سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإعلام فى مصر: قليل من «المهنية».. كثير من «الانفلات» «مكاوى»: الإعلام به قدر كبير من الخروج على المهنية.. و«علم الدين»: بعض الإعلاميين يستخفون بالقضايا «العربية - العربية» المهمة
«حرب أهلية إعلامية» تعبير وصف به أستاذ الصحافة محمود علم الدين أداء الإعلام المصرى منذ 25 يناير وحتى الآن. وصف لا يبتعد كثيراً عن اتهامات بعض الباحثين والخبراء لوسائل الإعلام بالمساهمة فى زيادة حالة «الاستقطاب» وتعميق الخلافات السياسية داخلياً وتوتير العلاقات المصرية مع بعض الدول العربية. مما استدعى مناداة بعض أساتذة الإعلام بضرورة وضع ميثاق شرف يلتزم به القائمون على الإعلام فى مصر. الدكتور حسن عماد مكاوى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، قال إن أداء الإعلام فى مصر بات يتسم بقدر كبير من «الانفلات والخروج على المعايير المهنية» أكثر منه قبل يناير 2011، مشيراً إلى حاجة الإعلام فى مصر إلى «كتابة ميثاق شرف إعلامى والالتزام به كوسيلة لضبط الأداء بما يتوافق مع قيم وتقاليد المجتمع، وهو أمر شائع فى كل الدول». وحول مواثيق الشرف الإعلامية فى الخارج، يتابع «مكاوى»: «المعنىُّ بوضع مواثيق الشرف المهنية هم الإعلاميون لأنهم الأقدر على تحديد الضوابط التى يمكنهم العمل تحتها وتقديم المنتج الإعلامى للجمهور بحرية وإنصاف وعدالة وموضوعية إلى آخره» كما تُعنى النقابات الرسمية أو المجلس الأعلى للإعلام بمحاسبة الخارجين على تلك المواثيق، بحسب «مكاوى». ويشير «مكاوى»، العميد السابق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، لملاءمة البيئة التشريعية والدستورية للبدء فى كتابة الميثاق الإعلامى حيث «ورد فى الدستور ضرورة وجوده وأهم متطلباته وتحديد الجهات الرسمية المنوطة بضبط الأداء الصحفى». ويرى «مكاوى» أن «تطبيق مواثيق الإعلام على كافة وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية أمر ضرورى لأنها مختلفة فى شكلها ومتفقة فى الجوهر، وكذلك لا بد أن تُطلق معايير الميثاق على الإعلام الرسمى والخاص والحزبى». وينعكس ضعف التأهيل الأكاديمى لغير خريجى «الإعلام» من العاملين فى وسائل الإعلام على أدائهم المهنى، بحسب «مكاوى»، وهو ما يستدعى «كتابة الميثاق فى أسرع وقت ممكن، حتى لا يبقى الإعلام فى مصر (سداح مداح)». ويصف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود علم الدين بعض الإعلاميين بأنهم يخوضون «حرباً أهلية إعلامية لن تفيد وإنما تضر بمصداقيتهم». أخطاء كثيرة، بحسب «علم الدين»، يقع فيها إعلاميون منها «تهوين بعض الأمور وتهويل أخرى، وإعطاء وزن غير حقيقى لبعض القوى السياسية، وإعادة تدوير الشخصيات الفاعلة حيث لا نرى إلا 30 أو 40 شخصية سياسية فى كل البرامج وهم رغم أنهم جيدون فإنهم ليسوا رموز الحياة السياسية فى مصر». ويقترح «علم الدين» تنظيم الإعلام على مستويين «الأول: إصدار القوانين المنظمة للمجالس الإعلامية الثلاثة التى وردت فى مواد الدستور وهى: الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام المسموع والمرئى، والمجلس الأعلى للإعلام، والإسراع بتطوير وتعديل البنية التشريعية للإعلام بمراجعة وإعادة النظر فى قوانين الصحافة والبث المرئى والمسموع. والثانى: إنشاء نقابة للعاملين فى الوسائل الإعلامية غير الصحفية (نقابة الإعلاميين، والعاملون فى الإذاعة والتليفزيون)». ورغم إشارة بعض خبراء الإعلام إلى ضرورة وجود ميثاق للشرف الإعلامى يلتزم به الإعلاميون، فإن الدكتور محمود علم الدين يرى أن «معايير المهنية فى العمل الإعلامى معروفة مثل المصداقية والدقة والموضوعية وعدم التحريض أو عدم الحض على الكراهية، وهى أمور معروفة تلتزم بها وسائل الإعلام فى الكثير من المنظومات الإعلامية فى العالم ولن نعيد اختراع العجلة بكتابتها، لكن الأولوية كما قلت هى تنظيم الإعلام تشريعياً بما يسهم فى وضع آليات لمساءلة ومحاسبة من يخطئ ومن ثم ضبط أداء الإعلام المصرى». كما يطالب أستاذ الإعلام بضرورة البدء فى «تنظيم الإعلام المصرى الذى بات يعانى حالة من الارتباك والفوضى نتيجة انتقاله سريعاً بين مراحل سياسية متعاقبة من 25 يناير 2011، مرحلة تولاها المجلس العسكرى ومرحلة تولاها الإخوان ومرحلة إعادة بناء الدولة وفى كل مرحلة يتغير نمط أداء الإعلام، فإعلام ما قبل «25 يناير» يختلف عنه بعدها والإعلام فى فترة حكم الإخوان يختلف عنه فى فترة السلطة الحالية»، ويضيف «علم الدين» أنه من بين أسباب ارتباك المشهد الإعلامى فى مصر، على حد وصفه، «عدم وجود قواعد منظمة للعمل الإعلامى، مثل سمات وخصائص الإعلاميين أنفسهم، وسمات العلاقة بينهم وبين أصحاب المؤسسات الإعلامية التى يعملون بها». وقالت الدكتورة فؤادة البكرى، أستاذة العلاقات العامة بجامعة حلوان، «لا بد من وجود ميثاق شرف صحفى وإعلامى، ليس فقط ليلزم الصحفيين ولكن لينظم العمل الصحفى والإعلامى فى المؤسسات الإعلامية». وأشارت «البكرى» إلى أن «ضمير الإعلامى يجب أن يحتم عليه تطبيق الميثاق دون أن يشعر بأن هناك من يجبره على ذلك الالتزام، يعنى أن يكون الصحفى أو الإعلامى هو رقيب ذاته». وتتابع «البكرى»: «لا بد من وجود عقاب فى حالة لو أخطأ الإعلامى وهو ما يعرف ب(الحرية الملتزمة)». وتلفت أستاذة العلاقات العامة بجامعة حلوان إلى أن «عدم وجود ميثاق شرف صحفى مكتوب جعل «الدنيا مفتوحة» وجعل همَّ الإعلاميين وشغلهم الشاغل هو تحقيق السبق الصحفى دون مراعاة معايير المهنية أو أخلاقيات العمل الصحفى، وسبب البعد التام عن الموضوعية بشكل متكرر فى الكثير من القنوات. «دعوة المواطنين للمشاركة الإيجابية فى الشأن العام واجب على الإعلاميين دون إغفال الدور النقدى» هكذا ترى الدكتور فؤادة البكرى. الأخبار المتعلقة: مراسلو «الفضائيات» بالمحافظات: مجبرون على نقل صورة «غير حقيقية» «التنظيم الذاتى» يضبط الإعلام الأوروبى سياسيون: بعض مقدمى التوك شو «ركبوا كل الأمواج» المشاهدون: «زهقنا» من «التطبيل» ياسر عبدالعزيز: الإعلام يعمل ب«عواطف.. ونزعات.. ومصالح» «ماسبيرو»: لا نملك رفاهية استبعاد غير الأكفاء فوضى.. على الهواء مباشرة