مصطفى الفقي: وزير التموين من أكفأ الوزراء في حكومة مدبولي    أسعار العملات اليوم الأربعاء 5 يونيو.. اعرف التحديث الجديد    أسعار الدواجن اليوم الأربعاء.. الفراخ البيضاء ب 103 جنيهات    وزير الإسكان يتابع سير العمل بمشروعات مدينة قنا الجديدة    قائمة أسعار الأضاحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024    أسعار الأسمنت اليوم الاربعاء 5-6-2024 في محافظة قنا    تعرف على أسعار التصالح في مخالفات البناء وفقا للقانون    أسعار الجمبري والكابوريا اليوم الاربعاء 5-6-2024 في محافظة قنا    أسعار الخضروات اليوم 5 يونيو في سوق العبور    مهندس يقاضي ميتا بتهمة إقالته بسبب محتوى متعلق بحرب غزة    انتشار أمني مكثف بمحيط السفارة الأمريكية في بيروت بعد إطلاق نار حولها    "لوموند": الهند تدخل حقبة من عدم الاستقرار السياسي بعد الانتخابات التشريعية    خبير يكشف رسائل اللقاء بين وزير الخارجية المصري والقبرصي    صحيفة تسلط الضوء على الانقسام بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الأصول الروسية    مجلس النواب الأمريكى يوافق على تشريع جديد يعاقب المحكمة الجنائية الدولية    موعد مباراة مالي وغانا في تصفيات كأس العالم 2026 والقنوات الناقلة    مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 5-6-2024 بالدوري المصري والبطولات العالمية    حسين علي: الأهلي يسر وفقًا لنظام إداري قوي.. والزمالك يعاني ماليًا من سنوات    حرارة أعلى من المعدلات تضرب صيف 2024.. الأرصاد تكشف توقعاتها    محافظ الأقصر يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 80٪    معلومات الوزراء: التقارير المزيفة تنتشر أسرع 10 مرات من نظيرتها الحقيقية    شاومينج يزعم تداول أسئلة امتحانات الدبلومات الفنية 2024    البحوث الفلكية تكشف موعد هلال شهر ذي الحجة    اليوم.. الحكم على أحد المتهمين بقتل عميل بنك مصر لسرقته بالعمرانية    انطلاق القافلة الطبية بقرية سيدي شبيب فوكة بالضبعة شرق مطروح    العرضي المسرحي الأرتيست كامل العدد لليلة الثالثة على التوالي    انطلاق فعاليات الاجتماع الفني لتطوير البنية التحتية للطاقة النووية في مصر بفيينا    5 نصائح من «الصحة» ل«الحجاج».. اتبعوها للوقاية من العدوى    طريقة عمل شاورما اللحمة، أكلة سريعة ومغذية    "قومي المرأة" بالمنيا يناقش طرق التعاون المشترك مع الأجهزة التنفيذية    جميلة عوض تتصدر الترند بعد عقد قرانها على أحمد حافظ (صور)    ما سبب صيام العشر الأوائل من ذي الحجة ؟.. الإفتاء: وصية الرسول    منها الحيض.. مركز الأزهر للفتوى يوضح جميع أحكام المرأة فى الحج    ما هو السن الشرعية للأضحية وهل يجوز التضحية بالتي لم تبلغ السن؟.. الإفتاء توضح    تعرف على عقوبة أفشة في الأهلي.. وموقفه من العودة للتدريبات    «معدومي الضمير وضموا لاعبين مبيعرفوش يباصوا».. ميدو يهاجم مسؤولين سابقين في الإسماعيلي    محافظ الدقهلية: توفير إيواء مؤقت ومساعدات للأسر المتضررة بانهيار عقار ميت غمر    النائبة مها عبد الناصر تطالب بمحاسبة وزراء الحكومة كل 3 أشهر    برلمانية: نحتاج من الحكومة برامج مٌعلنة ومٌحددة للنهوض بالصحة والتعليم    تعادل إيطاليا مع