أدانت مشيخة الأزهر الشريف عمليات التهجير القسري لمسيحيي مدينة الموصل العراقية، بالإضافة إلى تنامي الأبعاد الطائفية والمذهبية للأحداث المتسارعة بجمهورية العراق الشقيق على مدار الأسابيع الأخيرة. وأعربت مشيخة الأزهر الشريف عن انزعاجها الشديد تجاه ما يتواتر من أنباء بشأن عمليات التهجير القسري لمسيحيي مدينة الموصل، الأمر الذي يتناقض كليًّا مع المبادئ والتعاليم الإسلامية السمحة، والتي تدعو إلى التعايش والتواصل بين الناس كافة مصداقًا لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، فضلاً عن تنافيه مع مسار التاريخ العراقي الزاخر بالتعايش والوئام بين أبناء مختلف الطوائف والأعراق. وأعلنت مشيخة الأزهر الشريف إدانتها التامة لأي سلوك متطرف من شأنه الإضرار بأرواح أو ممتلكات أو مصالح المواطنين العراقيين الأبرياء، أيًا كانت انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو القومية، مشددة في هذا السياق على أهمية تنبه كل القيادات السياسية والدينية والعرقية إلى ما يحاك ضد الأمة العربية والإسلامية من مؤامرات وفتن، تستهدف تقسيمها وتمزيقها وتقطيع أوصالها، وصولاً إلى أهداف مشبوهة نعرفها جميعًا، وضرورة التَّصدي والوقوف الحاسم بوجه هذه النزعة البعيدة كل البعد عن روح الأمتين العربية والإسلامية.