الحنين إلى سوريا يقوده إلى المطعم الكائن فى 6 أكتوبر، يفرغ من طعامه فيأتيه الجرسون حاملاً فاتورة ينظر فيها ليعلم قيمة طعامه، فتجذبه عبارة أخرى كتبت بخط عريض أسفل الفاتورة «ملعون يا بشار لم تعد أسداً ولا حتى حمار»، فهم الرجل الرسالة وابتسم ابتسامة حزن على ما يحدث للأهل والرفاق فى سوريا الحبيبة، وقبل أن يغادر اتجه إلى الحمام فإذا به يمر على صورة وضعت بعناية فوق دوّاسة على الممر، سار فى خطوات عادية إلى أن لمس الدواسة، اتكأ بقدميه عليها ليسحق بهما صورة بشار الأسد. «ست الشام» مطعم سورى فى مدينة 6 أكتوبر افتتحه صاحبه «محمد كرزون» السورى المقيم فى القاهرة قبل 6سنوات، لم يجد وسيلة لمناصرة الثورة السورية فى أرض الحب والحزن سوى وضع تلك الجمل المعادية للنظام السورى أسفل فواتيره وصور بشار الأسد تدهسها أحذية زوار المطعم سواء كانوا مصريين أو سوريين، وصور شهداء الثورة السورية تزين الجدران التى كستها ألوان علم الثورة السورية. «المطعم بيقدم أقل شىء لأهلنا فى سوريا معظم من هربوا من سوريا وأتوا على مصر بيشتغلوا معانا وبنحاول نساعدهم على أد ما نقدر» المطعم جمع الثورات العربية من جميع بلدانها، فمكانه فى مصر، وأكلاته سورية، أما العمالة فمن مصر وسوريا وليبيا وتونس، يعتبره زبائنه نموذجاً فى دعم الثورات العربية ومتضرريها. «حين اشتعلت الثورة فى ليبيا فر المصريون من هونيك وأتوا عنا واشتغلوا معنا حتى استقرت الأحوال ولما عادون جم السوريين وحلوا محلهن». قالها «محمد كرزون» بلهجته الشامية ووجهه المبتسم فى حزن لا يفارقه «ما بقى شىء فى الدنيا له طعم إلا بعد ما يروح الكلب». «سوريا قلب العرب.. سوريا الحرة.. بشار الحمار.. النصر للثورة»، كلها كلمات خطت على حائط المطعم حاملة روح الثورة لكل من يدخل إلى المحل ليطلب رغيفاً من «الشاورمة» أو «ساندويتش» الفلافل السورى «تذكروا شهداءنا بالفاتحة»، آخر ما يختم به المطعم لوحاته الثورية فى انتظار النصر.