى تصريحات ل«الوطن» إن العشرات من أصحاب المنازل تجمعوا صباح أمس، أمام مجلس المدينة للمطالبة، بمنحهم فرصة لمدة أسبوع واحد، حتى يتسنى لهم جمع متعلقاتهم، مضيفاً: كما تقدم 120 مواطناً بطلبات موافقة على إخلاء منازلهم، وطالبوا بصرف التعويضات لهم، وعلمت «الوطن» أن الحكومة قررت صرف 250 مليون جنيه لأهالى المنطقة، وأن عملية إخلاء المنازل بدأت بالفعل أمس. من جانبه، قال مصدر أمنى إن بناء المنطقة العازلة، بات أمراً مهماً، لضمان تطهير أرض الفيروز من الإرهاب، خصوصاً بعدما تبين أن الإرهابيين الذين نفذوا العمليات الإرهابية الكبرى ومن بينها مذبحتا رفح الأولى، و«كرم القواديس»، قدموا من قطاع غزة. وشدد على ضرورة تعاون الأهالى، لمساعدة قوات الجيش، للثأر من منفذى مذبحة «كرم القواديس»، مؤكداً أن تدمير الأنفاق بشكل كامل، يعنى تطهير سيناء من الإرهاب، بوقف تسلل عناصر الإرهاب من قطاع غزة، بجانب تجفيف منابع مد الجماعات الإرهابية بالمتفجرات والسلاح. وأوضح المصدر أن ظهور عدة تنظيمات إرهابية بقطاع غزة، وإقامتها بالقرب من الحدود المصرية، وعلى رأسها «الدولة الإسلامية - أكناف بيت المقدس»، وهى فرع «داعش» بالقطاع، زادت من حدة المخاطر التى من الممكن أن تجلبها علينا أنفاق التهريب. وتابع المصدر: السلطات المصرية باتت أمام أمرين لا ثالث لهما للقضاء على الإرهاب فى سيناء، وهما: إما أن تتمكن السلطات من التوصل لحل جذرى يغلق أنفاق التهريب بشكل كامل وينهى وجودها نهائياً، أو يقوم الجيش بتوجيه ضربات للجماعات المسلحة المتربصة بنا بقطاع غزة، والتى تتمركز معظمها بمنطقة «دير البلح» بوسط القطاع. وأضاف: الإرهاب سيظل يهدد أمن واستقرار سيناء، إذا لم يتم تنفيذ أحد الأمرين، لذا كان خيار الأجهزة المصرية هو القضاء على الأنفاق بأى شكل، لضمان أمن سيناء، ووقف تسلل الإرهابيين. من ناحية أخرى، واصلت قوات الجيش عملية الثأر لشهداء مذبحة «كرم القواديس»، ودكت طائرات «الأباتشى»، فى ساعة مبكرة من صباح أمس، 5 بؤر خطرة تابعة لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، بالتزامن مع حملة تمشيط ومداهمات موسعة نفذتها قوات الصاعقة، وقتلت خلالها 6 إرهابيين، وقبضت على 20 آخرين بينهم 3 متورطين فى المذبحة، وحاولت عناصر الإرهاب اصطياد المركبات العسكرية، بزرع لغم أرضى على الطريق الدولى بالقرب من قرية الشلاق، الذى انفجر وتسبب فى إصابة سيدتين بدويتين. وقال مصدر أمنى إن قوات الجيش شنت، فى الساعة الواحدة من صباح أمس، حملة برية وجوية على بؤر تنظيم «أنصار بيت المقدس» بجنوب الشيخ زويد، لاصطياد المتورطين فى عملية تفجير نقطة «كرم القواديس» العسكرية، مضيفاً أن طائرات الأباتشى دكت أخطر 5 بؤر إرهابية للتنظيم، بالتزامن مع حملة مداهمات لقوات الصاعقة والعمليات الخاصة. وأكد المصدر أن القوات اشتبكت مع العناصر الإرهابية، وتمكنت من تصفية 6 منهم، والقبض على 20 آخرين، بينهم 3 متورطين فى الهجوم على نقطة كرم القواديس. واستغلت قوات الصاعقة حظر التجول، ليلة أمس الأول، وشنت أكبر حملة مداهمات منذ بدء الحرب على الإرهاب فى سيناء، وداهمت المنازل المشتبه فى اختباء العناصر التكفيرية بداخلها، ولا سيما المنازل الخاصة بأقارب الإرهابيين ببعض القرى بجنوب رفح والشيخ زويد، وقال مصدر أمنى: قرى المهدية والثومة نالت نصيب الأسد فى المداهمات، خصوصاً أنها أهم معاقل «بيت المقدس». وأوضح المصدر أن القوات اهتمت خلال المداهمات بفحص كامل للأرض بجميع الحجرات، للتأكد من أنها خالية من أى سراديب، بعدما رصدت الأجهزة الأمنية معلومات مؤكدة حول استخدام الإرهابيين هذه السراديب فى التخفى عن أعين أجهزة الأمن، وقت المداهمات. وقصفت طائرات «الأباتشى»، مساء أمس الأول، مخزنين للمتفجرات والصواريخ، تابعين ل«بيت المقدس» بقرية المهدية جنوب رفح، وقال مصدر أمنى إن الغارة جاءت بعد إبلاغ عدد من أهالى المهدية، الأجهزة الأمنية بوجود مخزنين للمتفجرات والصواريخ والأسلحة الثقيلة، التى تم تهريبها من غزة، على أطراف القرية. وأضاف: على الفور اتجهت طائرة «أباتشى» لمكان البلاغ، وقصفت المخزنين، ما أدى لحدوث سلسلة انفجارات ضخمة بسبب الكميات الكبيرة من المتفجرات والأسلحة الموجودة بهما. إلى ذلك، أصيبت، مساء أمس الأول، سيدتان فى انفجار لغم مضاد للدبابات جنوب الشيخ زويد، بالقرب من منطقة سكنية بقرية الشلاق جنوب الشيخ زويد. وقال مصدر أمنى إن العناصر التكفيرية زرعت اللغم على الطريق الدولى لاستهداف المركبات العسكرية، ولكن اللغم انفجر فجأة، ما أسفر عن إصابة سيدتين بدويتين، وُجدتا بالمنطقة بطريق المصادفة، هما صباح على سليمان «35 عاماً»، (جرح قطعى بالقدم اليسرى)، ونادية سليمان على «50 عاماً»، أصيبت بجروح قطعية ومتفرقة بالجسد والوجه وحالتها حرجة، وتم نقلهما إلى مستشفى العريش العام لتلقى العلاج.
