طلاب أولى إعدادي بالقاهرة: امتحان الجبر سهل، وخلصنا قبل الوقت (فيديو)    «البحوث الإسلامية» يصدر عدد ذي القعدة من مجلة الأزهر مع ملف خاص عن الأشهر الحرم والحج    الرئيس السيسي يشهد افتتاح موسم الحصاد لمشروع «مستقبل مصر»    «معلومات الوزراء» يصدر تقريرا حول سوق صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية    تراجع جماعى لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات اليوم الاثنين    رئيس جهاز مدينة بدر يتابع إجراءات تجهيز المركز الطبي بالحي السابع    النقل تكشف موعد التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات سكن لكل المصريين ومشروعات المرافق    خليل الحاج: يجب العمل على زيادة التبادل التجاري بين مصر والأردن    للمرة الثانية خلال ساعات، القسام تدمر ناقلة جند للاحتلال الإسرائيلي في رفح    عضو ب«النواب»: انضمام مصر لدعوى جنوب أفريقيا يهدف لوقف الإبادة الجماعية في فلسطين    غياب الأهلي والزمالك، مواعيد مباريات الجولة 23 لمسابقة الدوري المصري    أربع لاعبات مصريات ينضمن إلى الجولة الثالثة من بطولة العالم للإسكواش    دعبس: لا خلاف بين فيوتشر وتامر مصطفى.. وجنش من ركائز الفريق الرئيسية    مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم بالقناطر الخيرية    الحبس سنة لشاب بتهمة الإتجار في المخدرات بالعجوزة    مصرع شخص وإصابة 7 آخرين في حادث انقلاب ميكروباص بوسط سيناء    ضبط 3 عناصر إجرامية في شمال سيناء بحوزتهم مخدرات ب12 مليون جنيه    توقعات الأبراج، حظك الثلاثاء 14-5-2024، الميزان والعقرب والقوس    فيلم عالماشي ل علي ربيع يحتل المركز الرابع في شباك التذاكر    الأوبرا تحتفى ب«عمار الشريعي» على المسرح الكبير    تنفيذ 70% من أعمال إنشاء مئذنة مسجد أبو غنام الأثري بكفر الشيخ    رامي المتولي مديرا فنيا لمهرجان الغردقة لسينما الشباب، ورابحة عشيت مستشارا    شعبة الأدوية: السوق يواجه نقصا غير مسبوق في الدواء ونطالب مجلس الوزراء بحل الأزمة    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    «التعليم»: أسئلة امتحانات الثانوية العامة 2024 لن تحمل أي ألغاز    «الداخلية» تواصل الحملات على المخابز للتصدي لمحاولات التلاعب في أسعار الخبز    الخشت وحجازي يبحثان تطوير التعليم التكنولوجي وتدريب المعلمين    الآن.. جداول تشغيل القطارات الجديدة «نوم ومكيفة» ل الإسكندرية ومطروح (المواعيد والتفاصيل)    تغييرات في الحكومة الروسية وإقالة وزير الدفاع.. كيف يستعد بوتين لحرب طويلة الأمد؟    نيمار يقلد رونالدو بعد تتويج الهلال    كولر يستفسر عن حالة المصابين مع طبيب الفريق قبل موقعة الترجي    السفير الأمريكي لدى إسرائيل ينفي حدوث تغير في العلاقات الثنائية    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 16 صاروخا و35 طائرة مسيرة من أوكرانيا خلال الليل    جامعة الإسكندرية توقع بروتوكول تعاون مع مقاطعة صينية لإقامة مشاريع زراعية    العمل تشارك فى احتفالية الاتحاد المحلي لعمال أسيوط    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة محافظتي القاهرة والإسكندرية للعام المالي 2024/ 2025    الدفاع المدنى فى غزة: انتشلنا جثامين 10 شهداء من حى السلام شرق مدينة رفح    عبدالملك: سيناريو لقاء الإياب مختلف تمامًا.. ونهضة بركان سيدافع بقوة أمام الزمالك    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    الافتاء توضح حكم ارتداء المرأة الحجاب عند قراءة القرآن    أسعار الأسماك اليوم الإثنين 13 مايو 2024 في الأسواق.. كم سعر السمك البلطي؟    عقد مناظرة بين إسلام بحيري وعبدالله رشدي حول مركز "تكوين الفكر العربي"    سيناتور أمريكي مقرب من ترامب يطالب بضرب غزة وإيران بسلاح نووي    مؤلفة مسلسل «مليحة»: استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطينيين    هل يجوز التوسل بالرسول عند الدعاء.. الإفتاء تجيب    بعد تعيينها بقرار جمهوري.. تفاصيل توجيهات رئيس جامعة القاهرة لعميدة التمريض    أزهري يرد على تصريحات إسلام بحيري: أي دين يتحدثون عنه؟    لا أستطيع الوفاء بالنذر.. ماذا أفعل؟.. الإفتاء توضح الكفارة    دعاء في جوف الليل: اللهم إنا نسألك أن تستجيب دعواتنا وتحقق رغباتنا وتقضي حوائجنا    وزير التعليم: هناك آلية لدى الوزارة لتعيين المعلمين الجدد    مخاوف في البرازيل مع ارتفاع منسوب الأنهار مجددا في جنوب البلاد    منها تخفيف الغازات والانتفاخ.. فوائد مذهلة لمضغ القرنفل (تعرف عليها)    سر قرمشة ولون السمك الذهبي.. «هتعمليه زي المحلات»    وليد دعبس: تامر مصطفى هو من طلب الرحيل عن مودرن فيوتشر.. ولا يوجد خلافات    مستقبل وطن بأشمون يكرم العمال في عيدهم | صور    وفاة أول رجل خضع لعملية زراعة كلية من خنزير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التكية المَوْلَوِيَّة.. عنوان ممسوح وآثار مسروقة وذكريات ترفض أن تموت
نشر في الوطن يوم 01 - 10 - 2012

«أنا المشهور المغمور، لا أنا بالثمل ولا أنا بالمفيق، ولا أنا بالنائم ولا باليقظ، ولا أنا مع الحبيب ولا أنا بدونه، ولا أنا بالمحزون ولا أنا بالمسرور، ولو أنى أستريح للحظة فإن نفسى لا تستريح، بل إنى أستريح إن لم أذق طعم الراحة ولو للحظة»، كلمات للشاعر والفقيه الصوفى جلال الدين الرومى، لعلها تعبر بصدق شديد عن حال هؤلاء الهائمين على وجوههم، من ينشدون الخلاص من هموم الدنيا عبر التوحد مع أجرام السماء، فى محاولات لتحرير الأرواح، وتبصير العقول، يدورون ويهيمون بشغف، جمعتهم التكايا المولوية قديما، أما اليوم حين زادت حاجتهم إليها أصبحت مغلقة وبلا اسم، لا ينفذ من أبوابها سوى اللصوص يسرقون أجزاءها ويهربون!
