شيع المئات من أهالى قرية «اشكر» التابعة لمركز فاقوس بالشرقية، مساء أمس الأول، جنازة الشهيد المجند محمد على إبراهيم نصر، 22 عاماً، الذى استشهد عقب احتجازه بمستشفى المعادى العسكرى لمدة 52 يوماً، إثر إصابته بشظايا فى المخ جراء إطلاق إرهابيين قذيفة «هاون» على معسكر للجيش برفح. وردد المشيعون هتافات ضد جماعة الإخوان، وحملوها المسئولية عن الحادث والعمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء، وطالبوا بالقصاص من الإرهابيين وتقديمهم للمحاكمة وإعدامهم فى ميادين عامة. وتوافد المئات من أهالى القرية من الرجال والنساء لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد. وجلست والدة الشهيد الحاجة فضيلة محمد نصر (58 عاماً) تتلقى واجب العزاء من سيدات القرية داخل حجرة بمنزلها المتواضع، وأسندت الأم المكلومة ظهرها على الحائط، ممسكة بصور نجلها الشهيد، ودخلت فى حالة من البكاء المتواصل، فيما حاولت سيدات القرية الملتفات حولها تهدئتها. «مات العريس، حرقوا قلبى عليه، حسبى الله ونعم الوكيل» بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد حديثها معنا، وتابعت: «محمد كان نور بيتنا اللى انطفى، كان سبب ضحكة العيلة وفرحتها». وتوقفت السيدة لفترة قصيرة، قبل أن تكمل قائلة: «محمد كان مخبى عليّا إنه انتقل لسيناء عشان خايف عليّا، وكان قلبى حاسس إنه هيروح منى حتى من قبل ما يدخل الجيش، وطلبت منه ما يروحش، بس هو قال لى: لا يا أُمى، ما ينفعش دى بلدنا، وإحنا رجالة وهنحميها، واللى مكتوب له حاجة هيشوفها». تتذكر الأم يوم وداع نجلها بعد انتهاء إجازته الأخيرة، قائلة: «كانت آخر أجازة نزلها فى يوم 2 رمضان اللى فات، ومشى يوم 9 بعد الفطار، وكان على الفطار بيضحك معانا خصوصاً شقيقاته، وبعدين جمع شنطته ومشى وهو فى الشارع بعد ما مشى وقف ونظر لى وقال: سلام يا ست الحبايب، وما تقفيش تبصى عليّا وأنا ماشى». وفى نهاية حديثها معنا، وجهت الحاجة فاضلة نداء للرئيس عبدالفتاح السيسى قائلة: «عاوزة حق ابنى يا ريس». وبدا الأب على إبراهيم نصر (60 عاماًً) أكثر تماسكاً، وظل يردد عبارة واحدة أثناء تلقيه العزاء: «ابنى شهيد، اتزف للجنة امبارح، زمايله قدموا لى التهنئة النهارده»، وواصل: «لله ما أخذ ولله ما أعطى». وأوضح الحاج على، فى حديثه ل«الوطن»، أن الشهيد هو الابن السادس له، وأن له ولداً و4 بنات غيره، مضيفاً أن «محمد» التحق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية عقب تخرجه فى المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بكفر صقر، وقضى 8 أشهر بالخدمة، منها 6 أشهر بالجيش الثانى بالإسماعيلية، بعدها انتُدب للخدمة برفح قبل شهرين من إصابته. وأكد أن «محمد» أخفى عليهم مسألة انتدابه إلى سيناء، حتى لا يقلقهم عليه، مشيراً إلى أنه علم بإصابة الشهيد بعد تلقيه اتصالاً قبل 54 يوماً من أحد زملائه، أخبره فيه بأنه أصيب نتيجة استهداف عناصر تكفيرية لمعسكر الجيش فى رفح، وأنه نقل لمستشفى المعادى العسكرى.