تمكن الأمن الوطنى، بالتنسيق مع الأمن العام، من القبض على المتهم الرئيسى فى «كتائب حلوان المسلحة» داخل شقة بحلوان، واستسلم المتهم مجدى محمد إبراهيم، 35 سنة، الشهير ب«مجدى فونيا»، فور مداهمة الشقة التى كان يختبئ فيها بمفرده فجر أمس، وجرى اقتياده إلى جهة أمنية تابعة لمديرية أمن القاهرة لاستجوابه أمام الأمن الوطنى. وعثرت القوات على هاتف محمول من الأجهزة الحديثة، مُحمّل عليه مقطع الفيديو المسرّب ل«كتائب حلوان المسلحة»، وبمواجهته حاول فى البداية التنصّل من جريمته والادعاء أنه لم يشارك فى الفيديو، وبمضاهاة صوته مع صوت الشخص الذى يتحدث فى الفيديو، تبين تطابق الصوت، وبعدها انهار المتهم واعترف بتفاصيل الواقعة. وقال «فونيا» أمام الجهات الأمنية التى استجوبته إنه انضم إلى تنظيم الإخوان فى أعقاب ثورة 25 يناير، وكان يتردد على الندوات والجلسات داخل مقرات حزب الحرية والعدالة بحلوان، بعد أن اقتنع بفكر هذه الجماعة وحديثها عن الحقوق والحريات والديمقراطية وانقضاء سنوات الظلم والجور التعذيب والتنكيل الذى تعرض له عدد كبير من المواطنين فى ظل حكم حسنى مبارك، وعندما اقتنع بهذه الأفكار التى كانت تتردد على ألسنة قادة الإخوان، انضم إليهم وشارك فى جميع الفعاليات السياسية والتثقيفية، حتى حدث «الانقلاب العسكرى»، على حد وصف المتهم، وبعدها قرر مشاركته فى التظاهرات والمسيرات التى كانت تخرج فى حلوان والتبين، للمطالبة ب«عودة الشرعية»، حسب قوله. وأوضح المتهم أنه كان يحضر الدروس الدينية فى العديد من المساجد التى يتردد عليها السلفيون الداعمون لمحمد مرسى، حتى فهم منهم العديد من المسائل الفقهية، وبعدها كان يذهب إلى مساجد صغيرة وزوايا فى عزبة الوالدة ليخطب فى الناس ويعطيهم دروساً دينية فى الأوقات التى تعقب صلاة المغرب خلال 4 أيام أسبوعياً. وتابع «فونيا» أمام جهات التحقيق الأمنية أن مهنته الأصلية هى «تاجر روبابيكيا»، وعمل فى هذه المهنة قرابة 3 سنوات، وبعدها اشتغل فى تجارة «الموبيليا القديمة» فى عزبة عرب الوالدة، واستغل فترة فراغه فى حضور ومتابعة دروس السلفيين، ومتزوج ولديه 8 أبناء. وكشف المتهم أنه لجأ إلى تصوير الفيديو بقصد «نُصرة المظلومين المعتقلين دون ارتكاب أى جرائم» على حد قوله. وأضاف أنه تعرف على طالب جامعى يُدعى «إسلام عنتر» الذى كان يحضر معه الدروس الدينية فى أحد المساجد بمنطقة حلوان، وتوطدت علاقتهما بعد الإطاحة ب«مرسى» وقررا تصوير فيديو لتوجيه رسالة تحذير وإنذار إلى قوات الشرطة التى تتعامل بعنف مع المتظاهرين الأبرياء والمعتقلين. وتجرى الأجهزة الأمنية مناقشات مع المتهم بشأن مصدر الأسلحة التى حملها المتهمون فى الفيديو. وقال مصدر أمنى إن المتهم «فونيا» سبق اتهامه فى قضايا مشاجرات وحيازة سلاح وسجله الإجرامى به من 4 إلى 8 قضايا متنوعة، وقوات الأمن ألقت القبض على المتهم مع 4 متهمين آخرين فى منطقتى التبين وحلوان، وتجرى عمليات استجوابهم أمام الأمن الوطنى، لمعرفة مكان هروب باقى المتهمين، والجرائم التى نفذوها، والأعمال الإجرامية التى خططوا لتنفيذها، وكيفية تصوير الفيديو وبثه على شبكة المعلومات الدولية «الإنترنت». وأضاف المصدر أن قوة من مباحث «الأمن الوطنى» شاركت عدداً من ضباط الأمن العام والعمليات الخاصة فى مداهمة منزل المتهم إسلام عنتر، 22 سنة، بمنطقة حلوان، كما ألقت القبض على متهم آخر (طالب جامعى)، بعد محاصرة منزله، ولم يبدِ المتهم أى مقاومة أثناء عملية مداهمة منزله والقبض عليه. وأضاف المصدر أن المتهم اعترف أمام ضباط الأمن الوطنى أن مؤسس «كتائب حلوان» يُدعى «مجدى فونيا» ومساعده «إسلام عنتر»، وأنهما عرضا عليه المشاركة فى الفيديو عن طريق الصور فقط، وأنه أقدم على المشاركة معهما، على أن الموضوع عبارة عن «مزحة إلكترونية» على الإنترنت، وأنكر المتهم مشاركته فى أى جرائم جنائية استهدفت قوات الجيش والشرطة، وأن كل ما فعله هو حمل سلاح نارى لا يعرف مصدره، حصل عليه من مؤسس التنظيم «فونيا» ومساعده إسلام عنتر أثناء تصوير الفيديو فى عزبة عرب الوالدة. وكان الفريق المكلف من قوات الأمن الوطنى والعمليات الخاصة قد نجح فى القبض على 5 من المتهمين بعد محاصرة منازلهم، وأنهى المصدر حديثه، قائلاً إن قوات الشرطة تلاحق 8 من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى الذين ظهروا فى الفيديو للقبض عليهم.