مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    «نتنياهو» يمضي وحده| واشنطن تنأى بنفسها.. وبايدن يحجب القنابل الأمريكية عن إسرائيل    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم (فيديو)    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    أحمد سليمان يكشف عن مفاجأة الزمالك أمام نهضة بركان    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    36 ثانية مُرعبة على الطريق".. ضبط ميكانيكي يستعرض بدراجة نارية بدون إطار أمامي بالدقهلية-(فيديو)    «مش هيقدر يعمل أكتر من كدة».. كيف علّقت إلهام شاهين على اعتزال عادل إمام ؟    يوسف زيدان يفجر مفاجأة بشأن "تكوين": هناك خلافات بين الأعضاء    لطيفة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: بحبك ل آخر يوم في حياتي    فاروق جعفر: واثق في قدرة لاعبي الزمالك على التتويج بالكونفدرالية.. والمباراة لن تكون سهلة    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    مدارس النصيرات بغزة في مرمى نيران الاحتلال ووقوع شهداء    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الخارجية الأسبق ل«الوطن»: أخطأنا فى التباطؤ فى نقل رعايانا من ليبيا
محمد العرابى: تركيا وقطر تريدان «مناكفة مصر».. و«حماس» فضلت إحراجنا على حساب الدم الفلسطينى
نشر في الوطن يوم 07 - 08 - 2014

قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن حركة حماس حاولت الاستفادة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بفرض نفسها كطرف فى القضية بعد سقوط ظهيرها تنظيم الإخوان، وإنها فضلت إحراج مصر على حساب الدم الفلسطينى. ووصف العرابى فى حوار ل«الوطن» التدخل العسكرى فى ليبيا ب«المغامرة غير المحسوبة»، وأن مصر تعتبر أمن الخليج خطاً أحمر، وأنه يمكن لها أن ترسل قوات لحماية السعودية من خطر «داعش»، معترفاً بأن قطر تمارس دبلوماسية ماهرة، وأن القاهرة يمكنها العيش بدون تركيا، وإلى نص الحوار:
■ ألم تشعر بانزعاج من صدور بيان لوزارة الخارجية لتعزية أهالى ضحايا سقطوا فى ليبيا، ثم تخرج السلطات الليبية لتنفى هذا؟
- من الواضح أننا نتعامل مع ليبيا بمنطق اللادولة، نحن نتعامل مع دولة ليس فيها مصدر تستطيع أن تثق فى معلوماته، أو تستعين به، أو تخاطب وزارة خارجيتها، وبالتالى من الممكن حدوث مثل هذه الأخطاء، لأن الليبيين أنفسهم لا يستطيعون السيطرة على الأوضاع. وأنا ألتمس العذر لوزارة الخارجية لأنها من الممكن أن تستقى المعلومات من وزارة الإعلام، وأتقبل مثل هذا النوع من الأخطاء لصعوبة الأوضاع فى ليبيا.
■ ألا يعد هذا انعكاساً للأداء العام فى وزارة الخارجية؟
- لا بالطبع، وزارة الخارجية تقوم بدورها، وأتمنى أن يتفهم الناس ذلك، ومن الصعب إيجاد دور للوزارة فى دولة لا تستطيع فرض النظام والقانون على أراضيها، لا توجد دولة فى ليبيا، والوزارة معذورة فى ذلك، لأننا لا نستطيع أن نؤمن كل الجالية المصرية فى ليبيا بحجمها الذى يزيد على المليون ونصف المليون مواطن، وسبق أن قمنا باستدعاء طاقم السفارة نتيجة عدم وجود حماية لها من قبل السلطة المركزية، والعالم كله أجلى رعاياه من ليبيا، والذى أخطأنا فيه هو التباطؤ فى إجلاء الرعايا قبل تأزم الأمور.