تركيا في مباراة ودية استعدادًا ليورو 2024    المصري البورسعيدي يكشف موعد الإعلان عن الملعب الجديد في بورسعيد    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    عربية بورش وظهور لافت ل طليقة شاكوش، مشاهد جديدة من احتفال حمو بيكا بعيد ميلاد زوجته    الإفتاء تحذر المصريين من ظاهرة خطيرة قبل عيد الأضحى: لا تفعلوا ذلك    وفد «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية يصل القاهرة لاستعراض الأوضاع الحالية في غزة    إبراهيم عيسى: المواطن يشعر بأن الحكومة الجديدة ستكون توأم للمستقيلة    برلمان سلوفينيا يوافق على الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة    البابا تواضروس: بعض الأقباط طلبوا الهجرة خارج البلاد أيام حكم مرسي    «شديد السخونة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم وتكشف موعد انخفاض درجات الحرارة    البابا تواضروس يكشف كواليس لقائه الأول مع الرئيس السيسي    البابا تواضروس ل"الشاهد": بعض الأقباط طلبوا الهجرة أيام حكم مرسي    علماء الأزهر: صكوك الأضاحي لها قيمة كبيرة في تعظيم ثوابها والحفاظ على البيئة    البابا تواضروس يكشف تفاصيل الاعتداء على الكاتدرائية في عهد الإخوان    البابا تواضروس: التجليس له طقس كبير ومرسي أرسل رئيس وزراءه ذرًا للرماد    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الميزان    حظك اليوم| الاربعاء 5 يونيو لمواليد برج الحمل    مع اقتراب عيد الأضحى.. 3 طرق فعالة لإزالة بقع الدم من الملابس    عيد الأضحى 2024 : 3 نصائح لتنظيف المنزل بسهولة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ريشة الحرية البيضاء
نشر في الوطن يوم 22 - 08 - 2014

اقتربت أيام فصل الشتاء واستعدت أسراب الحمام للرحيل من الشمال البارد للجنوب الدافئ، للحمام شكل جميل وصوته الشجى يسمى الهديل، حول عنقه ريش أبيض يبدو من بعيد كعقد من حبات اللؤلؤ تلمع تحت أشعة الشمس الذهبية، اتخذت كل حمامة مكانها فى السرب يتقدمها قائد الرحلة، وهو أكبرها سناً قام بالعديد من الرحلات واجتاز أكبر البحار والمحيطات، واجه الكثير من الأخطار ويعرف العديد من الأسرار.
ولكن أكبر سر احتفظ به هو سر الريشة البيضاء التى لم تكن تفارقه فى أى رحلة يقوم بها مهما كانت صعبة وطويلة. ريشة يضعها دائماً بين مخالبه يمسك بها وكأنه يحتضنها ويستمد منها القوة والصبر على الشدائد التى تواجهه، فهو المسئول عن حماية السرب وتوفير الأمن والغذاء له طوال الرحلة. وكلما حاولت حمامة أن تسأله عن سر هذه الريشة كانت عيناه تمتلئان بالدموع ويطير وحيداً دون أن يبوح بسره، يشق هديله سكون السماء ويتردد صداه فى الفضاء. اجتمع قائد سرب الحمام بأولاده وأحفاده وقال لهم: هذه آخر رحلة أقوم بها معكم فقد امتد بى العمر وبدأت أشعر بالضعف، لم يعد جناحاى يخفقان بنفس القوة، ولم تعد عيناى قادرتين على اختراق السحاب، لذلك سأبوح لكم بالسر الذى احتفظت به أعواماً طويلة، سر الريشة التى لا تفارقنى.. كان الكل حزيناً لأنها آخر رحلة للقائد الذى كان دائماً رمزاً للأمان، وبقدر حزنهم كانت فرحتهم بمعرفة سر الريشة البيضاء. فى المساء اجتمع سرب الحمام حول بحيرة صغيرة، قال القائد: فى هذا المكان