عائلة فلسطينية تمر بجوار قوة إسرائيلية تستعد لعملية مداهمة ساد الهدوء أرجاء قطاع غزة أمس مع دخول الهدنة الجديدة التي اقترحتها مصر لثلاثة أيام بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل حيز التنفيذ، علي أن يبدأ المفاوضون العمل علي تحويلها إلي هدنة دائمة تنهي الهجوم الإسرائيلي الذي أوقع حوالي ألفي شهيد في غزة. وأمضي أهالي القطاع ليلة هادئة استسلموا خلالها للنوم لأول مرة منذ أيام دون سماع دوي الانفجارات والغارات الإسرائيلية، ومع بزوغ الشمس امتلأت شوارع غزة بالحركة لاسيما في الأسواق والأماكن العامة. وسارع أصحاب المحلات التجارية لفتح أبوابهم، وضجّت شوارع غزة بحركة السيارات، ولوحظ حرص مئات العائلات الفلسطينية علي مغادرة أماكن الإيواء، لاسيما المدارس والعودة إلي منازلهم في المناطق الحدودية شرقي القطاع. ولم يتم إطلاق أي صاروخ من قطاع غزة نحوالأراضي الإسرائيلية فيما لم يشن الطيران الإسرائيلي أي غارة علي القطاع منذ بدء سريان الهدنة كما أعلنت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي. لكن الوزير الإسرائيلي المكلف بشؤون المخابرات يوفال شتاينيتز قال للإذاعة العامة الإسرائيلية انه يجب توخي «الحذر الشديد» قبل معرفة ما إذا كانت الهدنة ستصمد. ورحب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بوقف إطلاق النار وحث إسرائيل وحماس علي العمل من أجل التوصل إلي هدنة أطول. وأعرب المتحدث باسم بان كي مون عن «أمله الكبير في أن يعطي هذا الأمر للطرفين وبرعاية مصر فرصة أخري للتوصل إلي وقف إطلاق نار دائم من أجل مصلحة المدنيين وأن يكون نقطة انطلاق للطرفين كي يعبرا عن مطالبهما». وحذر جيمس رولي، أكبر مسئول إنساني للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، إسرائيل من أن نزاعا جديدا سيندلع علي الأرجح في غزة إذا لم ترفع الدولة العبرية حصارها عن القطاع الفلسطيني. وكرر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية موقف الحركة بضرورة رفع الحصار عن القطاع. وعن اتفاق التهدئة لمدة 72 ساعة الذي توصل إليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي قال مشعل إن «الهدنة هي إحدي الوسائل أوالتكتيكات سواء لغرض توفير مجال مناسب لإنجاح المفاوضات أومن أجل تسهيل إدخال مساعدات إغاثية إلي قطاع غزة». وأضاف أن «الهدف الذي نصر عليه هوتلبية المطالب الفلسطينية وان يعيش قطاع غزة بدون حصار هذا أمر لا تراجع عنه». وبينما ساد الهدوء قطاع غزة أمس شهدت الضفة الغربية مواجهات مع الجيش الإسرائيلي حيث قتل شاب فلسطيني ينتمي لحركة فتح وأصيب 5 آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة قبلان، بنابلس، شمالي الضفة الغربية. وقال مسئول طبي إن الشاب قتل بعد محاصرة الجيش الإسرائيلي منزلاً تحصن فيه، حيث أطلق الجيش قنابل متفجرة، ورصاصا حيا بشكل كثيف تجاه المنزل، وهدمت القوة أجزاء من البيت الذي تحصن فيه الشاب، بواسطة جرافة عسكرية.