■ هل تحركات وزير الخارجية الأخيرة تعكس وجود استراتيجية للتعامل مع الملفات المختلفة؟
- يجب أن نعترف بأن مصر تعيش فى مرحلة إطفاء الحرائق من حولها، وأى وزارة خارجية فى العالم تبدأ قوتها من الداخل، بحيث يكون لك صوت مسموع فى الخارج، وبالتالى نحن ما زلنا فى مرحلة اضطراب فى الداخل، ولم تكتمل الأمور بشكل جيد، ولكن مصر فى الطريق الصحيح، والخارجية المصرية والدبلوماسية المصرية فى مرحلة إطفاء حرائق، وكل يوم يتم فتح ملف جديد، ملفات «داعش» وتحركها من سوريا إلى العراق ثم ملف غزة ثم ملف ليبيا، وهكذا، ومصر تستطيع التعامل مع عدة ملفات فى وقت واحد.
■ قلت «إن الدبلوماسية المصرية تعيش مرحلة إطفاء الحرائق» هل هذا يعكس غياب الرؤية أو الاستراتيجية؟
- لا، بعض الملفات تكون أيادينا مغلولة فيها، ولا تقل لى إن مصر لها دور فى المسألة السورية، ليس لنا دور فى ذلك، لأنه ملف خرج عن الدائرة العربية والمصرية بوجه خاص، بحيث أصبحت مسألة دولية، لكن لنا دور قوى فى غزة، وسيكون لنا دور إلى حد ما فى ليبيا، وليس دوراً مطلقاً، لأن الحديث عن اتفاق الليبيين على خطة لإنقاذ بلادهم كلام نظرى، واقع الأمور على الأرض سيحكم الأمور، أما سياسات ودعوات ضرورة حفاظهم على التراب الليبى ووحدتهم وتماسكهم، ستصطدم بالواقع وهو وجود جماعات مسلحة تستهدف تقسيم الدولة، وهل مصر ستدخل لمحاربة هذه الجماعات؟ بالتأكيد لا، لكن سيكون لنا دور فى مناشدة المجتمع الدولى ودول الجوار الحفاظ على ليبيا، والأمور فى العراق اليد المصرية مغلولة فيها.
■ وما أسباب ضعف الدور المصرى؟
- لأن هناك بعض الموضوعات يكون الحل فيها أن يحدث تقاتل عربى - عربى، ولا يمكن لمصر أن تفعل هذا، وعند الحديث عن مشاركة مصر فى حل مشكلة «داعش»، هل سنرسل قوات لمحاربتهم؟ هذه مغامرات غير محسوبة، لا يوجد حل غير تكاتف الدول للحد من سيطرة «داعش» على مدن جديدة.
■ لكن السيد عمرو موسى ألمح لإمكانية اضطرار مصر للدفاع عن نفسها فيما يخص الوضع فى ليبيا.. كيف تقرأ ذلك؟
- السيد عمرو موسى أعتقد أن رأيه يمكن أن يستند إلى أن الأمن القومى المصرى يبدأ من خارج حدود مصر، ويجب أن تُجهض ما يؤدى للإضرار بأمنك وهو فى الخارج قبل أن يأتى إليك، لكن الحل العسكرى لن ينهى شيئاً، ربما يؤدى لخسائر أو تغيير فى الموقف، لكن ليس بالسهولة كما يظنها البعض، وعلينا تذكر حرب فلسطين، وهذا حل غير مجدٍ، لأن المقصود بها تفتيت مصر وإشعال الحرائق يهدف إلى ذلك.
وفى الدبلوماسية نقوم بدراسة قدرات الآخرين، هل «داعش» قادرة أن تجتاح بسهولة؟ قدراتهم الآن لا تمنحهم الفرصة فى التمدد أكثر من ذلك، ونحن لا نفهم هل «داعش» انتفاضة سنية ضد حكومة المالكى وحكم الملالى فى إيران، أم جماعات تكفيرية تقتحم الحدود بهدف إنشاء الإمارة الإسلامية؟
■ لكن الرئيس السيسى لديه كلمة شهيرة «مسافة السكة»؟
- أمن الخليج بالنسبة لمصر خط أحمر، ولو شعرنا بوجود ما يهدد أمنه واستقراره، فمصر ستكون لديها استراتيجية أخرى، وهذا حدث فى عهدى الرئيسين «عبدالناصر» و«مبارك».
