واصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية تبادل إطلاق النار، أمس، بعد انهيار الهدنة المؤقتة عصر أمس الأول بإطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، فى الوقت الذى قررت فيه إسرائيل الرد بعدة غارات جوية على شمال القطاع. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة ارتفعت إلى 2028 شهيداً و10 آلاف و302 مصاب فلسطينى. وعادت إسرائيل إلى سياسات الاغتيال للمرة الأولى منذ سنوات، حيث استهدفت فى غارة جوية منزل قائد كتائب القسام محمد الضيف، إلا أنه نجا من الغارة فى الوقت الذى استشهدت فيه زوجته وابنه. وأعلنت كتائب القسام، فى بيان، أن «العدو بخرقه التهدئة وارتكابه مجزرة منزل عائلة الدلو، فتح على نفسه أبواب الجحيم وسيدفع ثمناً باهظاً». وأعرب المتحدث الرسمى باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريجيف، أمس، عن رفضه للاتهامات الفلسطينية الموجهة لإسرائيل التى تحمّلها مسئولية انهيار محادثات وقف إطلاق النار فى القاهرة، وقال «إن استمرار إطلاق الصواريخ من غزة جعل استمرار محادثات القاهرة مستحيلاً». من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم سلاح الجو الإسرائيلى، أن الطيران الحربى الإسرائيلى شن ما يقرب من 60 غارة جوية منذ انتهاء الهدنة وحتى صباح أمس، فيما أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية 60 صاروخاً على الأقل تجاه إسرائيل، لم يسفر أى منها عن أى أضرار. وفى الوقت ذاته، اتهمت مصادر إسرائيلية بارزة، فى تصريحات لإذاعة «صوت إسرائيل» الإسرائيلية، رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل، بعرقلة وقف إطلاق النار لإفشال المبادرة المصرية وطرح مبادرة عربية تعاكس المبادرة المصرية. وفى الوقت ذاته، أعلن عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطينى المفاوض فى القاهرة، أن الوفد الفلسطينى أبلغ الجانب المصرى مغادرته القاهرة فجر أمس، بعد العجرفة التى أبداها الوفد الإسرائيلى وتجاهل تسليم الوسيط المصرى أى رد على المقترحات المقدمة من قبلهم، واصفاً ما حدث بأنه لا يعد انسحاباً من المفاوضات، وأن الوفد الفلسطينى على أهبة الاستعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات حين يرى الوسيط المصرى الجو مهيأ لاستكمالها من جديد. وقال «الأحمد»: «رغم أن التهدئة قد انهارت قبل عدة ساعات وسبقها مغادرة الوفد الإسرائيلى عصر أمس الأول، كان الوفد الفلسطينى موجوداً ما زال يتشاور عبر الوسيط المصرى، وهذا يدلل على أن هناك قراراً إسرائيلياً مبيتاً بإفشال المفاوضات». وأكد «الأحمد» أن الوفد الفلسطينى أبدى مرونة عالية فى المفاوضات، وقد قدمنا سلسلة مقترحات حتى عصر الاثنين حين سلمنا الوسيط المصرى ورقة متكاملة تحوى رأى الوفد الفلسطينى النهائى، ولكن الجانب الإسرائيلى لم يرد، مضيفاً: «وكان واضحاً أن نتنياهو لا يريد السلام، وكل التصرفات الإسرائيلية إبان المحادثات كانت تؤكد صحة معلوماتنا منذ اليوم الأول بأنها غير جادة فى التوصل إلى اتفاق شامل مع الوفد الفلسطينى». من جانبها، أعربت مصر عن أسفها البالغ لكسر الهدنة فى قطاع غزة واستئناف إطلاق النار وتجدد أعمال القصف بين إسرائيل والقطاع. وأكدت وزارة الخارجية، فى بيان أمس، أنها «تواصل اتصالاتها الثنائية مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى لحثهما على الالتزام مجدداً بوقف إطلاق النار وللاستمرار فى الانخراط بشكل إيجابى فى المفاوضات». من جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية -رفضت ذكر هويتها- ل«الوطن»، أن هناك أيادى خفية سعت لعرقلة المفاوضات والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين الجانبين، متسائلة: «هل من الصدفة أن يتطابق حديث وزير الخارجية القطرى خالد العطية فى منتصف شهر يوليو الماضى عن ضرورة الاتفاق على إنشاء مطار وميناء بحرى فى قطاع غزة، مع حديث القيادى فى حماس خالد مشعل الذى أعلن تمسك حركة حماس بنفس المطالب فى مفاوضاتها الأخيرة غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلى؟».