وسط صوت التسبيحات التي ينشدها أفراد فريق "الخبر السار" بزيهم الأبيض شبه الملائكي، تقدم المطران فيليب نجم، موكب رؤساء الكنائس في مشهد مهيب، أثناء دخولهم كنيسة السيدة العذراء، الأمل المتبقي لهم بعد فشل الحكومة العراقية والمجتمع الدولي في إيجاد حل لمأساة أصحاب الديانات المختلفة، وحمايتهم من خطر "الفكر الداعشي". جاء ممثلو الكنائس لأجل الصلاة، ورفعوا أيديهم إلى الله، يتقدمهم المطران فيليب نجم ممثل الكلدان بمصر، وجان بول جال سفير الفاتيكان بمصر، والبطريرك إبراهيم إسحاق، للأقباط الكاثوليك، والأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفي، والقس بيشوي حلمي، الأمين العام لمجلس كنائس مصر، والدكتور صفوت البياضي، رئيس الكنيسة الإنجيلية بالكنيسة، والقس سامح موريس، راعي كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية، والأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الجيزة والفيوم للأقباط الكاثوليك، والمطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، والأنبا بطرس، الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وجورج بكر، النائب البطريركي العام في مصر والسودان للروم الكاثوليك، والمطران يوسف حنوش، رئيس طائفة السريان الكاثوليك، وعادل شكر الله، مندوبا عن المطران منير حنا من الكنيسة الأسقفية. "اليوم نقف في الثغر من أجل المسيحيين المهجريين والمذبوحين والمشردين، فهناك 100 ألف مسيحي و900 الف مسلم ويزيدي، والله علمنا ان نقف من أجل الجميع، ونصلي أن يرفع الله الظلم والألم"، مطالبا بالتبرع لكل المشردين على الحساب الخاص بهم.. بهذه العبارات وجه القس سامح موريس، كلمته الى الحاضرين للصلاة، مضيفا "نمد أيدينا لكم أيها المشردين، وبجانب قافلة العطاء التي سوف ترسل نقف نصلي من أجلكم" . وشدد "نحن نقوم بالدور الأقوي وهو الصلاة، فالصلاة ليست سلاح الضعفاء، وبجانب الصلاة حان الوقت لدور الإيمان أن الله موجود ويجازي الذين يطلبونه"، مستشهدا ب"استجابة الله لصلاة الكنيسة وقت الأزمة، فعزل ملوك ونصب ملوك، فالصلاة هي القوة والتي تستطيع أن تعمل المستحيل". واختتم كلمته متمنيا للأشرار: "الرب يهدي قلوبكم الي محبة الله والتي هي الينبوع الحقيقي للحب"، وطالباً للكنيسة أن "تتحلي بصبر المسيح حتي تعبر الأزمة". ودعا الأب رفيق جريش لأجل رفع المعاناة عن مسيحيي العراق "اليوم ندعو الجميع بأن يمد يد العون للمتضررين والمشردين من أهل العراق". ولم يفت المطران كريكور كوسا، بطريرك الكاثوليك الأرمن بمصر، عن تذكير الحضور بما حدث للأرمن على يد الأتراك، في المذبحة التي راح ضحيتها مليون ونصف المليون أرمني. وترنم كريكو باللغة الآرامية، بترنيمة أهداها لمسيحيي العراق، تقول كلماتها: " يارب ارحم يا رب ارحمنا، نطلب منك أن تساعدنا، وفي الإيمان تثبتها وبالروح القدس تجعلنا نحب أعدائنا ونصلي لأجلهم".