بدأت الحكاية، كنت صغيراً وكان والدى هو قائد الرحلة وتوقف السرب ليرتاح قليلاً، وأثناء الليل سمعت هديلاً خلف البحيرة، كانت هناك مزرعة كبيرة يسكنها الحمام مع باقى الحيوانات، تجمع حولى حمام المزرعة وحكيت لها عن الرحلات التى أقوم بها كل شتاء وعن الأخطار التى تواجهنا والصعاب التى تعودنا على احتمالها، أحياناً يختطف صقر أو نسر بعضاً منا، أحياناً تفاجئنا رصاصة الصياد أو يسقط بعضنا فى البحر من شدة التعب، لكن السرب بكامله يستأنف الرحلة، تعجبت حمامة وسألتنى: كيف تستطيع الطيران كل هذه المسافات؟ خفقت بجناحى قائلاً لها: وما فائدة هذه الأجنحة التى خلقها الله لنا؟ إنها رمز الحرية التى ننعم بها، قالت حمامة أخرى: نحن نخفق بأجنحتنا تعبيراً عن السعادة والفرح، قد نطير أحياناً ولكننا لا نستطيع أن نطير عالياً مثلكم.. يا لكم من تعساء، ما هذه الحياة التى تعيشونها؟! ليتكم سعداء مثلنا، نحن لا نحتاج للبحث عن الطعام أو المأوى، لا نعيش فى خوف دائم مثلكم، وقالت حمامة أخرى: ما الذى يجعلنا نحلق عالياً فى السماء ونتعرض للمتاعب والأخطار وأمامنا الحياة الأسهل؟ يا لكم من أشقياء!
قلت لها: على العكس نحن أكثر سعادة لأننا أحرار يكفى أننا نفعل ما نريد فى الوقت الذى نريده، وبعيداً كانت هناك حمامة بيضاء صغيرة تماثلنى فى العمر تقف وحيدة تنظر إلىّ بحب وإعجاب، يشع من عينيها ذكاء وتحد. سألت حمامة من السرب: من هو أكثر سعادة؟ تثاءب الخروف وقال فى كسل: السعادة هى الراحة والكسل ونحن يأتى لنا الطعام من دون تعب، أما أنتم فدائماً فى خطر كيف إذن تشعرون بالسعادة؟ رأى الجميع شعاعين من ضوء أخضر اخترقا فجأة الظلام.. دخلت قطة مندفعة وقالت: كنت أعيش مع أسرة تقدم لى الطعام ولكنى لم أشعر يوماً بالراحة أو الأمان، هربت من مضايقات الأطفال والحبس فى المنزل، قد أتعرض للكثير من الأخطار وأبذل جهداً فى الحصول على الطعام ولكن مع ذلك أشعر مثله بالسعادة فقد أصبحت حرة، وفجأة رأت القطة أحد الفئران يجرى فاندفعت وراءه فى سعادة وهى تقول: ما ألذ الطعام عندما تبذل جهداً فى الحصول عليه، سعدت بكلام القطة ولمحت هذه السعادة فى عينى الحمامة الصغيرة البيضاء، زقزق عصفور صغير وقال لحمام المزرعة: سرب الحمام أكثر سعادة منكم، ففى كل رحلة يتعلم شيئاً جديداً ويكتسب العديد من الخبرات والصداقات، قالت حمامة: لسنا فى حاجة لبذل الجهد حتى نحصل على الطعام، سمعتها الشجرة العجوز فقالت: يقدم لكم صاحب المزرعة الطعام والشراب ليضمن لأسرته كل يوم وجبة شهية، كانت خيوط الشمس الذهبية تنشر أشعتها وبدأت أستعد للرحيل، اقتربت منى الحمامة البيضاء الصغيرة وقالت: كم تمنيت أن أكون حرة مثلكم، السماء بيتى والشمس والقمر جيرانى، هديلى يملأ الكون، أتعرض للمخاطر وأواجهها بكل شجاعة وإصرار، بكت وتساقطت دموعها على ريشة من ريشها، سقطت فأخذتها قائلاً: لن تفارقنى ريشتك البيضاء أبداً سأضعها فى قلبى وأحملها بين مخالبى وربما نلتقى مرة أخرى وتروى لك ريشتك ما شاهدت فى رحلاتها. فى هديلها الحزين قالت الحمامة البيضاء: سأنتظرك يا صديقى وحتى لو لم نلتق سأراك كلما تردد صدى هديلك فى السماء، فقد علمتنى اليوم معنى جديداً للسعادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.