شجار استمر لساعات بين راكب يجبر السائق على تخفيض الأجرة وآخرين "ارتضوا بالأمر" من أجل السعي وراء مصالحهم، قرار زيادة تعريفة الأجرة على الميكروباص خط "القاهرة- بيلا" بكفر الشيخ، أثار أزمة وسط موقف "عبود" منذ اللحظة الأولى من تطبيق الزيادة، ما دفع ب"محمد" وعدد من أصدقائه إلى موازنة الزيادة بينهم وبين الركاب تحت شعار "شوية عليك وشوية عليا.. عشان بلدنا غالية". جنيه واحد، في نظر زملائه من السائقين بالموقف "خراب بيوت"، إذا استقطع من الأجرة التي أصبحت 18 جنيهًا بدلاً من 15، لكن "محمد مصطفى" (23 عاماً) وجده تبرعًا يوميًا لأجل بلده وتلبية لنداء رئيس الوزراء إبراهيم محلب بضرورة التحلي بضمير وطني ومقاطعة الاستغلال "معايا 3 سواقين في الموقف عملوا زيي لما لقينا الناس بتشتكي من الزيادة، وإحنا مش أصحاب عربيات وقررنا ندفع من جيوبنا الجنيه لصاحب العربية عشان نحاول نساعد في حل الأزمة اللي البلد فيها". يرى "محمد" أن الجنيه الذي يوفره للراكب وعدم استغلاله، لا يؤثر على حصيلة أجرة الميكروباص في شيء "حاولنا وقتها نفض المشكلة اللي حصلت على الفجرية ونخلي الجنيه علينا والعربية تحمِّل وتمشي والناس دفعت 17 جنيه وهما راضين، وفي الوقت نفسه نفضل نعملها الأيام اللي جاية لحد ما البلد تشد حيلها، الناس فاكرة إن كل سواقين الميكروباص بلطجية". لا فارق تقريبًا بين قرار محمد سائق الميكروباص، وقرار مصطفى مرعي سائق التاكسي، يبدأ مرعي يومه بصلاة الفجر، ليواصل بعدها العمل، رحلة يومية للبحث عن راكب دون شجار "الناس بعد زيادة أسعار الوقود بقت بتوفر وتركب المترو وأتوبيسات الجيش"،وبمجرد أن يشير إليه أحدهم، يبادره بالبشرى "اللي عايز تدفعه ادفعه أنا هاستحمل لآخر رمضان ومش هاتخانق مع حد على الأجرة علشان أحافظ على صحتي". "التاكسي الأبيض حظه قليل والعربية مش بنزين بس دي قطع غيار كمان" هكذا لخص الرجل الثلاثيني أزمته، لم يعد اختيار الزبون رفاهية متاحة للسائق "مبقتش أقول لحد رايح فين، إن شا الله يروح المريخ، بيركب على طول، هو إحنا لاقيين زبون".