صحراء شاسعة، يتحصِّن في أرجائها المسلحون، يعرفون جبالها جيدًا، يرتكبون عمليات شبه يومية لاستهداف رجال الأمن من الجيش والشرطة، في ظل عدم وجود غطاء جوي يحمي القوات المتراصة بعشوائية على الطرق ومداخل القرى الصحراوية، كان هذا هو حال الجيش المصري في سيناء أثناء حكم المعزول وبعد ثورة 25 يناير. خلال مؤتمر صحفي انعقد اليوم في القاهرة، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن بلاده سوف تسلِّم مصر 10 طائرات أباتشي لدعم الجيش في مواجهة الإرهاب، ومن المعروف أنه بعد الإطاحة بنظام الإخوان، وتحديدًا بعد فض اعتصاميّ رابعة العدوية والنهضة، تنبَّه الجيش المصري، لمدى أهمية وجود غطاء جوي لمطاردة الإرهابيين، وشاهد المواطنون في سيناء أول تحليق للطيران العسكري، في منتصف شهر أغسطس عام 2013، حيث كانت تقوم بعض الطائرات الأباتشي، التابعة للجيش المصري، بالتحليق على مستوى منخفض، لرصد وتصوير مواقع تابعة للعناصر الإرهابية تمهيدًا لضربها ومهاجمتها. "إيه إتش-64 أباتشي" هي مروحية هجوم أمريكية الصنع من إنتاج شركة بوينغ، وتعد طائرة الهجوم الرئيسية للجيش الأمريكي، وتتميَّز بأنها مروحية هجومية عالية التسليح، ذات ردود أفعال سريعة، بإمكانها أن تهاجم من مسافات قريبة أو في العمق، بحيث تكون قادرة على التدمير والإخلال بقوات العدو، وهي قادرة على العمل ليلًا ونهارًا وفي جميع الظروف المناخية. الأباتشي مسلحة بصواريخ "هيل فاير" المضادة للدروع وهي مجهزة بمدفع رشاش إم 230 بعيار 30 مم، وصواريخ الهايدرا 70 "مقاس 2.75 إنش" الفعالة تجاه أنواع مختلفة من الأهداف، ولديها قدرة عالية على الصمود في مواجهات عنيفة، حيث تستطيع الاستمرار في العمل حتى بعد الإصابة بطلقات 23 مم، وهي مزودة بأربع أطقم شفرات وبمحركين توربينيين من شركة جينيرال إليكتريك بقوة 1890 حصانًا لكل منهما، أقصى وزن لها يصل إلى 17650 باوند، ما يسمح لها بالوصول إلى سرعة تحليق 145 ميلس وقدرة على الطيران المتواصل لثلاث ساعات. تستطيع الأباتشي حمل 16 صاروخ هلفاير الموجه بالليزر، هذه الصواريخ لها مدى 8000 متر، وتستعمل بشكل أساسي لتدمير الدبابات والعربات المصفحة، كما يمكنها أن تحمل 76 صاروخًا "أرض جو" عيار 2.75 تستعمل ضد الأفراد والعربات ذات التصفيح الخفيف، كما تحمل 1200 قذيفة بعيار 30 مم. الأباتشي أحدثت فارقًا كبيرًا في العمليات العسكرية بسيناء، وأدت إلى سحق الإرهابيين، وأجبرتهم على الاختباء من رجال الأمن هناك، حسبما يرى اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، والذي يضيف ل"الوطن" أن الأباتشي ليست العامل الرئيسي في تطور العمليات بسيناء وسحق الإرهابيين، فعدد الجنود والأسلحة الحديثة فرقت في المعركة. ويؤكد الخبير الاستراتيجي أن الطائرة الأباتشي جزء من المعونة العسكرية الأمريكية، ولا غنى عنها في العمليات العسكرية في سيناء.