■ تقارير إعلامية أشارت إلى أن السعودية طلبت الاستعانة بقوات من الجيش المصرى لحماية حدودها من عناصر «داعش»، هل هذا وارد؟
- أعتقد أن هذا الأمر ممكن فى مرحلة ما، مصر لن تسكت حال تهديد السعودية من هذه الجماعات وستعاون السعودية، ويمكن أن نمد السعودية بقوات من الجيش، لأنها أحد قطبى العرب، ولسنا مستعدين لخسارتها بعد تدمير جيشى العراق وسوريا؟
■ قلت إن مصر لن تشارك فى حل يؤدى لتقاتل عربى - عربى، هل هذا يعنى ضمنياً أن دولاً عربية تمول الجماعات الإرهابية؟
- هذه المأساة الكبرى، وهذا استنتاج صحيح، ومصر والسعودية مطالبتان بوضع نظام عربى جديد قائم على عدم تدخل أى دولة فى شئون الأخرى، ولا نقبل أنك تكون أداة لقوة عالمية تفسد فى المنطقة العربية، وأن تتدخل فى شئون دول عربية أخرى، وأؤكد أنه من المستحيل أن نصل لهذا النظام الجديد، لأنه للأسف لم تجتمع إرادة الأمة أو حكمائها أن يجلسوا سوياً، ولا أعلم لماذا لا يجلسون تحت مظلة الجامعة العربية؟
■ هل تقصد أن قطر تمول جماعات الإرهاب؟
- من المؤكد أن تلعب قطر دوراً سلبياً، والموضوع بدأ منذ فترة طويلة وكنا نتعامل معه باعتبار أنه دور مطلوب، وقطر كان لها دور محمود فى مشكلة «دارفور»، لكن الأمر تطور حتى بدأ يؤثر على الأمن القومى العربى.
■ والحل؟
- وجود نظام عربى جديد.
■ هل هذا النظام قائم على إلغاء الجامعة العربية؟
- أبداً، بالعكس، الفكرة قائمة على تقوية الجامعة العربية.
■ لكن البعض يصف أداءها بالمتراجع والمتخاذل خصوصاً فى موقفها من الحرب على غزة؟
- الجامعة العربية عبارة عن مجموعة من الإرادات التى يمثلها القادة العرب، وهم لا يعترفون بدورها، والجامعة عليها دور أهم من السياسة وهو تنمية الإنسان العربى لأنه أصبح ضحية، أيضاً التكامل الاقتصادى والثقافى، الجامعة العربية حاولت الدخول فى ملف سوريا ووجدت أن دورها ثانوى، ولم يعط لها دور كامل فى الملفات العربية.
■ من الذى لم يعط لها دوراً؟
- رؤساء الدول العربية.
■ وهل بقى رؤساء؟
- هذا سؤال كبير، ولذلك أقول إن مصر عليها دور كبير ليس فقط فى إطفاء الحرائق بل قيادة الوعى والصحوة العربية، وأن تقود فكرة النظام العربى الجديد، لا يمكن أن نعمل وفق نظرية رد الفعل، يجب وضع استراتيجية، ومن الواضح أن المنطقة العربية مستهدفة وعلينا التعامل وفق هذا.
■ وهل سيكون النظام العربى قائماً على تهميش قطر؟
- لا، ليس تهميشاً بل وضعها فى الإطار الصحيح، وأن تعود لأمتها العربية، وألا تغرد خارج السرب وهى تنتمى لمنظمة التعاون الخليجى، لا نريد أن نلفظها، بل نريد عودتها وهذا دور مجلس التعاون ثم بعد ذلك الجامعة العربية، لأن دور قطر الآن أداة لاستراتيجية أمريكية طويلة الأمد فى المنطقة، ووجدوا فى قطر أنها من الممكن أن تكون الأداة الجيدة، وكان لدينا أمل بعد تولى الأمير الحالى باعتباره شاباً، لكن لا توجد بوادر، حتى بعد سحب السفراء ومحاولة دولة الكويت الصادقة.
