الشباب يحاول اللحاق بالقطار بعد نفاد التذاكر مشهد يدعو للحيرة، وجوه محبطة، قصص وحكايات مأساوية لا تنته، مسافرون افترشو ا الأرض في انتظار الفرج، إن الوضع أمام شبابيك حجز تذاكر قطارات الصعيد، وقف الكل حائرا يمني النفس بالحصول علي تذكرة حتي يتمكن من قضاء العيد وسط اسرته ولكن سرعان ما جاء الرد صادما من موظف الشباك « مفيش تذاكر لحد تالت يوم العيد « حالات من السخط والغضب جعلت عبارات السب واللعن تتعالي في نهار رمضان فعدم الحصول علي تذكرة في هذا التوقيت تحديدا يعني الإضطرار إلي خوض احد المغامرتين اما السفر إلي الأهل عبر الميكروباصات او الأتوبيسات ومافي ذلك من خطورة بالغة لعدم تحمل الطريق البري للصعيد للكثافة المرورية التي ترتفع بشكل كبير ماقبل ايام العيد ناهيك عن وقوع العديد من الحوادث بين يوم واخر وسقوط ضحايا بأعداد كبيرة نتيجة لذلك او السفر بدون تذاكر مما يؤدي إلي كثافة اعداد الركاب عن القدر الآمن للقطار « الأخبار « قررت خوض تجربة البحث عن تذكرة لقطار الصعيد لنقل صورة حية بكل مصداقية البداية كانت من رصيف 11 بمحطة مصر والذي يبدأ منه القطار رحلته حتي محافظة اسوان مرورا بكل محافظات الوجه القبلي واثناء الوقوف وسط زحام المواطنين.. العديد من الحكايات المأساوية علي شباك التذاكر فهذا شاب لم اسرته منذ اجازة العيد الماضي حيث يعمل في احد مطاعم القاهرة وليس لديه اجازات وعندما سأل الموظف عن تذكرة في احد الأيام من الخامس والعشرين من رمضان وحتي اول ايام العيد علي اي قطار وفي اي وقت وبأي درجة اخبره الموظف ان التذاكر انتهت فرد الشاب «منذ متي؟» أجاب الموظف «منذ اسبوعين « فصاح الشاب «كيف انتهت منذ اسبوعين وقد جئت للحجز منذ عشرة ايام واخبروني ان الحجز لم يفتح بعد» فرد الموظف « إحنا مش فاضينلك خلي غيرك ياخد دوره عشان نخلص « سوق سوداء ثم تقدم آخر إلي الشباك وقد بدت علي وجهه علامات الضيق والإرهاق قائلا لموظف الشباك « إعمل معروف إتصرفلي في تذكرتين علي يوم 29 رمضان معايا حريم ومش هينفع اشحططهم في المواصلات « فرد الموظف» مفيش تذاكر ياحاج « فرد بانفعال « ثم تلا ذلك مشهد آخر لرجل في منتصف العمر اقبل علي شباك التذاكر وكأنه يخاف السؤال لأنه يعرف الجواب الحتمي وعندما اخبره الموظف بانتهاء التذاكر وليس امامه إلا القطار المخصوص الذي تحجز تذاكره في نفس اليوم والذي تتعدي تذكرته الضعف رد بحسرة قائلا « يعني مفيش غير تذاكر القطر المخصوص ابو 100 جنيه خلاص هروح ميكروباص عشان ولادي اولي بفرق التذكرة وبعد انتظار طويل تمكنا من الوصول إلي شباك حجز التذاكر دار الحوار التالي : الموظف مفيش تذاكر لحد تالت يوم العيد واثناء النقاش مع موظف الشباك لتوفير تذكرة قال احد الموجودين بالمكان : لا فائدة من الجدال وبينما كان يتحدث في يده تذكره فسألته عن طريقة حصوله عليها « فأجاب « اصلي انا ليا معرفة هنا فهو اللي بيوفرلي التذاكر « فسألت مندهشة « يعني فيه تذاكر فعلا « فأجاب الشاب ساخرا « طبعا بس مش لكل الناس» وبعد ان انهيت حديثي معه اتصلت بأحد زملائي ممن لهم معارف بالمحطة واخبرته اني اريد تذكرة والتذاكر انتهت تماما فطلب مني التوجه لأحد الموظفين بالمحطة وعندما ذهبت لإحضار التذكرة والزحام الشديد مازل موجودا علي الشباك سألته إن كانت التذاكر موجودة فعلا ام انتهت « فأجاب سأحضر احد تذاكر الطوارئ « وعندما أحضرلي تذكرة علي قطار ليلي سألته عن إمكانية حصولي علي تذكرة في القطار الذي يسبقه وبالفعل سرعان ماقام بتغيير التذكرة علي موعد القطار الذي حددته في اليوم الذي حددته وبسعر ثمانية وثلاثين جنيها !! عامل البوفية وبينما كنت اتجول في محطة القطار إذا بشابين يتحدثان عن ازمة التذاكر فيقول احدهم « بس التذكرة غالية جدا مكانش في مكان تاني نجيبها ارخص من كده « فرد صاحبه « مش هتلاقي تذاكر في التوقيت ده غير عنده وعشان كده هو بيغليها زيادة عن الضعف « أثار الحوار فضولي فقطعت حديثهم قائلة « انا بدور علي تذكرة ومش لاقية خالص ومش عارفة اتصرف ازاي ممكن تقولولي جبتو التذاكر ازاي ؟» فرد احدهم « بصوت منخفض « هقولك علي حد علي الرصيف هتلاقي عنده التذاكر إللي عايزاها بس متخليهوش يقلق منك « فأجبت « وايه اللي يخليه يقلق مني « فاجاب الشاب « اصلي التذاكر ديه بيبعها من وراهم ولو عرفوا ممكن يتحبس « فأجبت مسرعة « طب هو موجود فين بالضبط « فأخبرني انه احد عمال البوفيه الموجودين علي رصيف المحطة، وسرع ان ماذهبت إليه وعندما اخبرته اني اريد تذكرة فرد وهو ينظر حوله يمينا ويسارا « عيزاها يوم ايه « فأخبرته باليوم الذي اريد فيه التذكرة فرد « موجود عندي إللي انتي عيزاه « وكلما تقدم احد المشتريين توقف عن حديثه مرتبكا سألته : « هي التذكرة بكام «؟ فأجاب بثمانين جنيها « فعلقت بدهشة « تذكرة درجة تانية لسوهاج بثامنين جنيه ليه !!» فأجاب « هتخديها ولا لأ في الف غيرك عايزها فطلبت منه ان اؤجل شراء التذاكر حتي اخر النهار كي انهي حديثي معه فأجاب « لو جيتي اخر النهار هتلاقيها اغلي من كده!!