استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها على قطاع غزة أمس، بعد انهيار الهدنة المؤقتة مع الجانب الفلسطينى، عصر أمس الأول، فيما عاودت فصائل المقاومة إطلاق صواريخها من غزة على الأراضى المحتلة، وارتفعت حصيلة العدوان منذ بدايته قبل 45 يوماً، إلى 2036 شهيداً و10302 مصاب فلسطينى. وعادت إسرائيل إلى سياسات الاغتيال للمرة الأولى منذ سنوات، واستهدفت منزل محمد الضيف، قائد كتائب «القسام»، إلا أنه نجا من الغارة، فيما استشهدت زوجته ونجله وأعلنت حركة «حماس» أن «الضيف» وحده هو من سيقرر ما إذا كان سكان المستوطنات المحيطة بغزة سيعودون إلى منازلهم أم لا، فى إشارة إلى الرد المتوقع من «حماس» على استهداف زوجته وابنه، فيما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن «100 صاروخ على الأقل أطلقت من غزة على إسرائيل خلال الفترة التى تلت اغتيال زوجة ونجل الضيف وحتى عصر أمس». وأعرب المتحدث الرسمى باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف، أمس، عن رفضه اتهامات فلسطينية موجهة لإسرائيل وتحميلها مسئولية انهيار المفاوضات غير المباشرة فى القاهرة. واتهمت مصادر إسرائيلية بارزة، فى تصريحات لإذاعة «صوت إسرائيل»، رئيس المكتب السياسى ل«حماس» خالد مشعل، بعرقلة وقف إطلاق النار لإفشال المبادرة المصرية. وقالت صحيفة «الحياة» اللندنية، إن «مصادر أكدت أن قطر هددت مشعل بطرده من قطر إذا وافق على اتفاق القاهرة، وهو ما أدى إلى رفض الاتفاق». من جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية -رفضت ذكر هويتها- ل«الوطن»، أن هناك أيادى خفية سعت لعرقلة المفاوضات والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين الجانبين، متسائلة: «هل من الصدفة أن يتطابق حديث وزير الخارجية القطرى خالد العطية فى منتصف شهر يوليو الماضى عن ضرورة الاتفاق على إنشاء مطار وميناء بحرى فى قطاع غزة، مع حديث القيادى فى حماس خالد مشعل الذى أعلن تمسك حركة حماس بنفس المطالب فى مفاوضاتها الأخيرة غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلى؟». وأعلن عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطينى المفاوض فى القاهرة، أن الوفد الفلسطينى أبلغ مصر مغادرته القاهرة فجر أمس، بعد العجرفة التى أبداها الوفد الإسرائيلى، مؤكداً أنهم على أهبة الاستعداد للعودة إلى المفاوضات حين يرى الوسيط المصرى الجو مهيأ لاستكمالها. وأعربت مصر عن أسفها البالغ لكسر الهدنة فى غزة، مؤكدة مواصلة المباحثات لاستئناف المفاوضات.