سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجيش يواصل «صيد الفئران» مع بدء الطوارئ وحظر التجول مصادر سيادية: قتل 16 إرهابياً والقبض على 6 مشتبه بتورطهم فى حادث «كرم القواديس» الحصيلة الأولية لعملية الثأر
واصلت قوات الجيش توجيه ضرباتها إلى جماعات الإرهاب فى سيناء، وقتلت أمس، 6 إرهابيين، وأصابت 11 آخرين، فى ضربة جوية جديدة أسفرت كذلك عن تدمير 6 بؤر إرهابية خطرة، والقبض على 6 من المشتبه بتورطهم فى مذبحة «كرم القواديس»، أثناء محاولتهم الهرب عبر منطقة الأنفاق الرابطة بين غزةوسيناء، وذلك فى ثانى أيام عملية «اصطياد الفئران» للثأر لشهداء المذبحة. وقالت مصادر سيادية مسئولة إن الحصيلة الأولية لعمليات «صيد الفئران» التى بدأتها قوات الجيش والشرطة مدعومة بطائرات «الأباتشى» والقوات المحمولة جواً والصاعقة، أمس الأول، تصفية أكثر من 16 إرهابياً، وضبط كميات كبيرة من المواد المستخدمة فى صناعة المتفجرات، بعد مداهمة أكثر من 9 بؤر إرهابية وتكفيرية. فيما قال مصدر أمنى إن مروحيات الجيش شنّت غارة جوية فى الساعات الأولى من صباح أمس، على بؤر الإرهاب بمنطقة الزراعات جنوبالعريش، وبمحيط منطقة «كرم القواديس»، ودمّرت 6 بؤر إرهابية خطيرة بقرى المهدية والجورة والمقاطعة والظهير، مضيفاً أن الطائرات قصفت سيارة دفع رباعى، كان يستقلها 6 إرهابيين على طريق قرية المهدية، مما أدى إلى تدميرها ومقتل كل من بها، مشيراً إلى إصابة 11 تكفيرياً فى اشتباكات وغارات أخرى، وتدمير سيارتين و3 دراجات بخارية دون لوحات معدنية تُستخدم فى العمليات الإرهابية. وتأتى هذه التطورات بالتزامن مع أول أيام تطبيق حالة الطوارئ وفرض حظر التجول بشمال سيناء، فور وصول عقارب الساعة إلى الخامسة مساء أمس الأول، وأطلقت جميع الارتكازات الأمنية، النار الحى فى الهواء بشكل مكثّف، لتحذير الأهالى من الخروج، تنفيذاً لقرار مجلس الدفاع الوطنى، كما أغلقت الارتكازات الأمنية الطرق السريعة والداخلية، بالمصدات الحديدية، ومشطت سيارات الجيش والشرطة شوارع رفح والشيخ زويد والعريش. وقال مصدر أمنى إن الأهالى عثروا مساء أمس الأول، على جثة مجند بمحيط نقطة «كرم القواديس»، مضيفاً أنه بعدها بساعة واحدة، عاد المجند الناجى الوحيد من المذبحة، إلى منطقة الارتكاز الأمنى وسلم نفسه لمدرعة عسكرية. وأوضح أن المجند أصيب بصدمة عصبية بعد تفجير الانتحارى سيارته فى زملائه، وتمكن من الهرب خلال الاشتباكات، واختبأ داخل مزرعة تبعد حوالى كيلومتر واحد من النقطة العسكرية. فيما نفى مصدر عسكرى ما تردد عن القبض على 3 من منفذى مذبحة «كرم القواديس»، وقال إن الأجهزة الأمنية قبضت على عدد من المشتبه بهم، وأخلت سبيلهم بعد ثبوت عدم تورطهم فى الهجوم. كما أكدت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن أصبحت على يقين كامل بمشاركة عناصر خارجية من العائدين من «داعش» و«جيش الإسلام» الغزاوى، فى عملية «كرم القواديس»، موضحة أن تلك العناصر تمكنت من الهرب إلى غزة، عبر الأنفاق التى لم تكتشفها قوات حرس الحدود، مشيراً إلى أنهم موجودون حالياً فى منطقة دير البلح، وأن قوات حرس الحدود أطلقت عملية موسعة لتمشيط كل المنازل التى تبعد لمسافة 2 كيلومتر من الحدود مع قطاع غزة، بحثاً عن فتحات أنفاق داخلها. وكشف جهادى سابق بسيناء عن اختباء عدد من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذين شاركوا فى