■ لكن أمير قطر زار السعودية؟
- والنتيجة لا شىء.
■ إذن لماذا كانت الزيارة؟
- قطر تلعب بدبلوماسية ماهرة، وأنا أعترف بهذا، ليست دبلوماسية عادية، ضغطوا على أمريكا للدخول فى موضوع غزة، وزيارة أميرها للسعودية نجح من خلالها إلى حد كبير أن يقلل من آثار مشاكله مع دول مجلس التعاون الخليجى ومع مصر.
■ كلامك يعكس أن الدبلوماسية القطرية حققت تفوقاً على الدبلوماسية المصرية؟
- لا، لا نستطيع أن نقول ذلك، الجانب القطرى حقق تفوقاً فى صيانة وتحقيق استراتيجيته، لكنه لم يتفوق على الدبلوماسية المصرية، لأنه حينما حاول وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى حل أزمة غزة بمؤتمر باريس ودعوة مصر وتركيا وقطر، مصر رفضت ولم تذهب وتركت الأمر، إذن أين المهارة القطرية؟
■ لكن الرئيس الفلسطينى محمود عباس قال إنه لم يحضر لأن مصر لم تكون مدعوة للمؤتمر الدولى؟
- ولو كانت دعيت لن تذهب، وأنا أسأل هل الفكرة هى منافسة مصر لإحراجها أم حماية الشعب الفلسطينى فى غزة؟ أعتقد أن الهدف الرئيسى لأى عاقل هو حماية الشعب الفلسطينى فى غزة، وإذا لم تعجبك المبادرة المصرية، فمن حقك أن تقدم مبادرة مع تركيا ويمكن للعالم أن يتقبلها ونوقف نزيف الدم، هما أرادا فقط «مناكفة مصر» ولم يهتما بالدم الفلسطينى.
■ هل تشعر بتغير إزاء إدارة الأزمة مع قطر منذ تولى الرئيس «السيسى»؟
- لا، لكن الفكرة أن قطر باتت مسألة رأى عام فى مصر، ويجب أن يكون الشارع المصرى راضياً عن أى تصرف تجاهها، والرأى العام المصرى بات يرى أن هذه الدولة تتسبب فى إيذاء كبير له.
■ وما سيناريوهات التعامل المصرى مع قطر؟
- تكثيف الاتصالات مع دول مجلس التعاون الخليجى وهذا أتى بثماره، بسحب دول الخليج سفراءها من قطر، ولا بد أن يعالج الملف بين دول الخليج وليس مصر وقطر وتحت مظلة الجامعة العربية، وأعتقد أن هذا لن يؤتى بنتائج سريعة، لكن إذا شعروا أن هناك بعض الإجراءات ضدهم من مجلس التعاون، ومطلوب من قطر خلال الفترة المقبلة السكون والهدوء، وأعلم أنهم لن يستطيعوا التخلص من السيطرة الأمريكية خاصة فى المرحلة الحالية، وكان يجب إعلان دعمهم للمبادرة المصرية إذا كانوا يعملون لصالح العرب بدلاً من أن يذهبوا لأمريكا لإشراكها فى الأمر، ومن الحكمة إذا كانت قطر تريد العودة أن تدخل فى مرحلة سكون، وأشك فى هذا، ونحن كمصر، لدينا مفتاح وهو الصمود، المصريون لن يعودوا للوراء، والرئيس سياسته محسوبة وإيجابية، فى عدم رده على إساءة «أردوغان» له، ومصر تستطيع أن تمضى وتعيش بدون تركيا أو تتلاسن مع قطر وتركيا، الصمود فى مواجهة المشاكل أمر جيد، ومشاركة الوفود الدولية لمصر فى الفترة الأخيرة تعكس أنه حينما تتعافى مصر فالجميع يسعى إليها، وهذا المطلوب، وعلينا التعافى بسرعة، وألا نضع قطر وتركيا على أنهما هاجس يخطط لنا، مصر أقوى وأكبر وأقدر.
