سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صراع الباحثين عن تذكرة السفر إلى «الموت» على أبواب الخطوط الجوية الليبية «ياسر»: أنا رايح وأنا عارف إنى ممكن أموت لكن مضطر عشان عيالى.. و«مخيمر»: نمت على الرصيف قدام المكتب بشنطة سفرى عشان آخد تذكرة وبرضه ما عرفتش
شهد مكتب طيران الخطوط الليبية بوسط القاهرة ازدحاماً كثيفاً من مواطنين مصريين أرادوا الحصول على تذاكر طيران لليبيا، فى نفس الوقت الذى تقوم فيه الخارجية المصرية بإرسال طائرات وسفن إلى الحدود التونسية لنقل المصريين العالقين هناك، بعد تطور الاقتتال وسيطرة الميليشيات المسلحة على مطار طرابلس الدولى. فى زاوية ضيقة من الشارع المواجه للخطوط الليبية وقف ياسر أحمد كامل، 37 سنة، عامل بناء، مع بعض زملائه يتبادلون شكاواهم ومعاناتهم اليومية للتهوين على أنفسهم، خرج من بيته فى محافظة الفيوم قبل أذان الفجر قاصداً القاهرة لاسترجاع ثمن تذكرة سفره إلى ليبيا بعد تعذر سفره بسبب إلغاء الرحلات الجوية المتجهة إلى هناك بسبب عدم استقرار الأوضاع بها، يقول «ياسر» فى غضب: «بسافر ليبيا من 10 سنين ونزلت قبل شهر رمضان فى إجازة عادية على أمل العودة إليها من جديد عشان مفيش هنا شغل، وأنا عندى 3 عيال وكلهم فى المدارس وعاوزين مصاريف، بعد انتهاء الإجازة جئت إلى هنا لتأكيد موعد السفر أبلغونى بإلغاء الرحلات الجوية فى يوم 13 أغسطس، حاولت أرجع ثمن التذكرة الموظفين قالوا هنخصم 20% من قيمة التذكرة وتعالى بعد 10 أيام خد الفلوس جيت المرة دى عشان أحجز هيدفعونى حوالى 3 آلاف جنيه، أنا عارف إن فيه حرب هناك، بس أعمل إيه، مصر مفيهاش شغل، أنا رايح وأنا عارف إنى ممكن أموت لكن أكل العيش مر، تذكرة السفر ممكن تكون تذكرة الموت». أمام مكتب الخطوط الليبية جلس محمد مخيمر جبر، 32 سنة، على الأسفلت بصحبة بعض زملائه الصعايدة، وبجواره حقيبة سفره التى أعدها منذ يومين للسفر مباشرة إلى ليبيا من القاهرة، ملامح وجه «مخيمر» مألوفة جداً ولا تخلو من البساطة والطيبة، خرج من قريته بأسيوط بعد أذان الظهر ووصل إلى مكتب الطيران مع منتصف الليل، وبات ليلته على الرصيف انتظاراً لقدوم الموظفين فى صباح اليوم التالى، مع ساعات الصباح الأولى ازدحم المكان بمئات المواطنين الذين احتشدوا أمام شباك مكتب الطيران من أجل الحصول على تذكرة، لكن الموظف طلب منه الحضور غداً لتلبية طلبه، يقول «محمد» فى حزن: «جاى وعامل حسابى إنى أسافر ليبيا على طول، عشان مصر مفيهاش لا شغل ولا فلوس، نصيبنا كدة هنعمل إيه، أنا هرجع بلدنا فى الصعيد ومش مسافر تانى بعد اللى شفته هنا النهارده فى القاهرة، 95% من الناس اللى هنا عاوزة تسافر وجاية تحجز تذاكر زى حالاتى والنسبة الباقية عاوزين يرجعوا التذاكر». ويقول عبدالقادر على، 29 سنة، من الفيوم: «أسافر إلى ليبيا منذ 10 سنوات ويوجد هناك حالياً مشكلة كبيرة لم يتحدث عنها أحد، وهى عدم وجود حماية وتأمين للمسافرين المصريين فى المطارات الليبية، حيث يقتحم المطار بعض البلطجية المسلحين من سائقى التاكسى أمام أعين أفراد الشرطة الليبية». من جانبه، يقول باتع سعد محمد، من الفيوم، أيضاً: «موظفو المكتب يجبروننا على حجز الذهاب والعودة رغم عدم حاجتنا إلى تذكرة العودة فى الوقت الحالى، حيث وصل السعر إلى 3600 جنيه، والكثير منا مضطر للحجز بعد انتهاء مدة الإجازة وتعذر سفرنا إلى ليبيا بعد إلغاء الرحلات من الجانب الليبى، وهو ما أدى إلى انتهاء مدة الدخول والخروج المسموح بها والمدونة بجواز السفر، لذلك نطلب تدخل السفارة المصرية أو وزارة الخارجية والاتفاق مع الجانب الليبى على مد فترة الإجازة لأن أسباب التأخير خارجة عن إرادتنا، وبالتالى لن نستطيع دخول ليبيا فى الوقت الحالى رغم تسديدنا مبلغ 5 آلاف قيمة الإقامة السنوية، وعشان أحجز تذكرة جيت هنا 6 مرات وكل مرة صرفت فيها 100 جنيه على الأكل والشرب والمواصلات ومع ذلك مش عارف أسافر لحد دلوقتى وإجازتى انتهت».