العملية الإرهابية، داخل منازل أقاربهم ببعض القرى، وعلى رأسها قرى «المقاطعة والمهدية والتومة والظهير والجورة»، مضيفاً أنهم يستخدمون سراديب تحت الأرض بتلك المنازل للهرب من ملاحقات قوات الجيش، مؤكداً اختباء عناصر أخرى وسط مزارع الزيتون المنتشرة بجنوب الشيخ زويد ورفح، مضيفاً أن القوات المسلحة إذا حاصرت تلك المزارع، وقامت بتجريفها، ستكتشف بؤراً إرهابية بداخلها. من جهتها، أوضحت مصادر سيادية أن خطة الجيش والشرطة فى التعامل مع الوضع الأمنى ومواجهة الإرهاب فى سيناء، تقوم على عدة محاور، أولها نشر قوات إضافية ومدرّبة على الشريط الحدودى، خاصة مع ليبيا وغزة، والخروج فى طلعات جوية مستمرة على هذه المناطق لتمشيطها بشكل مستمر مع رفع حالة الاستعداد القصوى لقوات الانتشار السريع المحمولة جواً، بالقرب من تلك المناطق للتدخل فى حالة الاشتباه فى أى تحركات غير طبيعية. وأضافت المصادر أن المحور الثانى للخطة يعتمد على تسليح القوات بأسلحة أكثر تطوراً، خصوصاً مع تطور تسليح المجموعات الإرهابية، مؤكدة أنه سيتم استخدام أسلحة للتعامل الليلى مع المجموعات الإرهابية، حيث كانت قوات الجيش والشرطة تكتفى فى أوقات كثيرة بمداهمة الأوكار الإرهابية نهاراً، فيما يتعلق المحور الثالث بمنطقة الشريط الحدودى مع قطاع غزة، وهو الأمر الذى ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته للشعب أمس الأول، حيث أعلن عن اتخاذ إجراءات لتأمين تلك المنطقة خلال الفترة المقبلة. ووفقاً للمصادر، فسيتم إخلاء منطقة الشريط الحدودى على عمق معين، خاصة أن الأنفاق أصبحت المورّد الأكبر للعناصر التكفيرية والسلاح، ومن المقرر أيضاً إنشاء جدار عازل قوى أسفل الأرض يصعب اختراقه، بينما يعتمد المحور الرابع من خطة الجيش والشرطة على تكثيف وجود رجال المخابرات وسط المناطق السكنية فى شمال سيناء، لرصد أى محاولة من العناصر الإرهابية للاندساس وسط الأهالى. وأشارت المصادر إلى أن المحور الخامس يعتمد على تطوير خطة تحصين ونشر الأكمنة بشكل يصعب استهدافها، حيث سيتم دعمها بمدرعات حديثة، علاوة على قوات من الصاعقة، وتغيير أماكنها بشكل مستمر، وكذلك تغيير أماكن تحركات الحافلات الأمنية والعسكرية. وقالت إن المحور السادس للخطة الأمنية يعتمد على تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية، بحيث يتم وضع ضوابط معينة على البنوك والمنافذ الجمركية لمنع دخول أى أموال للجماعات الإرهابية، ووفقاً للخطة التى صدّق عليها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فإنه سيتم تكثيف نشاط رجال المخابرات العامة، بعد رصد العديد من شبكات التجسس لصالح دول أجنبية فى مصر، وهى الشبكات التى تتواصل مع الجماعات الإرهابية فى سيناء وغيرها. من جهة أخرى، قالت مصادر خاصة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أجرى عدة اتصالات بقيادات الجيش والشرطة صباح أمس، للاطمئنان على كل الأوضاع بسيناء، وجهود الجيش والشرطة فى مكافحة الإرهاب، مضيفة أن الرئيس أكد ضرورة الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تهديد أمن الشعب المصرى أو المساس برجال الجيش والشرطة. فى سياق متصل، بدأت اللجنة الفنية التى قرر المجلس العسكرى تشكيلها للوقوف على أسباب حادث كرم القواديس عملها بالاطلاع على تقارير أجهزة الأمن المختلفة، وذلك للتوصل إلى كل المعلومات الخاصة بالحادث وتقديم تقرير تفصيلى عنها.