■ أشدت بالدور المصرى فى غزة، لكن البعض ينتقد غياب الفعالية؟
- أطلقنا مبادرة وقت أن كان الضحايا فى القطاع 127 شخصاً، وإسرائيل قبلتها، لكن حماس فضلّت أن تحرج مصر على حساب الدم الفلسطينى، أى قائد كان عليه أن يحسب خسائر ومكاسب كل خطوة له، حماس خسرت من الحرب الكثير، وكسبت القليل، منها أنه بعد فقدان شريكها الاستراتيجى، وهو الإخوان، بدأت تأخذ وضعها كطرف فى المنطقة، لأنها كانت تستند إلى الإخوان، وأصبحت حماس طرفاً فى المعادلة، لكن هذا الدور لا يساوى كم القتلى والخسائر والمصابين، ونفس الأمر بالنسبة لإسرائيل، أؤكد لك أن الحرب على غزة ستكتب نهاية نتنياهو سياسياً داخل إسرائيل، لأنه أيضاً تكبد خسائر فادحة.
■ البعض قال إن هدف المبادرة القطرية تكوين إمارة حمساوية فى غزة تستطيع أن تصدر القلق لمصر بعد عزل الإخوان؟
- مصر تعى كل هذا، و«اتكوينا» بنار الإخوان، وأى محاولات لإعادة إحيائهم على حدودنا ستفشل، وكل ما يجرى فى المنطقة محاولة لزرع الإخوان حول مصر، بحيث تكون محاطة بهم، يؤلمنى أن يدخل الشعب الفلسطينى فى هذه المعركة، وهذا غير مقبول ويجب على قادة حماس أن يفهموا ذلك، وأن توجه مصر رسالة شديدة اللهجة للوفد الفلسطينى الذى يزور القاهرة الآن، بأن مصر لن تسمح بهذا، وموضوع حماس وإسرائيل يتكرر بنفس السيناريو، ويجب أن تبدأ مفاوضات جادة لعدم حدوث ذلك مرة أخرى بعد انتهاء وقف إطلاق النار.
■ كيف ترى المفاوضات التى تجرى فى القاهرة الآن؟
- أولاً: إسرائيل مطلوب منها، وقف القتال والانسحاب من غزة، وأن يتم بضغوط دولية فيما بعد ترتيبات تتعلق بالمعابر والصيد وغيرهما، ومعبر رفح السيادة عليه مصرية، ولا يمكن أن نختصر القضية الفلسطينية فى معبر رفح، ويجب على قادة حماس أن يعوا مقدارهم، وأنا أسأل من يرفض المبادرة الفلسطينية، حماس أم السلطة؟
■ لكن حماس هى التى تحارب على الأرض؟
- إذن هناك فشل فلسطينى - فلسطينى، هناك قيادة فى رام الله ورفض للمبادرة المصرية فى غزة.
■ الرئيس لم يُشر لحركة حماس خلال خطاباته، هل تعتقد أن سياسة مصر هى تهميش حماس خاصة بعد وضعها على قوائم الإرهاب؟
- هذا أمر منطقى، ومعجب بهذه الطريقة، ولغة الخطاب المصرى لم يعد بها «ردح»، مصر تقول موقفها ولا تعبأ بردود الفعل السخيفة من بعض الأطراف، مثل خالد مشعل، وغيره، مصر نضجت بشكل كبير، وأعتقد أن هذا النهج سيستمر بعدم الدخول فى تلاسن مع أى طرف فى الإعلام، والرئيس «أبومازن» يعبر عن الشعب الفلسطينى كله، وهو من شكل الوفد المشترك.
