سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مياه الغربية فيها «سم قاتل».. المحطات تحتاج صيانة.. والأهالى يشربون مياهاً مختلطة بالمجارى سكان القرى: المواسير أكلها الصدأ.. ونتبرع لإنشاء محطات للتنقية بدلاً من مياه الحكومة.. والكلور لا ينظف المياه
«المياه فيها سم قاتل».. جملة وصف بها محمود المرشدى، من سكان منطقة الجلاء فى مدينة طنطا، مياه الشرب التى يتناولها أهالى منطقته بصفة خاصة وأهالى مدن ومراكز قرى محافظة الغربية بصفة عامة، وأضاف: «مياه الشرب بالمنطقة مختلطة بالصرف الصحى وبها ميكروبات وشوائب ولها رائحة ولون غامق وممتلئة بالأتربة والقاذورات، ما زاد من حالات الفشل الكلوى بالمحافظة، وتسبب فى وفاة بعض المواطنين بالأمراض المزمنة والسرطانية، ورغم الشكاوى المتعددة للمسئولين من أجل الحصول على كوب ماء نظيف، لا حياة لمن تنادى». ولفت إلى أن المياه التى تصل إليهم داخل منزلهم يميل لونها للون الأسود فى بداية نزولها من الصنبور وبعد نحو 5 دقائق يتغير لونها لتصبح صفراء وتستمر هكذا طوال اليوم، مضيفاً: «إن محطة مياه الجلاء قديمة، ما يدفعنا لشراء المياه من محطات التنقية الموجودة فى المساجد». ويشير محمد عبدالفتاح، مهندس، من سكان منطقة دوران النادى فى طنطا، إلى أن مسئولى المحافظة لم يحرك أحد منهم ساكناً وكأن صحة المواطنين لا قيمة لها، فنتائج التحاليل المعملية التى أجراها الأهالى على مياه الشرب أكدت أنها مياه ملوثة ومحملة بمواد مشعة منها اليورانيوم، وذلك لأن معظم الشركات والمصانع تلقى بصرفها الصناعى دون معالجة فى نهر النيل مباشرة، ولأن جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحى التى تنفق عليها الدولة مليارات الجنيهات سنوياً لا تعمل وعمرها الافتراضى انتهى، وتلوث مياه الشرب أجبر المواطن على اللجوء إلى محطات تنقية المياه التى يتم إنشاؤها عن طريق التبرعات، لتكون بديلاً عن مياه يشربونها فتقتلهم وتأتى لهم من محطات حكومية مليئة بالأمراض. يقول زغبى الشهاوى، مسئول عن محطة تنقية مياه الشرب فى قرية ميت الشيخ مركز قطور، إن أهالى القرية والعزب المجاورة تبرعوا لإنشاء المحطة، على أن تدفع كل أسرة 10 جنيهات شهرياً لصيانة الفلاتر وتجديدها، مقابل الحصول يومياً على جركن سعة 20 لتراً من المياه النظيفة، قائلاً: المواطن يستطيع تحمل انقطاع الكهرباء وعدم وجود أسطوانات الغاز، لكن لا يقدر أن يعيش بدون مياه نظيفة وخبز جيد فهما أساس الصحة وفى الوقت نفسه هما أساس المرض. وأكد الدكتور إبراهيم أبورية، أستاذ الكبد، أن تلوث المياه يؤدى إلى الوفاة بسبب توطن أمراض الكبد والفشل الكلوى الناتج عن المياه الملوثة التى تشبه مياه المستنقعات، وتعتبر محافظات الدلتا من أكثر مناطق الجمهورية التى تنتشر بين سكانها أمراض الكبد. وأضاف أن مرض السرطان مرتبط بتلوث مياه الشرب الناتجة عن إلقاء المخلفات الصناعية فى النيل وبسبب ذلك انتقل المرض إلى المحاصيل الزراعية والأسماك، الأمر الذى يؤدى إلى تراكم سموم السرطان فى جسم الإنسان، لافتاً إلى أن من يعتقد أن الكلور ينظف مياه الشرب بنسبة 100% فهو خاطئ حيث إن الكلور لا يعالج بعض الفيروسات الدقيقة ويتفاعل مع المركبات العضوية كما أنه يؤدى إلى تكوين مركبات ثانوية لها آثار صحية ضارة أخطرها مسببات السرطان. المهندس مصطفى حسن أضاف أنه من خلال تجربة أجراها باستخدام جهاز لتحليل مياه الشرب قام بتصميمه لمعرفة مدى صلاحيتها للاستهلاك من عدمه اكتشف أن مياه الشرب بالمحافظة ملوثة وغير صالحة للاستخدام الآدمى، موضحاً أن الجهاز عبارة عن قطبين أحدهما حديد والثانى معدنى، كشف أن المياه العادية والمعدنية غير الصالحة يظهر بها بعد دقائق من بدء التجربة كميات كبيرة ذات لون أصفر ورائحة كريهة، ما يدل على أنها غير صالحة، فى حين أن المياه النظيفة لا تتفاعل مع الجهاز. وأضاف المهندس أنه أجرى التجربة على 3 زجاجات مياه معدنية ل 3 شركات كبرى لبيع المياه المعدنية وتبين عدم صلاحيتها للشرب، لافتاً إلى أن المسئولين لا يراعون ضمائرهم فى الرقابة على شركات المياه المعدنية ولا محطات المياه الموجودة فى كل مكان بالمحافظة وتصرف الدولة عليها مليارات لتخرج فى النهاية مياهاً تقتل المواطن المصرى. «مواسير مياه الشرب والصرف الصحى بغالبية مدن وقرى المحافظة لم يتم تغييرها منذ فترة كبيرة، مما جعل الصدأ يأكلها وتختلط مياه الشرب بالصرف الصحى والأتربة»، هذا ما أكده مصدر مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربية، رافضاً ذكر اسمه، مبيناً أن مياه الشرب سيئة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى لاحتوائها على شوائب وروائح وألوان نتيجة ما يسمى بنهايات الخطوط المغلقة.