«المركز الإيطالى المصرى للترميم والآثار.. المدرسة الفنية التخصصية»، هذا هو العنوان الذى يطالعه المار إلى جوار التكية المولوية، الواقعة فى شارع السيوفية، بالقرب من قصر الأمير طاز، قد يمر بها الزائر مئات المرات دون أن يلحظ بالفعل أنها التكية، لعل جلال الدين الرومى كان يشعر بالحال الذى ستئول إليه التكايا حين قال: «يا من تبحث عن مرقدنا بعد شد الرحال.. قبرنا يا هذا فى صدور العارفين الرجال»، فمصير ما يقرب من 72 تكية حول العالم غير واضح، كما أن الرقم غير مؤكد.
التكية المولوية فى مصر لا يفتقد بابها إلى اسمها وحسب، ولكنها تفتقد إلى أهلها أيضا، فبالرغم من عمليات الترميم والتجديد التى تكلفت الملايين لتعيد للتكية رونقها وتبث فيها الحياة من جديد على يد البعثة الإيطالية فى القاهرة، فإنه لم يعد إلا الشكل، أما المضمون أو الوظيفة الرئيسية فلم يعد أى منهما. منذ العام 1928 لم تشهد التكية سوى المؤتمر الأول للموسيقى العربية فى القاهرة، وكادت تضيع تماما فى العام‏ 1952‏ حين تم تصفية التكايا فى مصر، لكن عالم الآثار المصرى دكتور حجاج إبراهيم تدخل لتبدأ عمليات الترميم بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار والمركز الإيطالى المصرى، لتقف قصة التكية عند آخر حفلين أقيما بها فى عامى 1988 و‏1992‏، حيث أحيا ذلك الأخير بعض من الدراويش الأتراك.
الذكريات فى التكية المولوية ترفض أن تموت، فبمجرد دخول الزائر إلى المسرح الدائرى تبدأ الأفكار والمشاعر فى الاجتياح؛ مشهد ضريح سيدى حسن صدقة رفيق السيد البدوى، المدفون بالتكية، الملابس الأثرية المعروضة للمولوية، رائحة الخشب، مشهد القبة. تقلصت أعداد الزيارات، وأصبح فى حكم المستحيل أن ترى حفلا مولويا بها. رغم جودة الترميم، لم تسلم التكية من الإهمال الذى دفع اللصوص إلى اقتحامها دون عنف أو قوة، فقط نفذوا إلى الداخل، وسرقوا جزءا من كتابات القبة، التى تشمل 3 تركيبات دفن خشبية عبارة عن شرائط زخرفية عليها كتابات بخط «الثلث»، تتضمن ألقاباً وأدعية للمتوفى صاحب القبة والمدرسة، وهو أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وملحق بالتكية المولوية «مسرح الدراويش»، وتبلغ مساحة الجزء المسروق 30 فى 50 سنتيمتر.
«الدنيا واقفة، والزيارات قليلة جدا، لكن ساعات بييجى للتكية سواح، وأتراك، أصل المسرح ده مفيش منه غير اتنين بس، ده وواحد كمان فى تركيا»، تتحدث سحر، إحدى العاملات بالتكية، التى تتطوع لدى زيارة أحد المصريين بتعريفه بتاريخ التكية وأهميتها، تقول: «فوق فيه مسرح، أما تحت فيه مدرسة كان الطلبة بيدرسوا فيها فقه، وفيه ضريحين تحت لكن مش حافظة اسمهم بالظبط».
الزيارات إلى التكية نادرة، تقتصر على هؤلاء الذين يعرفونها ويقدرون قيمتها، ويسمح لهم بدخول المسرح الخشبى المستدير، الذى يواجه زائره بلوحة خضراء مميزة كتب عليها: «يا حضرة مولانا»، فيما تتزين قبة المسرح بصورة للشمس وأسراب من الطيور، توحى للمولوية الذين يدورون بأنهم ارتقوا إلى السماء وتوحدوا مع أفلاكها، تقول سحر: «المسرح ده كان واقع خالص، لكن إيطاليا رممته، وفيه معرض صور فى المكان لقبل وبعد، المدرسة والضريح أماكن مهمة لكن مقفولة من ساعة السرقة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.