■ وما توقعاتك لما ستسفر عنه المفاوضات الجارية فى مصر؟
- ولا حاجة.
■ لماذا؟
- لأنه لا توجد إرادة سياسية، وإسرائيل واضح أنها بعد أن دفعت ثمناً غالياً، وهذا يحسب للمقاومة، ستدعى أنها أنهت مهمتها، ولن تستمر فى الحرب، والمفاوضات المصرية لن يكون لها نتيجة، والجماعات الفلسطينية لن تستطيع أن تخرج بنتيجة توقف القتال، القصة الرئيسية هى أن تنتزع اعترافاً بها، والشعب الفلسطينى لن يستفيد شيئاً من هذا.
■ كيف ترى دور أمريكا فى الأزمة؟
- لم يكن صائباً وارتكب أخطاء كثيرة، وكان يستطيع أن يوقف إسرائيل، ثم أراد إشراك قطر وتركيا، وهذا ميوع فى الموقف، ثم ركز جهوده على إخلاء سبيل الجندى المختطف، وهذا يؤكد أن الدور الأمريكى جزئى ومرحلى لا ينظر للأمور بنظرة شاملة، وبالتالى موقفه باهت، واتسم بالبطء.
■ وكيف فسرت فيديو تفتيش وزير الخارجية الأمريكى فى مصر؟
- الإعلام ضخّم هذه الأمور، «كيرى» شخصية لطيفة جداً، وهو لا يستطيع التعامل مع الشرق الأوسط بالشكل الجيد، والأمريكان ما زالوا غير قادرين على فهم المنطقة، وأؤكد أنه دخل عبر البوابة الإلكترونية دون توجيه، وأنا ضد تضخيم هذا، حتى لا يتكرر الأمر مع أى وفود مصرية تذهب لواشنطن.
■ كيف تقرأ القمة الأمريكية الأفريقية واعتذار «السيسى» عن عدم المشاركة فيها؟
- هذه القمم ليس لها أى فعالية، وهى مراسمية أكثر من أن ينتج عنها سياسات محددة، وفى نفس الوقت يذهب الرئيس لأمريكا فى زيارة ثنائية وليس ضمن وفود.
■ ننتقل إلى ملف الانتخابات البرلمانية.. كيف ترى المشهد؟
- للأسف الأحزاب والسياسيون لم يرتقوا لخطورة الحدث الذى سنقدم عليه، وما زلنا نتصرف بعقلية قديمة كأنها انتخابات برلمانية عادية، وكأن الأمور لم يحدث فيها تحدٍ، وهناك طرف جاهز وهو الأحزاب الدينية، وطرف غير جاهز وهو الأحزاب المدنية.
■ ومن السبب فى ذلك؟
- الأحزاب تتعامل على أن الأمور عادية، ولا ترى أن الظرف يستدعى إحداث عمل استثنائى من جانبنا، وأن نقزم أنفسنا ونعلى من شأن الوطن، وكل حزب ينظر لنفسه فقط، فضلاً عن التخمة المالية، والغرور السياسى والفقر المادى دون مبرر والإحساس الواهم بالقوة.
■ هل يمكن أن نرى توحيداً للتحالفات الانتخابية الموجودة؟
- هذا أمر صعب، وهناك جهود دؤوب يقودها عمرو موسى بإخلاص ووطنية برغم بعض المناوشات، وهو لا يبغى أى شىء غير الدخول فى الانتخابات بكتلة وطنية موحدة.
■ لكن البعض يتهمها بضم عناصر من «الوطنى»؟
- هذا موضوع قديم، وسيكون فى القوائم أو الفردى أعضاء وطنى سابقون، ويجب أن يكون لدينا القناعة بذلك، هناك شخصية فى الحزب الوطنى بتاريخها واسمها تستطيع الفوز فى الانتخابات، أو من لديه عزوة عائلية، وهناك من يملك عنصر المال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.