سادت حالة من الهدوء، أمس، بين إسرائيل وحركة «حماس» فى قطاع غزة، بعد أن دخلت الهدنة المؤقتة الجديدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ، بعد تواصل الوسيط المصرى مع الجانبين للوصول إلى اتفاق التهدئة المؤقت، فى محاولة لإعادة المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين للتوصل إلى تهدئة دائمة تُنهى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، بعد سقوط ما يقرب من 2000 شهيد فلسطينى. ودعت مصر الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى إلى الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار الجديد، فيما قالت وزارة الخارجية إن «الهدنة تأتى من أجل تهيئة الأجواء لتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية اللازمة وإصلاح البنية التحتية»، داعية الطرفين إلى «استغلال تلك الهدنة فى استئناف الجانبين للمفاوضات غير المباشرة بصورة فورية ومتواصلة، والعمل خلالها على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل ودائم». من جانبه، قال وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلى يوفال شتاينيتز، للإذاعة العامة الإسرائيلية، إنه يجب توخى «الحذر الشديد» قبل معرفة ما إذا كانت الهدنة ستصمد أم لا، فيما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، بالوقف الجديد لإطلاق النار وحث الطرفين على العمل من أجل هدنة أطول، معرباً عن «أمله الكبير بأن يُعطى هذا الأمر للطرفين، وبرعاية مصر، فرصة أخرى للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم من أجل مصلحة المدنيين وأن يكون نقطة انطلاق للطرفين كى يعبرا عن مطالبهما». وقالت القناة «العاشرة» الإسرائيلية، إن وفد المفاوضين الإسرائيليين وصل أمس إلى «القاهرة» لإجراء دورة جديدة من المحادثات غير المباشرة مع الفلسطينيين، استجابة إلى الجهود المصرية المضنية، من أجل إعلان جعل وقف إطلاق النار ل72 ساعة هدنة دائمة فى قطاع غزة، وكان المفاوضون الفلسطينيون حذروا، أمس الأول، من أنهم سيغادرون «القاهرة» ما لم يحضر الوفد التفاوضى الإسرائيلى، الذى غادر عقب انتهاء الهدنة الأولى يوم الجمعة الماضى، إلى العاصمة المصرية لاستئناف المفاوضات غير المباشرة حول تهدئة فى قطاع غزة، وتقديم كل طرف مطالبه إلى الطرف الآخر. وتتركز مطالب الوفد الفلسطينى على فك الحصار عن غزة ووقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة إلى المواقع التى كانت فيها قبل الحرب، فيما تعد أهم مطالب إسرائيل نزع السلاح من حركة «حماس» ومنعها من بناء أى أنفاق جديدة. ومن جانبه، أكد رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» خالد مشعل، ل«فرانس برس» من مقره بالعاصمة القطرية«الدوحة»، أن «الحركة مصممة على أن أى هدنة دائمة يجب أن تؤدى إلى رفع الحصار عن قطاع غزة»، معتبراً أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فشل فى تحقيق أهدافه. وقال «مشعل» إن «الهدنة هى إحدى الوسائل أو التكتيكات، سواء لغرض توفير مجال مناسب لإنجاح المفاوضات أو من أجل تسهيل إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة»، موضحاً أن «الحرب على غزة من أهم نتائجها حتى قبل أن تنتهى، أن رفع الحصار أصبح حاضراً على الأجندة الإقليمية والدولية»، مؤكداً فى الوقت ذاته أن الاتصالات مع إيران و«حزب الله» اللبنانى لم تتوقف أبداً، مشيداً بدور «قطر» التى تستقبله منذ أن غادر سوريا عام 2012. وفى سياق متصل، استُشهد شاب فلسطينى من نشطاء حركة «فتح» برصاص الجيش الإسرائيلى، صباح أمس، فى بلدة قبلان شمال الضفة الغربيةالمحتلة، إثر تبادل لإطلاق النار عندما حاصره الجيش الإسرائيلى فى منزل لساعات، حسبما أعلنت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان.