سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أولاند» فى «مؤتمر باريس»: «داعش» تهديد عالمى يجب التصدى له دون إهدار الوقت.. و«سوريا» فى قبضة الإرهابيين «أسوشييتد برس»: «معصوم» أعرب عن أسفه لغياب إيران عن المؤتمر.. وبدا غير متحمس لمشاركة مصر والإمارات والسعودية فى الغارات الجوية
انطلقت، صباح أمس، بالعاصمة الفرنسية باريس أعمال المؤتمر الدولى حول «السلام والأمن فى العراق»، برئاسة كل من رئيس فرنسا فرانسوا أولاند ورئيس العراق فؤاد معصوم، وبمشاركة وفد مصرى برئاسة وزير الخارجية سامح شكرى، وشارك فى المؤتمر وزراء خارجية وممثلون لنحو 30 دولة من بينهم 10 دول عربية، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى العراق نيكولاى ملادينوف، وكذلك الأمين العام التنفيذى لدائرة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبى بيير فيمون. ويهدف هذا المؤتمر إلى تشكيل تحالف دولى للتصدى لتنظيم «داعش» الإرهابى، وتنسيق المساعدات والجهود لضمان وحدة العراق. وكان الرئيسان الفرنسى فرنسوا أولاند والعراقى فؤاد معصوم قد التقيا صباح أمس فى قصر «الإليزيه» قبل انعقاد المؤتمر الدولى حول «السلام والأمن فى العراق»، كما أفادت الرئاسة الفرنسية. ودعا الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أمس، فى افتتاحه لمؤتمر «السلام والأمن فى العراق» شركاءه الغربيين والعرب إلى التحرك دون «إهدار الوقت» للتصدى لتنظيم «داعش»، وقال «أولاند» إن «معركة العراقيين ضد الإرهاب هى معركتنا أيضاً»، داعياً إلى «الالتزام بوضوح وصدق وقوة إلى جانب الحكومة العراقية فى وقت احتل فيه تنظيم داعش مناطق شاسعة من العراق أعلن فيها الخلافة الإسلامية»، وأكد أن «داعش» يطرح «تهديداً عالمياً يتطلب رداً عالمياً»، محذراً من أن «لا وقت نهدره». وقال إن «الفوضى تصب فى مصلحة الإرهابيين، وينبغى بالتالى دعم الجهات القادرة على التفاوض والقيام بالتسويات الضرورية للحفاظ على مستقبل سوريا»، مضيفاً أن «هذه القوى هى بنظر فرنسا قوى المعارضة الديمقراطية»، داعياً إلى «دعمها بكل السبل». من ناحيته، قال الرئيس العراقى فؤاد معصوم فى كلمته بالمؤتمر إن «الإرهاب أخطر تحديات العصر» وإن «هناك تحولاً فى الفكر الإرهابى وعلينا مواجهة ذلك»، وأضاف أن استهداف الأقليات فى العراق «أمر خطير علينا مواجهته»، وأن «تنظيم داعش يمارس جرائم إبادة جماعية فى العراق». ودعا «معصوم» فى مقابلة مع إذاعة «أوروبا 1» إلى تدخل جوى سريع ضد تنظيم «داعش». وفى مقابلة له مع وكالة «أسوشييتد برس» فى باريس، عبّر «معصوم» عن أسفه لغياب إيران عن المؤتمر، كما بدا «معصوم» غير متحمس لمشاركة مصر والإمارات والسعودية فى الغارات الجوية على الأراضى العراقية، حسبما ذكرت الوكالة. وقال «معصوم» مشدداً على التقارب بين إيرانوبغداد، وكيف يمكن للتوترات بين القوى الإقليمية أن تعقّد من عملية تشكيل التحالف السنى: «ليس هناك ضرورة لأن يشاركوا فى الغارات الجوية، المهم أن يشاركوا فى القرارات التى ستصدر عن هذا المؤتمر». كما دعت فرنسا الدبلوماسيين أمس لوضع استراتيجية عالمية متسقة لمحاربة متطرفى «داعش»، وقال مسئول أمريكى إن عدداً من الدول العربية عرضت شن غارات جوية. وفى سياق متصل، أكد وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان -الذى يزور الإمارات حالياً- أن بلاده بدأت فى تنفيذ الطلعات الاستكشافية الأولى فى العراق أمس، وذلك فيما تتحرك واشنطن مع حلفائها لضرب تنظيم «داعش». وذكر الوزير أن زيارته إلى الإمارات «تأتى فى ظل ظروف بالغة الخطورة»، مشيراً إلى زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى العراق الجمعة الماضية، والتى أعلن خلالها استعداد فرنسا للمساهمة سياسياً وعسكرياً فى التوصل إلى حل للأزمة بطلب من حكومة بغداد. وقال الوزير للعسكريين الفرنسيين المتمركزين فى قاعدة «الظفرة» الواقعة جنوب غرب العاصمة الإماراتية أبوظبى «كونوا متأهبين للتدخل»، وأضاف أن «فرنسا تقف مستعدة فى هذه اللحظات المصيرية بالنسبة للأمن لأن داعش، هذه الدولة الإسلامية المزعومة، تهدد أيضاً أمن فرنسا». وأعلن مسئول فى قوات البشمركة الكردية العراقية أن أسلحة أرسلتها فرنسا بغرض مساندة القوات الكردية ضد «داعش» وصلت إلى الإقليم، وقال هلكورد حكمت، المتحدث باسم وزارة البشمركة: «بدأت قواتنا منذ أسبوعين تلقى تدريبات على يد خبراء فرنسيين على الأسلحة التى تلقتها حكومة إقليم كردستان من الحكومة الفرنسية». وحول نوعية الأسلحة، قال: «خفيفة وثقيلة والكمية جيدة والنوعية متطورة وستعزز كثيراً معنويات البشمركة فى الدفاع وملاحقة عناصر تنظيم داعش»، موضحاً أن البشمركة «بحاجة ماسة إلى مثل هذه الأسلحة». وعلى صعيد آخر، أثارت مستشارة الرئيس بشار الأسد بثينة شعبان حفيظة الرئيس الأمريكى باراك أوباما عندما حذرت عبر قناة «سى إن إن» من اختراق المجال الجوى السورى لضرب «داعش»، وقالت إن «دمشق قد تُسقط الطائرات الأمريكية. ورد «أوباما» على تلك التصريحات قائلاً: «إذا فكر الأسد وأمر قواته بإطلاق النار على الطائرات الأمريكية التى تدخل المجال الجوى السورى فسندمر الدفاعات الجوية السورية عن آخرها وسيكون هذا أسهل لقواتنا من ضرب مواقع داعش». وأكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى مجدداً، أمس الأول، أنه لن يكون هناك تنسيق مع دمشق حول ضربات جوية أمريكية محتملة ضد تنظيم «داعش» فى سوريا. وعلى صعيد آخر، اعتبر نائب وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان، أمس، أن السبيل الأفضل لمحاربة «الإرهاب» والمتطرفين الإسلاميين هو من خلال دعم الحكومتين السورية والعراقية. وأفاد مرشد الدولة الإسلامية فى إيران آية الله على خامنئى أن إيران رفضت طلباً أمريكياً للتعاون فى مكافحة تنظيم «داعش»، بحسب ما ورد على موقعه الرسمى. وفى سياق منفصل، عقد وزير الخارجية الإسرائيلى أفجيدور ليبرمان اجتماعاً، أمس، مع نظيره الأمريكى جون كيرى فى واشنطن، لمناقشة الملف النووى الإيرانى وتطورات القضية الفلسطينية، ومحاربة تنظيم «داعش».